تنفذه وزارة الإتصالات تحت إشراف الآثار

قصر السلطانة ملك.. تحفة معمارية تستعيد رونقها بأيادٍ مصرية

قصر السلطانة ملك
قصر السلطانة ملك

بدأ العد التنازلى للانتهاء من مشروع ترميم وإحياء قصر السلطانه ملك والذى تقوم على تنفيذه وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات تحت إشراف وزارة السياحة والآثار حيث أن القصر مسجل كأثر إسلامى.

 

ويستطيع المارين من شارع صلاح سالم أمام قصر البارون - الموجود بشارع العروبة فى مصر الجديدة بداية القرن 20 - مشاهدة خلية نحل مكونة من فريق عمل المشروع من أطباء الحضارة الذين استطاعوا إعادة القصر لسالف مجده ليبدوا متألقا فى أبهى صورته مطلا على قصر البارون.

 

ولمن لا يعرف السلطانة ملك حسن طوران فهى الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل سلطان مصر وهى أول سلطانة لمصر فى العصر الحديث منذ شجرة الدر فى بداية الدولة المملوكية، وإسمها بالكامل هو ملك جشم آفت نسبة لأمها بالتبنى جشم آفت الزوجة الثالثة للخديوى إسماعيل؛ وكان لها وقف بمركز المحلة الكبرى مساحته 1214 فدان.

 

 كان المهندس البلجيكى البارون إدوارد إمبان قد اختار لنفسه مكانا أعلى ربوة فى ضاحية مصر الجديدة وبنى عليها قصره وهو أول قصر يتم إنشائه بالخرسانة المسلحة وقام مهندس جون لويس كلود بتنفيذ زخارف القصر بالكامل على الطراز الهندى واكتمل بنائه وافتتاحه عام 1911 فى حفل مهيب دعا فيه البارون أعيان البلد والشخصيات ذات المكانة الرفيعة ومن بينهم السلطان حسين كامل وضم الاحتفال بوغوص نوبا باشا ، نجل أول رئيس وزراء لمصر ، وكان شريكا للبارون في شركة مصر الجديدة ، وأنشأ قصراً لنفسه على بعد خطوات جنوب قصر البارون.

 

أعجب السلطان حسين بقصر البارون، فطلب أن يشتريه لكن البارون اعتذر له بأدب، وهو ما لم يمنع غضب السلطان.

 

ويقال أن مشادة بينهما حدثت لأن السلطان حسين كامل كان يريد القصر لنفسه مما دفع البارون لإرضائه وذلك بإنشاء قصر السلطانة ملك زوجة السلطان حسين بالقرب من قصر البارون فشيد البارون هذا القصر ليهديه للسلطان "حسين كامل" زوج السلطانة ملك التى تعد أول زوجة حاكم من أسرة محمد علي تشارك زوجها لقبه.

 

وقد خشى البارون على مشروعاته فى حى مصر الجديدة ، فكلف المهندس ألكسندر مارسيل بإنشاء قصر ثالث غرب قصره فى وقت قياسى وأهداه إلى السلطانة "ملك" زوجة حسين كامل.

 

سُر السلطان بالهدية لدرجة أنه أصر أن يدفع ثمنه ولكنه تُوفى قبل أن يسدد كامل ثمن القصر ، فآلت ملكيته إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير ، التى أجرته للسلطانة ملك.

 

ويعد القصر مثالاً رائعاً للهندسة المعمارية ، حيث جُمع تصميمه بين الطراز الإسلامي الممزوج بالطابع المعمارى المميز لضاحية مصر الجديدة وبين معايير الفنون الجميلة ذات الطابع الأوربى، ومن ثَم أصبح تحفة معمارية.

 

وتروى وصيفة السلطانة "ملك" أنها كانت تحب الفقراء وتعطف عليهم ؛ وظلت محتفظة بسكنها حتى بعد قيام ثورة يوليو ، حيث قابلت الرئيس جمال عبد الناصر وحصلت منه على وعد بالاستمرار فى الإقامة بالقصر والاحتفاظ بلقبها، وبعد وفاتها تحول القصر إلى مدرسة في ستينيات القرن الماضى، ونجحت جهود الأثريين في تسجيله أثر في عام 2000م .

 

يذكر أن هذا المشروع  يعد إحدى الإضافات الجديدة لحى مصر الجديدة وضمان استدامة الحفاظ على آثار العصر الحديث.

ترشيحاتنا