وسط تزايد المخاطر من مجاعة بالقطاع

اسرائيل تغلق 6 معابر.. ودعوات دولية لفتحها وادخال المساعدات الإنسانية لـ«غزة»

معبر رفح
معبر رفح

يثير "الميناء المؤقت" الذي قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن إقامته على ساحل غزة للسماح بإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة العديد من التساؤلات، بعد عجز القوي الدولية عن الضغط علي إسرائيل للسماح لدخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة المنكوب الذي يعاني من الحصار والجوع علي مدار ستة أشهر مدة العدوان الإسرائيلي علي القطاع بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

 ولذلك يجب تسليط الضوء على أهمية ملف المعابر البرية ودورها في تخفيف معاناة الفلسطينيين المحاصرين في القطاع الذي يعتبر المفتاح الأساسي لدخول المساعدات الإنسانية بعد استخدامه من قبل الإحتلال  للضغط علي سكان غزة الذي يقارب عددهم أكثر من مليوني فلسطيني، حيث تربط إسرائيل منع دخول المساعدات بالإفراج عن الرهائن المحتجزة لدي حماس، وتتحكم إسرائيل حاليا بجميع هذه المعابر باستثناء معبر واحد، هو معبر رفح الذي يتحكم فيه المصريون من جهة مصر، وحركة حماس من جهة قطاع غزة.

ووسط دعوات دولية تطالب إسرائيل لفتح المعابر لإدخال المساعدات إلي الغزاوين جاءت آخر هذه الدعوات  أمس حيث أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل، باتخاذ إجراءات تتضمن فتح المزيد من المعابر البرية، للسماح بدخول الغذاء والماء والوقود ومستلزمات أخرى إلى غزة لسد النقص الحاد في الجيب الساحلي الذي مزقته الحرب. واعتبرت هذه الدعوى بأنها "خطوة حيوية في الجهود العالمية لمحاسبة إسرائيل عن ارتكاب إبادة جماعية".

وتأتي دعوات القوي الدولية بالعمل على ضرورة التوصل لوقف لإطلاق النار لإدخال أكبر كمية من المساعدات، والتحذير المتكرر من عواقب دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح، بعد تصريح مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي قال إن نتنياهو وافق على خطط عملية رفح وأن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجلاء السكان.

ومن جانبه أكد سامح شكري وزير الخارجية أن "إسرائيل تسيطر على 6 معابر أخرى ينبغي أن تفتحها"، "هناك طابور طويل من الشاحنات تنتظر الدخول ولكنها تخضع لإجراءات التدقيق التي يجب الالتزام بها حتى تتمكن الشاحنات من الدخول بأمان، وعادة ما تغلق الحكومة الإسرائيلية عدد من المعابر بشكل متكرر في أعقاب الحرب علي غزة أوهجمات صاروخية تنفذها حماس من قطاع غزة علي إسرائيل، حيث يتم الدخول لإسرائيل والخروج منها عبر 23 معبرًا حدوديًّا دوليًّا منها المعابر البرية والبحرية والجوية.

الميناء البحري المؤقت

ويتوقع أن يستطيع "الميناء البحري المؤقت" استقبال السفن العسكرية والمدنية وإنزال حمولتها، ثم تقوم سفن الدعم اللوجيستي بنقل المساعدات إلى رصيف يؤدي إلى الساحل، يبلغ طوله 500 متر ويسمح له عرضه باستيعاب مسارين في وقت واحد، وفق ما أعلنه الجنرال بات رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية. وسيقوم حوالي ألف جندي أمريكي بتجميع قطع الميناء الثقيلة جدا بواسطة تقنيات بسيطة، ويستغرق بناء الميناء المؤقت حوالي 60 يوما.

ويجمع المختصون على أن هذا الميناء لن يسمح بإيصال حجم المساعدات الذي تسمح المعابر البرية مثل معبر "رفح" بإيصاله، وهنا يتساءل البعض، ألم يكن من الأسهل والأكثر فعالية أن تضغط واشنطن على تل أبيب لفتح معبر "رفح" بدلا من تحريك وفتح هذه الورشة الهائلة لبناء ميناء مؤقت، وهو الأمر الذي سيستغرق شهرين.

واعتبر البعض أن اللجوء إلى ميناء مؤقت "لا يتم بسرعة ولا يسمح بتأمين كميات ضخمة، ولكنه تحسن كبير بالمقارنة مع لا شيء أو عمليات الإلقاء من الجو" وقال إن السماح بدخول مساعدات عن طريق البر "سيكون أسهل بكثير". لكن هذا الخيار محظور سياسيا.

وأكد البعض أن بناء ميناء مؤقت "هو الحل الأكثر تعقيدا" ومن هنا يأتي السؤال عن الدوافع الأمريكية والإسرائيلية لإطلاق هذه العملية المعقدة والمكلفة والطويلة لبناء ميناء مؤقت، بينما كان يكفي فتح بوابة المعبر؟

الدخول إلى قطاع غزة براً يتم عبر سبع معابر:

معبر رفح

يقع في جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية الفلسطينية، وهو معبر بري يسيطر عليه الفلسطينيون ويعمل بالتنسيق مع مصر، ويعد المعبر الوحيد الواصل بين غزة ومصر،ويمتد حدوده لمسافة 12 كيلومتر (7.5 ميل) تفصل بين مصر وقطاع غزة ويخضع للسلطات الفلسطينية والمصرية، وهو مخصص لحركة الأفراد، إلى جانب تجهيزه لنقل البضائع، وأصبح المعبر محور اهتمام في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس مع توجه مئات الآلاف من الفلسطينيين صوب جنوب غزة من شمال القطاع هربا من القصف الإسرائيليوهناك منطقة عازلة على طول الحدود تسمى محور صلاح الدين، يبلغ طولها حوالي 14 كيلومتر (8.7 ميل). يعتبر معبر رفح هو المعبر الوحيد بين مصر وقطاع غزة.

وشهد المعبر قبل سيطرة حماس على قطاع غزة، عمليات إغلاق متكررة تجاوزت الأشهر، إلا أنه ومنذ سيطرة حماس في 15 يونيو من عام 2007، ظل مغلقا إلا في حالات محدودة.

ويعمل المعبر بكل طاقته بعد تدمير إسرائيل مطار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الدولي، في نهاية 2001، (المطار الوحيد الذي كان يسمح فيه للفلسطينيين بالسفر جوا).

لكن إسرائيل عطلت العمل بالمعبر مرات عدة، تحت حجج مختلفة، إلى أن تم التوصل إلى اتفاقية المعابر في 2005، وهي اتفاقية دولية شاركت فيها إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة والحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، وتنص على أن تعمل الممرات بشكل مستمر، وعلى أن تسمح إسرائيل بتصدير المنتجات الزراعية من غزة، وتعمل على تسريع إخراجها، مع المحافظة على جودتها وإبقائها طازجة، وأن تعمل إسرائيل على استمرارية فرص التصدير، وعلى هذا المعبر كانت محاولة اغتيال اسماعيل هنية  في 15 ديسمبر 2006.

معبر بيت حانون «إيريز»

يقع شمالي قطاع غزة، وتسيطر عليه إسرائيل، ويوصف بأنه نقطة حدود بين إسرائيل وغزة، وهو البوابة الوحيدة التي تمكن أهالي القطاع من الوصول إلى إسرائيل أو الضفة الغربية، بشكل مباشر من دون المرور عبر مصر ثم الأردن، أو العكس، الذهاب من الضفة وإسرائيل إلى غزة.

وتغلقه إسرائيل بشكل شبه كامل منذ سيطرة حماس، ولا يسمح إلا لموظفي المؤسسات الأجنبية وبعض الشخصيات المهمة والتجار، وبعض الحالات الصحية بالمرور منه، بعد التنسيق مع الارتباط الإسرائيلي والحصول على التصاريح اللازمة لذلك، ويضطر العابرون منه إلى السير على أقدامهم مسافة كيلومتر واحد، وسط إجراءات أمنية معقدة، بعد تعرضهم لفحص أمني دقيق، ومنه تدخل الصحف والمطبوعات والإرساليات الأخرى.

معبر المنطار «كارني»

يقع شرق مدينة غزة وتسيطر عليه إسرائيل، وهو أهم المعابر في القطاع، وكان أكبرها من حيث عبور السلع التجارية بين القطاع وإسرائيل، ويخضع لرقابة شديدة، وتشترط إسرائيل تفتيشا مزدوجا لكل ما يمر عبره، فيفتشه طرف فلسطيني ثم تقوم شركة إسرائيلية متخصصة بتفتيشه. وكان معدا لتصدير البضائع واستيرادها من غزة وإليها، ويعتبره الغزيون شريان الحياة، إذ إنه معد ليستوعب ما حجمه 220 شاحنة يوميا. ومنذ سيطرة حماس شهد إغلاقا كاملا بوجه عمليات التصدير، أما في ما يتعلق بعمليات الاستيراد فقد عمل بشكل محدود فقط.

 معبر العودة «صوفا»

يقع شرق مدينة رفح وتسيطر عليه إسرائيل. يعد معبرا صغيرا وهو مخصص للاستيراد فقط، وتحديدا مواد البناء.

لكن إسرائيل تغلقه كل الوقت.

  معبر الشجاعية «ناحال عوز»

يقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتسيطر عليه إسرائيل. ويستخدم لعبور الوقود نحو القطاع عبر أنابيب معدة لهذا الغرض، وتغلقه إسرائيل معظم الوقت.

معبر كرم أبو سالم «كيرم شالوم»

يقع في رفح، عند نقطة الحدود المصرية الفلسطينية الإسرائيلية. وهو مخصص للحركة التجارية بين القطاع وبين إسرائيل، واستخدم أكثر من مرة كبديل عن معبر رفح.

معبر القرارة «كيسوفيم»

يقع شرق خان يونس ودير البلح، وهو معبر مخصص للتحرك العسكري الإسرائيلي، حيث تدخل منه الدبابات والقطع العسكرية كلما قررت إسرائيل اجتياح القطاع.

 

ترشيحاتنا