فيصل مصطفى يكتب| عيد النصر: ذكرى استرداد الكرامة المصرية

الكاتب الصحفى فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

 
تحتفل مصر اليوم الإثنين بذكرى عيد النصر، الذي يوافق الثالث والعشرين من ديسمبر، والذي يحمل في طياته أسمى معاني الكبرياء الوطني والإرادة الشعبية الصلبة. تمر اليوم 68 عاما على الانتصار التاريخي الذي حققه الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي الغاشم من قِبل فرنسا وإنجلترا وإسرائيل، الذي جاء ردا على قرار القيادة المصرية الجريء بتأميم قناة السويس وعودتها إلى السيادة الوطنية.
 
بدأت أحداث العدوان الثلاثي في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1956، عندما شنت الدول الثلاث هجوما عسكريا على مصر بهدف السيطرة على قناة السويس وإجهاض القرار الوطني بتأميمها.
 ورغم وحشية القصف وشراسة الغزو، أظهر الشعب المصري مقاومة بطولية، خاصة في مدينة بورسعيد الباسلة، التي أصبحت رمزا للصمود والتحدي.
 
تدخل المجتمع الدولي سريعًا عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أصدرت قرارا في الثاني من نوفمبر بوقف القتال وسحب القوات الغازية. ومع تصاعد الضغوط الدولية والمقاومة الشعبية، اضطرت بريطانيا وفرنسا إلى سحب قواتهما من بورسعيد في الثالث والعشرين من ديسمبر 1956، وفي هذا اليوم أُنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس، إيذانا بانتصار الإرادة المصرية واستعادة السيطرة على القناة.
 
تحولت ذكرى هذا اليوم العظيم إلى عيد قومي لمصر كلها، وليس فقط لمدينة بورسعيد، التي سطرت بدماء أبنائها صفحات مشرقة في سجل الوطنية المصرية. كما أثبت هذا النصر أن الإرادة الشعبية قادرة على التصدي لأعتى قوى العدوان، وأن وحدة الصف الوطني هي السبيل لتحقيق السيادة والكرامة.
 
يظل عيد النصر مناسبة وطنية نستعيد فيها روح التحدي والصمود، ونستذكر التضحيات الجسام التي بذلها الأجداد من أجل حماية الأرض والسيادة. وهو تذكير دائم للأجيال الجديدة بأن مصر قادرة دائما على مواجهة التحديات مهما عظمت، بفضل وحدتها الوطنية وقيادتها الحكيمة.
 
في هذا اليوم، نرفع تحية إجلال وإكبار لكل من ضحى من أجل رفعة الوطن، ونؤكد على ضرورة التمسك بروح النصر والإصرار على بناء مستقبل أفضل لمصر وشعبها.

 

 

ترشيحاتنا