يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يمل بعد من الحرب ضد أوكرانيا، فقد أعلن الكرملين عن زيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير بما يلبّي احتياجاته العسكرية في أوكرانيا مع اقتراب الحرب من انتهاء عامها الثاني.

في حين دعا وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، اليوم الجمعة، إلى إنتاج مزيد من الطائرات المقاتلة من طراز سو-34 فيما تتواصل الحرب في أوكرانيا.

وقال شويجو خلال زيارة لقاعدة تصنيع لسلاح الطيران في نوفوسيبيرسك في سيبيريا، إن "هذه الطائرات تؤدي أعمالاً شاقة. يمكنها القيام بأربع إلى خمس طلعات يومياً". وأضاف "لهذا السبب نحتاج إلى تكثيف وتسريع" إنتاجها.

وأكد أن وزارة الدفاع: "كلفت إدارة المصنع بتسريع أعمال الانتاج والتصليح" لطائرات سو-34 لأن هذا السلاح "مطلوب".

وزاد الإنفاق الدفاعي بنسبة 68% لعام 2024، أي ما يعادل حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي، ويتخطى الإنفاق المخصص للسياسات الاجتماعية.

سياسياً، قال نائب وزير خارجية روسيا سيرجي فيرشينين إن الرسالة التي وجهها الجانب الروسي، على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، لاقت تفهما لدى المجتمع الدولي.

وأضاف الدبلوماسي الروسي في مؤتمر صحفي: "اتسم خطاب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 20 سبتمبر، ثم كلمته في الجلسة المكتملة للجمعية العامة، في غاية الصدق والصراحة التامة. وهي ربما كانت صارمة في تحديد التحديات والمخاطر التي يتعين على المجتمع الدولي مواجهتها اليوم. فهل سمعت هذه الرسالة؟ لقد تم الاستماع إليه، وقد فهمنا ذلك خلال الاتصالات المتعددة الأطراف والاجتماعات الثنائية. لقد تفهموا كل ما قاله".

ووصف وزير الخارجية الروسي لافروف من منبر الأمم المتحدة، الغرب بأنه "إمبراطورية الكذب والدجل".

وذكر لافروف، أن التمدد العسكري لحلف الناتو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والموجه ضد روسيا والصين، يخلق خطر نشوء بؤرة توتر جديدة قابلة للانفجار. ودعا الوزير الروسي، العالم إلى منع الانزلاق إلى حرب كبيرة.

على الجانب الآخر، أعلنت المملكة المتحدة تخصيص حزمة مساعدات شتوية جديدة لأوكرانيا، بقيمة تزيد على نصف مليار دولار.

وأفاد الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية، اليوم الجمعة، بأن "مخصصات المساعدات الجديدة لأوكرانيا التي تم الإعلان عنها اليوم تشمل 34 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 41 مليون دولار) للأمم المتحدة والجمعيات الخيرية، التي توفر المأوى والملابس الشتوية الدافئة".

وأضاف الموقع أنه سيتم تخصيص أيضًا 10 ملايين جنيه إسترليني (أكثر من 12 مليون دولار)؛ لإعادة الطاقة إلى المنازل في أعقاب الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوكرانيا.

في سياق متصل، قال وزير الدفاع السويدي بال جونسون اليوم، إن بلاده سترسل لأوكرانيا حزمة مساعدات عسكرية جديدة قيمتها 2.2 مليار كرونة (199 مليون دولار) تتكون أساساً من ذخيرة مدفعية، مضيفاً أن ستوكهولم ستدرس إرسال طائرات مقاتلة.

وذكر جونسون في مؤتمر صحفي أن الحكومة كلّفت القوات المسلحة رسمياً بدراسة ما إذا كانت السويد ستتمكن من إرسال طائرات مقاتلة من طراز جاس جريبن إلى أوكرانيا.

لكنه أكد مجدداً أيضاً أن السويد، ولأسباب تتعلق بالأمن الداخلي، تحتاج إلى أن تصبح عضواً في حلف شمال الأطلسي قبل أن ترسل أي طائرات مقاتلة.