بعد تصاعد هجماتهم بالبحر الأحمر.. الحوثيون في مرمى النيران الأمريكية والبريطانية

أرشيفية
أرشيفية

بعد تصاعد التوتر في منطقة جنوب البحر الأحمر بسبب الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين على السفن التي تقول إنها متجهة إلى اسرائيل، وتشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا باسم "حارس الازدهار" للتصدي لعمليات قصف واختطاف السفن وضمان سيولة الملاحة البحرية العاليمة، بدأت قوات الولايات المتحدة وبريطانيا فجر اليوم في توجيه هجمات صاروخية على أهداف للحوثيين في منطقتي الحديدة وصنعاء، ورد الحوثيون بأن الأمريكيين والبريطانيين سيندمون على عدوانهم وسيدفعون الثمن باهظًا، وبدأوا في إطلاق عدة صواريخ من الحديدة باتجاه البحر الأحمر، فيما خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقال إن قوات أمريكية وبريطانية، وبدعم من أستراليا وكندا ودول أخرى، نفذت بنجاح ضربات على أهداف للحوثيين، وأكد شهود عيان حدوث 4 انفجارات عنيفة هزت العاصمة اليمنية صنعاء.

حارس الإزدهار

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والمسمى بـ«حارس الازدهار» يستعد لشن ضربات على مواقع لجماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، بعد أن تحدى الحوثيون إنذارًا لوقف هجماتهم على السفن التي تعبر البحر الأحمر بوابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار يوم الثلاثاء الماضي.

فيما قال القيادي في جماعة أنصار الله الحوثيين، على القحوم، إن المعركة ستفوق خيال وتوقعات الأمريكيين والبريطانيين، وتابع القيادي في جماعة أنصار الله الحوثيين، أن الحرب مفتوحة والأمريكيون والبريطانيون سيندمون على عدوانهم وسيدفعون الثمن باهظا، ورد الحوثيون فعليا باطلاق عدة صواريخ من الحديدة باتجاه البحر الأحمر.

واستهدف القصف الأمريكي والبريطاني أكثر من عشرة مواقع يستخدمها الحوثيون في ضربة انتقامية واسعة النطاق باستخدام صواريخ توماهوك التي تطلقها السفن الحربية والطائرات المقاتلة وشملت مراكز لوجستية وأنظمة دفاع جوي ومواقع لتخزين الأسلحة.

تعهد أمريكي بريطاني

وفي أول تعليق على الضربات، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان نشره البيت الأبيض "لقد عرّضت هجمات الحوثيين الأفراد الأمريكيين والبحارة المدنيين وشركائنا للخطر، كما عرضت التجارة للخطر وحرية الملاحة وقد تأثرت أكثر من 50 دولة في 27 هجومًا على الشحن التجاري الدولي". وأضاف "تعرضت أطقم من أكثر من 20 دولة للتهديد أو أخذوا كرهائن في أعمال القرصنة. واضطرت أكثر من ألفي سفينة إلى تحويل مسارها لآلاف الأميال لتجنب البحر الأحمر، الأمر الذي قد يتسبب في أسابيع من التأخير في مواعيد شحن المنتجات".

ومن جانيه أكد ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، إنهم سيواصلون دورياتهم في البحر الأحمر لردع هجمات الحوثيين، في الوقت نفسه وجهت 3 ضربات استهدفت مطار صنعاء، وأضاف أن بريطانيا استخدمت 4 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي وأطلقت قنابل موجهة لتنفيذ ضربات دقيقة على منشآت حوثية. وتابع ريشي سوناك، أن بريطانيا تقوم بتقييم نتائج الضربات في اليمن والمؤشرات الأولية تقول إن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تلقت ضربة قوية. وخرج بيان أمريكي بريطاني مشترك، يقول إن أساس الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن اليوم الجمعة، هو الحق الأصيل في الدفاع عن النفس الفردي والجماعي، في حين أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيان تقول فيه إنها تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوبة التي تعرضت لها اليمن.

قلق سعودي

في الوقت نفسه أعلنت وزارة الخارجية السعودية أنها تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها اليمن، وأكد البيان على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلبًا دوليًا لمساسها بمصالح العالم أجمع، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث.

وتمثل هذه الضربات أول رد عسكري أمريكي ضد الحوثيين على حملة متواصلة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على السفن التجارية منذ بداية العداون الإسرائيلي على غزة. ويأتي هذا الهجوم العسكري المنسق بعد أسبوع واحد فقط من إصدار البيت الأبيض ومجموعة من الدول الشريكة تحذيرًا أخيرًا للحوثيين لوقف الهجمات أو مواجهة عمل عسكري.

تفاصيل الهجمات

وقد أعلنت القوات الجوية الأمريكية أنها شنت ضربات ضد 60 هدفا في 16 موقعا تابعا للحوثيين، واستهدفت مراكز قيادة وسيطرة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق ومنشآت تصنيع وأنظمة رادار خاصة بالدفاع الجوي، وأضافت أنه تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ موجه بدقة في الضربات على الحوثيين، واستخدام طائرات وصواريخ توماهوك أطلقت من السفن والغواصات.
ومن بين الصوارخ التي أُطلقت على مواقع الحوثيين صاروخ توماهوك العابر للقارات دخل في الخدمة عام 1983، واستخدم لضرب أهداف محددة بعيدة، وهو يزن الصاروخ 1.5 طن وهو مزود بشحنة ناسفة تبلغ 450 كيلوغراما، ويمكن تسليحه برأس نووي. والصاروخ من طراز "بي جي أم-109" يتم إطلاقه من غواصات وسفن كبيرة، ويسير نحو هدفه بسرعة 880 كيلومترا في الساعة، ويمكن أن يبلغ مداه 2500 كيلومتر بحسب الأنواع، ودقته محددة ببضعة أمتار.

ترشيحاتنا