من زراعة الفجل إلى تجارة الأدوات المدرسية

«الفجالة» .. حكاية شارع

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مع اقتراب موسم المدارس يكون تفكير وانشغال الأهالي بكيفية الاستعداد لها، والمستلزمات المطلوبة من الأسر المصرية تمهيدا لدخول أبنائهم المراحل التعليمية المختلفة، وعند الحديث عن مستلزمات المدارس فإن أول ما يبادر في الأذهان منطقة «الفجالة»، حيث ملتقى أكبر تجمع لبيع وتجارة مختلف الأدوات والمستلزمات المدرسية من الممحاة والبراية وحتى الكتب الخارجية والشنط، بالاضافة إلى مختلف الكتب العلمية والثقافية والأدبية، وعادة ما يأتي لها الراغبون في الحصول على أعلى جودة وأقل أسعار من مختلف المحافظات، سواء أهالي أو تجار وأصحاب مكتبات.


وبالرغم من معرفة الكثير بمنطقة الفجالة ونشاطها التجاري الكبير، إلا أن هناك تاريخ لهذه المنطقة قد يجهله الغالبية العظمى منهم، وتنحصر فكرتها لديهم فى تجارة المستلزمات الدراسية المختلفة والأدوات الصحية، لذا نستعرض في التقرير التالي نبذة عن تاريخ هذه المنطقة العريقة الممتدة بداية من شارع رمسيس وينتهي عند أول شارع "باب الشعرية" بوسط القاهرة.


يعد شارع الفجالة واحد من أهم شوارع القاهرة العريقة، وكان في البداية يطلق عليه اسم "طبالة"، حيث ظهرت "الطبالة" في زمن الخليفة الفاطمي، وكانت مطربة تدق على الطبلة، وقدمت أجمل الأغاني احتفالا بانتصار الخليفة الفاطمى في صراعه مع الخليفة العباسي، فقرر إهدائها قطعة أرض هي مكان الفجالة الآن.


وظلت المنطقة بهذا الاسم إلى أن جاء بدر الجمالي قائد جيوش الخليفة الفاطمي المستنصر بالله لمصر وقام ببناء بساتين حول تلك المنطقة وتغير اسمها لـــ"بساتين الجيوشي.


وبعد ذلك اشتهرت المنطقة بزراعة الفجل، وكان الأجانب يصفون الفجل بأنه الغذاء القومي للمصريين فعرفت الفجالة بهذا الاسم نسبة إلي انتشار مزارعي الفجل الذين سكنوا المنطقة، واستمر هذا الاسم حتى يومنا هذا.


أصاب منطقة الفجالة الإهمال فترة من الزمن، إلى أن قام الخديوي إسماعيل بتطوير المنطقة التي تقع على جانبي السكك الحديد وكانت "الفجالة" جزء منها، وأصبحت الفجالة منذ زمن بعيد مقصدا للمثقفين والأدباء وهواة القراءة، الذين يأتون من كل مكان لشراء كتب كبار الكتاب، حيث انتشر بها العديد من المكتبات الكبرى ودور النشر، و تطورت المنطقة و سار بها الترام القادم من العتبة الخضراء قاصدا العباسية، وتغير الحال وأصبح شارع الثقافة والقراءة فى مصر مقرا لمحلات بيع الأدوات المدرسية والسيراميك والأدوات الصحية.

 

اقرأ أيضا: " نار" الكتب الخارجية خارج ميزانية البيوت المصريه

ترشيحاتنا