بعد عام علي إقرارهما .. قانوني «التشيبس والتضخم» يعززان من الحرب التجارية بين واشنطن وبكين 

الرئيس بايدن أثناء توقيعه لقانون تشيبس قبل عام
الرئيس بايدن أثناء توقيعه لقانون تشيبس قبل عام

قبل عامًا، وقع الرئيس الأميركي بايدن، قانونين بارزين يعززان المنافسة مع الصين ويؤكد مفهوم الحرب التجارية بين أكبر اقتصاديين بالعالم وهما ، قانون تشيبس chips ، ويتضمن تقويض وصول بكين إلي تكنولوجيا أشباه الموصلات وتضامن حلفاءها مع واشنطن في فرض القيود علي الرقائق الإلكترونية، وتعزيز الصناعة المحلية من خلال بناء مصنعين توأمين لمصنع شركة Tsmc التايوانية ، أما الثاني فهو الحد من التضخم " IRA" ، ويشمل خفض أسعار الأدوية وإزالة الكربون ، ودعم الطاقة النظيفة ما يجعله أكثر قانون مناخى طموحًا يتم تمريره فى الولايات المتحدة.

حيث يقدر أنه قد يتسبب فى انخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى فى الولايات المتحدة بأكثر من 40 % بحلول عام 2030. 

تحفيز الصناعة المحلية

كما يحفز الصناعة المحلية للوحدات الشمسية، وتوربينات الرياح، والمحولات، وبطاريات السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة، واستخراج وتكرير المعادن الهامة، كما يقدم حزمة من التسهيلات لزيادة الاستثمار الأجنبى فيها، ما يحدث تنوعا في سلاسل التوريد العالمية والتي تهيمن عليها بكين.

تحايل 5 شركات صينية

 وفي أحدث صدام بينهما ، أصدرت وزارة التجارة الأمريكية يوم الجمعة الماضي قرارًا نهائيًا بتحايل خمس شركات صينية للألواح الشمسية من مكافحة الإغراق والرسوم التعويضية من خلال توجيه عملياتها عبر أربع دول في جنوب شرق آسيا، و إجراء معالجة طفيفة لإنهاء منتجاتها في كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام قبل شحنها إلى الولايات المتحدة.

كما تمثل الدول الأربع حاليًا نحو 80% من إمدادات الألواح الأمريكية.

وترجع تفاصيل التحقيقات في الولايات المتحدة في أعقاب قيام شركة صغيرة مقرها الولايات المتحدة ، Auxin Solar ، بتقديم شكوى بتحايل الشركات. 

فيما برر أبيجيل روس هوبر ، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية صناعات الطاقة الشمسية ببكين ، لوسائل إعلام، في بيان إن "مزاعم Auxin Solar بالتحايل لا أساس لها منذ البداية ، وقد تسببت الاستفسارات في عدم اليقين في السوق الأمريكية في وقت تتزايد فيه الطاقة الشمسية ، وقد لا تؤدي إلا إلى استمرار مشاكل الإمداد الحالية ، بالنظر إلى نقص الإمدادات المحلية الكافية من الخلايا والوحدات ".

 

قيود الغاليوم والجرمانيوم

وتعد مثل هذه الحالات ليست الأولي من نوعها بين الجانبين، حيث فرضت بكين مطلع الشهر الجاري قيودا علي معدني الغاليوم والجرمانيوم المكونان الاساسيان لصناعة أشباه الموصلات، والتي تمثل نحو 80% من حجم الواردات الأمريكية اللازمة لتلك الصناعة، ما يؤثر علي صناعات مثل الطائرات العسكرية f 35 ، والسيارات الكهربائية، والموبايل وغيرها من الصناعات النظيفة .

اجراءات الصين للحد من تغيرات المناخ

ويقول الدكتور جاد رعد المحلل السياسي والمتخصص في الشئون الآسيوية، أن مثل تلك الإجراءات الأمريكية لن ترجع الصين عن هدفها ، في أن تكون القوة الاقتصادية الأولي بحلول عام 2025 ، وأن ما تواجهه الصين من اتهامات بعدم الاهتمام باتفاقيات تغير المناخ ، ليس حقيقيا، لاسيما وأنها  من أكثر الدول الحريصة علي الحد من انبعاثات الكربون ، والتوسع في الطاقة النظيفة، وأن ما تقوم به  من زراعة مساحات خضراء وغيرها ، أفضل مما يقوم به العالم أجمع ، ولكن كل ما تواجهه هي حربا لتقدمها.

شراء الولايات المتحدة للموارد الطبيعية رغم غناءها

وعن امتلاك الولايات المتحدة العديد من الموارد الطبيعية، ولكنها تشتريها من الأسواق، قال رعد ، أن أمريكا غنية بالموارد ولكن استخدمت المزيد منها في النصف الثاني من القرن الماضي ، كما أن تكلفة استخراجها عالية، لذلك فهي تشتري النفط مثلا أو الغاز ، وغيرها من المعادن والموارد الطبيعية من إفريقيا وآسيا لأنها كمية أكبر ، أكثر نقاءا وأرخص سعرا .

ولكن رغم ذلك تبيع النفط الأحفوري لأوروبا بخمس أضعاف ثمنه مما تأخذه من الأسواق الأخري.

 

 

 

ترشيحاتنا