زى النهارده .. توفى قطز صاحب صيحة “وا إسلاماه” ومحر الأقصى ووقوع مذبحة خان يونس

صورة تعبيرية لقطز محرر الأقصى
صورة تعبيرية لقطز محرر الأقصى

 

 

فى مثل هدا اليوم الموافق 9 من ربيع الآخرمن عام 1376 هجرية وقعت مذبحة خان يونس، وهي مذبحة نفذها الجيش الإسرائيلي بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة ، وكان اليوم هوالموافق 12 نوفمبر 1956 ، ووقتها  راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا ، وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى 12 نوفمبر 1956 نفذت وحدة من الجيش الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيداً من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم ، وقد امتدت هذه المذبحة حتى حدود بلدة بني سهيلا.

وبعدها تم فرض حظر التجوال على مواطني غزة  ، ومنعهم من استرجاع جثث زملائهم القرويين، وتُركت الجثث متناثرة حول المنطقة ، وقد تولى الصليب الأحمر الدولي نقل الجرحى إلى مدينة غزة للعلاج الطبي ، وبعد أنسحاب إسرائيل من غزة وسيناء في مارس 1957 ، اُكتشفت مقبرة جماعية في محيط خان يونس، احتوت على جثث أربعين رجلا فلسطينيا أصيبوا برصاصة في الجزء الخلفي من الرأس وفق تقرير تم نشره فى 15 ديسمبرعام 1956 وهو تقريرخاص لمدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى وقتها.

تجميع اليهود لرجال خان يونس تمهيدا لقتلهم

ومن الملفت أن غزة بل القدس والأقصى و فلسطين جميعها الآن تتعرض بسكانها وشعبها الى الأبادة والقتل الممنهج لمحو هويتهم الدينية والعربية وهو نفس اليوم الموافق 24 أكتوبر ولكن عام 1260 ميلادية و الذي تم فيه قتل سيف الدين قطزمُحرر القدس من التتار.

و “محمود بن ممدود” هو الاسم الأصلي لسيف الدين قطز ، وهو ابن أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه الذي تصدى بعد أبيه لهجمات المغول، وحقق عدة انتصارات عليهم، واسترد منهم بعض المدن التي استولوا عليها، لكنه لم يجد عونًا من الدولة العباسية، فتركته يصارعهم دون أن تمد إليه يدًا، حتى نجحت المغول سنة 628هـجرية الموافق 1231 ميلادية في القضاء على دولته التي كانت تقع في إقليم كرمان الحالي في جنوبي إيران، ثم لقي حتفه وحيدًا شريدًا على يد أحد الأكراد وفق العديد من المصادر التاريخية.

وكان قطز من بين الأطفال الذين حملهم المغول إلى دمشق وباعوهم إلى تجار الرقيق، ومضت حياته مثل غيره من نوابغ المماليك الذين وصل بعضهم إلى القمة وتولي السلطة، وتؤكد بعض المصادر التاريخية أن قطز كان مملوكًا في “دمشق” ، ثم انتقل إلى القاهرة، وأصبح من جملة مماليك عز الدين أيبك التركماني ،  وترقى قطز حتى صار أكبر مماليك أيبك وأحبهم إليه وأقربهم إلى قلبه.

هيأت الأقدار الطريق لقطز لكي يصل إلى الحكم، بعد أن تولى “نور الدين علي بن المعز أيبك” السلطنة، لكنه كان صبيًا يلهو ولا يصلح لمباشرة الحكم وتحمل المسئولية ، وأصبحت مقاليد البلاد في يد “سيف الدين قطز” الذي بدأ نجمه في الظهور، ثم جاءت اللحظة الحاسمة لتضع قطز بين كبار القادة والفاتحين، فكانت الأخبار السيئة تتوالى على القاهرة بسقوط بغداد وقتل الخليفة المستعصم بالله، وتحرك جحافل المغول نحو الشام التي تساقطت مدنها الكبرى في يد هولاكو.

ولم يعد أمام قطز بعد أن ازداد خطر المغول، وأصبحوا على مقربة من مصر سوى خلع السلطان الصبي، وأعلن نفسه سلطانًا، وبدأ في ترتيب أوضاع السلطنة، واسترضى كبار الأمراء بأنه لم يقدم على خلع السلطان الصبي إلا لقتال المغول؛ لأن هذا الأمر لا يصلح بغير سلطان قوي، ومنّاهم بأن الأمر لهم يختارون من يشاءون بعد تحقيق النصر على العدو، وبدأ في اختيار أركان دولته وتوطيد دعائم حكمه استعدادًا للقاء المغول.

وبعد توليه السلطنة بقليل جاء رسل المغول يحملون رسائل التهديد والوعيد، ولم يكن أمام قطز: إما التسليم مثلما فعل غيره من حكام الشام أو النهوض بمسئوليته التاريخية تجاه هذا الخطر الداهم ، فجمع قطز الأمراء وشاورهم في الأمر فاتفقوا على قتل رسل المغول ، وأمر بأن يخرج الجيش إلى الصالحية، ونودي في القاهرة وسائر إقليم مصر بالخروج إلى الجهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام.

وفي هذه الأثناء كان الأمير بيبرس البندقداري قد قدم إلى مصر بعد أن طلب الأمان من الملك المظفر قطز، ووضع نفسه تحت تصرفه في جهاده ضد المغول، فأنزله السلطان بدار الوزارة، وأحسن معاملته، وأقطعه قليوب ومناطق الريف المجاورة لها.

سار السلطان سيف الدين قطز بجيوشه بعد أن هيأها للجهاد، فوصل غزة، ثم اتخذ طريق الساحل متجهًا نحو بحيرة طبرية، والتقى بالمغول، وكانوا تحت قيادة “كيتوبوقا” (كتبجا) في معركة فاصلة في صباح يوم الجمعة الموافق (25 من رمضان 658هـ الموافق 3 من سبتمبر 1260) عند عين جالوت من أرض فلسطين بين بيسان ونابلس، وانتصر المسلمون انتصارا هائلاً بعد أن تردد النصر بين الفريقين، لكن صيحة السلطان التي عمت أرجاء المكان “وا إسلاماه” كان لها فعل السحر، فثبتت القلوب وصبر الرجال، حتى جاء النصر وزهق الباطل.

 وأعاد هذا الأنتصار الثقة في نفوس المسلمين بعدما ظن الناس أن المغول قوم لا يُقهرون، وكان نقطة تحول في الصراع المغولي الإسلامي، فلأول مرة منذ وقت طويل يلقى المغول هزيمة ساحقة أوقفت زحفهم، وفرالمغول من دمشق وبقية بلاد الشام إلى ما وراء نهر الفرات، ودخل السلطان قطز دمشق في آخر شهر رمضان وأقام بقلعتها، وفي غضون أسابيع قليلة تمكن من السيطرة على سائر بلاد الشام، وأقيمت له الخطبة في مساجد المدن الكبرى حتى حلب ومدن الفرات في أعالي بلاد الشام، وتمكن من إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، وبعد أن اطمأن إلى ما فعل قرر العودة إلى مصر في (26 من شوال 658هـ الموافق 4 من أكتوبر 1260م).

ولما بلغ السلطان سيف الدين قطز إلى بلدة “القصير” من أرض الشرقية بمصر بقي بها مع بعض خواصه، على حين رحل بقية الجيش إلى الصالحية، وضربت للسلطان خيمته، وهناك دبرت مؤامرة لقتله نفذها شركاؤه في النصر، وكان الأمير بيبرس قد بدأ يتنكر للسلطان ويضمر له السوء، وأشعل زملاؤه نار الحقد في قلبه، فعزم على قتل السلطان، ووجد منهم عونًا ومؤازرة، فانتهزوا فرصة تعقب السلطان لأرنب يريد صيده، فابتعد عن حرسه ورجاله، فتعقبه المتآمرون حتى لم يبق معه غيرهم، وعندئذ تقدم بيبرس ليطلب من السلطان امرأة من سبى المغول فأجابه إلى ما طلب، ثم تقدم بيبرس ليقبل يد السلطان شاكرًا فضله، وكان ذلك إشارة بينه وبين الأمراء، ولم يكد السلطان قطز يمد يده حتى قبض عليها بيبرس بشدة ليحول بينه وبين الحركة، في حين هوى عليه بقية الأمراء بسيوفهم حتى أجهزوا عليه، وانتهت بذلك حياة بطل عين جالوت. وذكر المؤرخون أسبابًا متعددة لإقدام بيبرس وزملائه على قتل السلطان قطز محرر الأقصى وجميع بلاد الشام من قبضة المغول.

ترشيحاتنا