حاله من التخوف من شبح البطالة الذي يكبر و يبتلع الاف الوظائف مع تزايد اعتماد الكثير من المصانع و المؤسسات المنتجه علي التكنولوجيا الحديثة مما تسبب في الاستغناء عن الكثيرين من العمال و الموظفين ممن لم يتمكن من مواكبه التطور السريع في مجال استخدام التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي و مما ساعد علي القضاء على الكثير من الوظائف هو حاله الانكماش الاقتصادي الذي تعاني منه كل دول العالم بعد موجات كورونا المتلاحقة و اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية مما تسبب في ضربات قاضيه للاقتصاد العالمي بدأ من سلاسل الإمدادات حتي تراجع النمو في الكثير من الدول مع تصاعد معدل التضخم
و من هنا بدأ الكثير من الشركات و المشاريع المنتجه الي التوجه نحو التحول التكنولوجي لتوفير اكبر بند في التكاليف او المصروفات الاساسيه لاصحاب العمل و هو بند الأجور
و من هنا نشأ مصطلح اقتصادي حديث و هو "التعافي بلا وظائف" عندما تستثمر الشركات في الأتمتة او التحول التكنولوجي والاستعانة بمصادر خارجية في محاولة لخفض التكاليف مما يؤدي إلى عدم إعادة توظيف العمال الذين يتم التخلي عنهم، فلا يرتفع معدل التوظيف بما يتماشى مع الناتج المحلي الإجمالي.
عندما ينكمش الاقتصاد، تعاني الشركات من انخفاض الإيرادات. واستجابة لهذا، يتعين عليها أن تتكيف إما عن طريق رفع الأسعار أو خفض التكاليف، وواحدة من أكبر التكاليف التي تتحملها الشركات هي أجور العمال، لذلك فمن المحتمل أن يستجيب العديد من الشركات للركود من خلال التخلي عن الموظفين.
مع تعافي الاقتصاد، ليس هناك ما يضمن أن هذه الشركات سوف تتراجع عن قراراتها وتعيد توظيف العمال الذين سرحتهم خلال فترة الركود، لذلك قد يشعر العمال بأنهم تخلفوا عن الركب، بسبب الاقتصاد المتنامي، فرغم أن أرباح الشركات والناتج المحلي الإجمالي انتعش، فإن دخول العمال ربما لم تتحسن.
ينشأ "التعافي بلا وظائف" غالبًا بسبب عوامل، مثل: التقدم التكنولوجي، الذي يؤدي إلى زيادة الأتمتة وتقليل الاعتماد على العمالة، والعولمة التي تزيد المنافسة وتدفع الشركات في بعض الأحيان إلى الاستعانة بمصادر خارجية للوظائف.
يحمل مصطلح "التعافي بلا وظائف" أهمية في قطاع الأعمال والتمويل، وتكشف هذه الظاهرة عن انفصال بين النمو الاقتصادي ورفاهية سوق العمل، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تحديات اجتماعية واقتصادية مستمرة.
يمكن أن يشير "التعافي بلا وظائف" إلى أن الصناعات المتعافية قد تكون كثيفة رأس المال أو آلية بشكل متزايد، ما يتطلب عددًا أقل من الموظفين، وهو ما يستحق اهتمام صناع السياسات والشركات، ووضع استراتيجيات مستدامة لتوليد فرص العمل.
