«المخلفات الزراعية» .. ثروة تحتاج «إعادة تدوير»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت : سارة شعبان


«المخلفات الزراعية» هي كل ما ينتج بصورة ثانوية من خلال عملية الزراعة وإنتاج المحاصيل الحقلية سواء الناتج من الحصاد أو من عمليات الإعداد للتسويق أو التصنيع لهذه المحاصيل، وتعرف أيضا المخلفات النباتية الحقلية بأنها عبارة عن الأجزاء المتبقية بعد حصاد المحاصيل الرئيسية.


والمخلفات الزراعية هي منتجات ثانوية داخل منظومة الإنتاج الزراعي التي يجب تعظيم الاستفادة منها بتحويلها إلي أسمدة عضوية أو أعلاف أو غذاء للإنسان أو طاقة نظيفة أوتصنيعها لتحقيق الزراعة الأفقية النظيفة وحماية البيئة من التلوث وتحسين المنتجات الزراعية وتوفير فرص عمالة بالقطاع الزراعي، وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي والبيئي ورفع المستوي الصحي والاجتماعي بالريف المصري.


ووفقًا لبيانات رسمية صادرة من وزارة البيئة، يقدر بنحو 42 مليون طن من المخلفات الزراعية سنويًا يتم إهدارها، تتخطى الصلبة منها 26 مليون طن فى السنة الواحدة، وهذا ما يؤكد أننا أمام استثمار كبير وثروة قومية مهملة يمكن أن تدر مليارات الجنيهات للدولة المصرية.


ويوجد العديد من مجالات الاستفادة من المخلفات الزراعية أهمها :


•    مجال إنتاج الأعلاف غير التقليدية:
ويوجد العديد من التكنولوجيات التي يمكن من خلالها تحويل المخلفات النباتية إلي أعلاف غير تقليدية بعد إضافة العناصر المغذية لها وهي:
1-استخدام المغذيات السائلة
2- قوالب المولاس الصلبة
3 – فرم الأعلاف الخشنة
4 –معالجه المخلفات بمحلول اليوريا
5- معاملة المخلفات بغازالأمونيا
6- السيلاج


•    مجال إنتاج السماد العضوي أو ما يعرف بالكومبوست:
كان الاتجاه نحو استخدام الأسمدة العضوية ضرورة للحد من استيراد الأسمدة الكيماوية وما يكلفه للدولة من عملة صعبة والأهم من ذلك تقليل الآثار السلبية الناتجة عن كثرة استخدام الأسمدة الكيماوية حيث أثبتت الدراسات ضررها البالغ علي صحة الإنسان بالإضافة إلي قلة تكلفة الأسمدة العضوية نتيجة إنتاجها من المخلفات.


•    مجال إنتاج البيوجاز وسماده:
وتعتمد تكنولوجيا البيوجاز علي التخمر للمخلفات الصلبة والسائلة وتقوم علي معالجة مخلفات الصرف الصحي ومخلفات المزرعة النباتية والحيوانية والقمامة بطريقة اقتصادية وآمنة صحيا لإنتاج غاز الميثان، والبيوجاز غاز غير سام عديم اللون وله رائحة ويمكن استخدامه بشكل مباشر في أعمال الطهي.


"إعادة تدوير متبقيات المخلفات الزراعية جزء هام جدا يمكن الإستفادة منه في صناعة الأعلاف" هذا ما أوضحه الدكتور محمود حزين محمود عبدالله، وكيل وقائم بأعمال عميد معهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث، معتبرا أياها ثروة بيئية بالنسبة للمزارعين وللدولة بصفة عامة.


وأضاف حزين، أن هناك جهود كبيرة اتخذتها الدولة بشأن إعادة تدوير متبقيات المخلفات الزراعية، ومن أهم هذه الخطوات إنشاء وتكوين اللجنة العليا لإستخدام متبقيات المخلفات الزراعية في صناعة الأعلاف بصفة خاصة واستخدامها في القطاع الزراعي بصفة عامة. 


وأوضح حزين، أن المتبقيات الزراعية تتوافر بكميات كبيرة، حيث تقدر سنويا بحوالي من 28 إلى 30 مليون طن، مضيفا أن هناك أنواع عديدة من المتبقيات الزراعية منها متبقيات زراعية نباتية مثل تبن القمح  وقش الأرز ومخلفات الأشجار والفاكهة بالإضافة إلى عروش البنجر النباتية وعروش النباتات الطبية والعطرية وغيرها.


متابعا أما النوع الآخر من المتبقيات منها مخلفات التصنيع الزراعي مثل صناعة الزيوت والسكر وصناعة النشا والصلصة والعصائر، بالإضافة إلى مخلفات المضارب والمطاحن ومصانع العجائن  والمخبوزات، فهذه المتبقيات تتوافر بكميات كبيرة ويمكن الاستفادة منها. 


واختتم حزين حديثه قائلا: " إن إعادة تدوير متبقيات المخلفات الزراعية موضوع هام ، ويمكن أن يكون دخل إضافي بالنسبة للمزارع ، وهي فائدة كبيرة بالنسبة للدولة وخاصة إذا تم التوجيه لصناعة الأعلاف المناسبة، وبناءا على ذلك يمكن الاستغناء عن جزء كبير من استيراد الأعلاف وخاصة المركزة منها".
 

اقرأ أيضا : أستاذ صناعات جلدية يجيب .. كيف تميز بين الجلد الطبيعي والصناعي؟ 

ترشيحاتنا