السفير الأذربيجاني: مصر من أولى الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان بعد «يناير الأسود»

السفير الدكتور ألخان بولوخوف سفير أذربيجان بالقاهرة
السفير الدكتور ألخان بولوخوف سفير أذربيجان بالقاهرة

يبقى يوم العشرين من شهر يناير من عام 1990، أو يناير الأسود، صفحة مجيدة في تاريخ استقلال أذربيجان، وتبقى جمهورية مصر العربية، من أولى الدول في العالم التي اعترفت باستقلال أذربيجان، وأقامت علاقات دبلوماسية مع الجمهورية الشابة في عام 1992 .. جاءت هذه الكلمات على لسان السفير الدكتور ألخان بولوخوف، سفير أذربيجان بالقاهرة، أن الشعب الأذربيجاني يحيي هذه الذكرى المأساوية في تاريخ البلاد، كاشفا أنها بالنسبة للشعب الأذري، لحظة مهمة للتأمل والتبجيل لذكرى الشهداء الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم من أجل حرية شعب كامل.

ويضيف «بولوخوف»، في تصريحات لـ«الأخبار المسائي»: قبل 34 عاما، في مثل هذا التاريخ من عام 1990، قامت القوات السوفيتية، بالدفع بنحو 26 ألف جندي، لغزو «باكو»، عاصمة «أذربيجان»، قاصدة قمع حركة الاستقلال في أذربيجان، ونتج عن هذه الأحداث مذبحة من المدنيين راح ضحيتها 133 قتيلا، وأكثر من 700 جريح، بين كبار السن والنساء والأطفال وحتى الأطقم الطبية، على مدار عدة أيام.

ويشير السفير الدكتور ألخان بولوخوف، إلى أن الأسبوع الأول وبعد غزو عام 1990، تم إغلاق التليفزيون الحكومي المحلي، وفجرت السوفييت أجهزة البث في باكو قبل ساعات من دخول الدبابات إلى المدينة، وعلى الرغم من القيود الصارمة المفروضة على المراسلين الدوليين لتغطية هذه المأساة، فقد نشرت الصحافة الدولية تقاريرا عن الجرائم التي ارتكبها الجيش السوفيتي، وأصبحت المذبحة معروفة في العالم باسم يناير الأسود.

وأضاف : ربما كان الحدث الأكثر أهمية في مأساة يناير الأسود، هو ما حدث في موسكو، خلال اليوم التالي لانتقال القوات السوفيتية إلى العاصمة الأذربيجانية، حيث ذهب الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف، الذي كان سكرتيرًا للحزب الشيوعي في أذربيجان، وعضوًا في المكتب السياسي السوفيتي، ومسؤولا أمنيًا كبيرًا، ذهب إلى مكاتب التمثيل الدائم لجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية في العاصمة السوفيتية موسكو ليلقي نصيبه مع الشعب الأذربيجاني وبالتالي ضد النظام السوفيتي الذي كان حتى ذلك الحين جزءًا منه، وكان لهذا الإجراء عواقب وخيمة.

وتابع السفير الأذربيجاني في القاهرة: «كان إعلان حيدر علييف في يناير الأسود بمثابة الأساس لتوليه رئاسة أذربيجان المستقلة بعد عدة سنوات ودوره المحدد في النظام السياسي الأذربيجاني حتى يومنا هذا، من خلال وضع نفسه بجانب الشعب بدلاً من الجيش السوفيتي، فأظهر نفسه كوطني أذربيجاني حقيقي، وأظهر الطريق للعديد من الآخرين ليتبعوه».

وأضاف: «كان لتصريح حيدر علييف، تأثيره الكبير على المجتمع الدولي، وكان كثيرون في الغرب حتى تلك اللحظة يحتفظون في أذهانهم بالتمييز الواضح بين الوضع في أوروبا الشرقية، ودول البلطيق الثلاث من ناحية، وبين جمهوريات الاتحاد السوفييتي الاثنتي عشرة من ناحية أخرى».

وقال السفير الدكتور ألخان بولوخوف: «كان مثل هؤلاء المراقبين في الحكومة، وخارجها في ذلك الوقت ينظرون إلى الأنظمة في أوروبا الشرقية، ودول البلطيق على أنها غير شرعية، حيث لم يتم الاحتفاظ بها في السلطة إلا عن طريق التهديد بالقوة السوفيتية، لكن معظمهم نظروا إلى بقية الاتحاد السوفييتي على أنه دولة واحدة بطريقة أو بأخرى، الذي كانوا يأملون أن يقوم ميخائيل جورباتشوف بإصلاحه، إلا أن تصريح حيدر علييف كان له دوره في تغيير هذا التوجه».

وأشار «بولوخوف»، إلى أن الغزو جاء كرد فعل عنيف على المطلب الشعبي بالاستقلال في أذربيجان، وعلى الرغم من الأحداث الدموية التي دفع ثمنها الشعب الأذربيجاني، إلا أن القيادة السوفيتية لم تتمكن من وقف البحث عن حرية الشعب الأذربيجاني، لافتا إلى أن أذربيجان أعلنت استعادة استقلالها في 18 أكتوبر 1991.

ويوضح السفير الدكتور ألخان بولوخوف، السفير الأذربيجاني بالقاهرة، أنه على الرغم من الأحداث الدموية التي شهدتها أذربيجان في يناير الأسود، إلا أنه إحدى الصفحات المجيدة، في تاريخ أذربيجان، لافتا إلى أن المئات يقومون بزيارة زقاق الشهداء لتكريم ضحايا يناير الأسود، الذين كان لهم أثر كبير وبالغ الأهمية في استقلال أذربيجان، وستبقى ذكراهم في قلوب الأذربيجانيين إلى الأبد.

ويشيد السفير الدكتور ألخان بولوخوف، السفير الأذربيجاني بالقاهرة، بدور مصر قيادة وشعبا في الاعتراف باستقلال أذربيجان، حيث كانت مصر من بين الدول الأولى في العالم التي اعترفت باستقلال أذربيجان، وأقامت علاقات دبلوماسية مع الجمهورية الشابة في عام 1992.

وأشار إلى أن باكو، ترى مصر، شريكا قويا وموثوقا على الساحة الدولية، حيث تتمتع الجمهوريتين برؤية مشتركة حول عدد من القضايا ذات الأجندة الدولية، والتعاون في المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، وغيرها من المجالات، وتنمو يومًا بعد الآخر، قائلا : «لقد تحولت علاقتنا إلى صداقة حقيقية بين البلدين الشقيقين».

ترشيحاتنا