استشاري علم نفس : التفكك الأسري هو «النواة» التى تنبثق منها أغلب الجرائم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

المشاكل والخلافات الأسرية أصبحت جزء لايتجزأ من حياتنا اليومية، وهناك الكثير من العوامل والمؤثرات التى تلعب دورا كبيرا في تفاقمها وتجاوزها حدود القبول وإمكانية التعايش معها، فالأوضاع الإقتصادية التى تعيشها الأسر بمختلف مستوياتها لها دور في توتر العلاقات بين أفراد الأسرة، والتى قد تنتهى بعدم القدرة على التحمل ومن ثم الإنفصال، وهناك مشاكل تنتج عن عدم الإختيار الصحيح لشريك الحياة، والتى ينتج عنها الطلاق، وما يترتب عليه من مشاكل للأطفال نتاج هذا الزواج، وهناك أيضا مشكلات ناتجة عن دخول السوشيال ميديا فى حياتنا بصورة أكبر من المفروض، وتجعلنا نتداخل في حياة بعضنا البعض بدون داعى أو ضابط، مشاكل أسرية كثيرة نسمع عنها يوميا، وهناك خلافات يصل نتاجها لحد العنف والقتل، وهو مانعانى منه فى مجتمعنا خلال الأيام الحالية..


«الأخبار المسائى» تفتح ملف الخلافات والمشاكل الأسرية وما ينتج عنها، وأسباب لهذه الظواهر التى تنتج عن الخلافات الأسرية.


ومن جانبها أكدت دكتورة إيمان عبد الله استشاري علم النفس والعلاقات الأسرية أن الجريمة الأسرية ليست وليدة اللحظة ولا اليوم، فهي من زمن بعيد، فالقتل من أول الجرائم التى ارتكبت في البشرية بين قابيل وهابيل، ولكنها بدأت تزيد مع ظهور وانتشار السوشيال ميديا، التي تؤثر على الانسان بشكل كبير، ويتأثر بكم الحوادث الموجودة، حتى أن الكثير بات يعتقد أن هذا هو الحل الأمثل للمشاكل التى تواجهنا. 


المشكلات الزوجية تتواجد بشكل أكبر في الأسر التى تعاني من التفكك الأسري كما أوضحت استشاري العلاقات الأسرية، لافتة إلى أن مثل هذه المشكلات تكون نتيجة عدم التفاهم، وغياب الثقافة الأسرية السليمة، وعدم الوعي الدينى الكافي، والتربية والتنشأة الاجتماعية الخاطئة أو السلبية، وعدم وجود استراتيجيات لحل المشكلات بين الزوجين والتي تؤثر على الأبناء وتورثهم العنف الذي يشاهدونه في الخلافات بين الأب والأم.


وتابعت أن الضغوط التي تحيط بالإنسان سواء من العمل أو الأسرة، وخصوصا الجوانب المادية التي أرهقت الأسرة بشكل كبير، وجعلت الأب والأم في فجوة عن أبنائهم، فيصل الأمر إلى فقدان قدرة الفرد على أن يواجه المزيد من المشاكل، فينفجر بشكل غير محسوب.


وعلقت عبد الله على أن غياب التدين وعدم فهم بعض الأمور بشكل سليم، يكون له دور كبير في مثل هذه الجرائم، وغياب الرباط المقدس الذي أصبح هش جدا داخل الأسرة،  قائلة "التعامل الشرعي في بعض المواقف والمشاكل لم يكن ليدخلنا في الكثير من المشكلات التى نشاهدها الآن، ودخولنا في هذا المنعطف غير اللائق بالأسرة المصرية".


التفكك الأسري هو النواة التى من خلالها تنبثق أغلب تلك الجرائم، كما أشارت أستاذ علم النفس، فالتفكك يخرج لنا أطفال شوارع، ومن الممكن أن تكون الأسرة من الأسر فقيرة التعليم أو الاقتصاد، أو العشوائية، كل هذا يؤثر على سيكولوجية الإنسان الذي يعيش في هذا الوباء، ما يؤدى إلى الإدمان الذي يفقد الإنسان وعيه، ويجعله يرتكب الجرائم وهو غير مدرك لما يفعل.


ولفتت دكتورة إيمان إلى أن الدراما لها دور فعال فيما نعيشه، حيث أنها تجعل الانسان يعيش في كل هذا بكل جوارحه، فعقل الإنسان اللاواعي يجعله غير قادر على التفرقة بين الحقيقة والخيال أو الدراما، ومع تكرار هذه المشاهدات الصادمة والجارحة للمشاعر الانسانية يعتاد الإنسان على هذه الأفعال، ومع أى موقف نجده ينفذ كل ماشاهده.


الحرمان العاطفي من الأشياء المثيرة جدا للجدل والتعجب داخل الأسرة كما نوهت استشاري العلاقات الأسرية، فالعاطفة هي التى من شأنها أن تشبعنا بكل الحب والعطف والإنتماء الأسري الذى يعود علينا بالإنتماء المجتمعي والوطني، قائلة "لكن كل هذا أصبحنا نفتقده فى الأسرة، وأصبحنا نهرب إلى الواقع الافتراضي، وغالبا ما تنتهى هذه الأسرة المحرومة عاطفيا نهاية مأساوية.


وأضافت أن هناك بعض الأمراض العصبية التى قد تجعل المريض يقدم على الجريمة دون الشعور بما يفعله، وهناك اضطرابات نفسية مزمنة لابد من العلاج المستمر لها مثلها مثل الطغط والسكر.


وأكدت عبد الله أن كل هذه العوامل تهيأ الإنسان أن يكون مجرم خاصة في حق أسرته، وبالتالي زادت في المجتمع الأسر غير السوية والهشة المريضة والمشوهة فكريا وثقافيا وأخلاقيا، وبالتالي يكون المجتمع بأكمله ضعيف ومناعته ضعيفة، وبالتالي يسهل إلتقاط كل الميكروبات المحيطة به في العالم حوله.


واختتمت "التشبث والتمسك بالعادات والتقاليد الحميدة النابعة من الأديان والطقوس الدينية هو ما يجعلنا أسوياء بصورة أكبر، فالبعد عن ثقافتنا المصرية العربية والاقتباس من الانترنت وتقليد عادات وتقاليد ليست موائمة لبيئتنا ومجتمعنا يؤدي لمزيد من الانحرافات والمشكلات المجتمعية".


اقرأ أيضا : المشاكل الأسرية| العنف أسرع طريق للانهيار

ترشيحاتنا