«إنعتاق » مجموعة قصصية للمناقشة على مائدة ملتقى السرد العربي 

جانب من المناقشة
جانب من المناقشة


ناقش  ملتقى السرد العربى  المجموعة القصصية "انعتاق " للكاتب والروائى خالد الأصور التي  تتألف  من عشر قصص تُضَفِّر من لغة المجاز والبيان ودعوة للحرية و هي بوح، ولع، حماقة، ترويض، مجنون، صمت، ندم، حانية وجانية، كُفر، والقصة العاشرة والأخيرة. هي " انعتاق " وهي القصة البطلة، التي تحمل المجموعة عنوانها، ، وذلك بهيئة خريجي الجامعات بوسط القاهرة، 
حيث ناقش المجموعة الدكتور حسام عقل رئيس الملتقى، و الدكتور محمد محمد عليوة، استاذ أدب النقد  بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والأديب والناقد محمد دحروج، أدار الندوة والنقاش الأديبة عزة عزالدين، والتي شهدت العديد من المداخلات من الأدباء والمثقفين 
و أجرت الأديبة عزة عزالدين، ، حوارا مع مؤلف المجموعة  خالد الأصور، مشيرة إلى أن كتابه، هو الرابع عشر، في سلسلة كتبه الفكرية والإبداعية،

وتعقيبا على أسئلتها، تحدث "الأصور" عن نشأته، وهجرة أسرته العكسية من المدينة حيث ولد بحي المعادي القاهري، إلى بلدة الأسرة وهي إحدى قرى الدقهلية، وهو في العاشرة من عمره، وكيف كان ذلك مؤثرا ومشكلا لتذوقه الأدبي الذي شكل توجهه الفكري، وصياغة شخصيته،

كما تحدث عن بداياته في النشر منذ كان في مرحلته الإعدادية في أبواب بأقلام القراء بالصحف والمجلات، متزامنا ذلك مع مشاركته الفاعلة في أنشطة الإذاعة المدرسية والمكتبية، وفوزه بالمراكز الأولى في المسابقات الثقافية والفكرية، الذي امتد معه منذ أن كان طالبا واستمر معه لاحقا بالفوز في مسابقات كبرى.
وحول تأثره بأسلوب "المنفلوطي"، أبدى إعجابه حد الافتتان بالأسلوب السهل الممتنع لهذا الكاتب الفذ، أمير البيان العربي كما وصفه، وأنه منذ صباه، قرأ كتاباته وامتزج بها، ولا سيما العبرات والنظريات والمختارات أكثر من مرة، من فرط جمالها، ودعا الأصور وزارة الثقافة والمنتديات الأدبية إلى تنظيم احتفاليات وفعاليات في مايو القادم اختفاء بذكرى مرور مائة عام على وفاة المنفلوطي، بحيث تليق بصاحب الذكرى، حيث توفي في 24 مايو 1924.
 كذلك اكد د.عقل، إن مؤلف الكتاب يتمتع  بحالة خاصة في المشهد الثقافي المصري ، تجمع بين الحرف والموقف، فعند الكثيرين  مشكلة الانفصال بين الحرف والموقف، لذا نجد صوته عاليا في الدعوة للحريات المدنية، ، و استطاع أن يربح هذا العناق بين الحرف والموقف، مشيرا إلى أنه محلل استراتيجي ومفكر من العيار الثقيل.
وشخص "عقل" نوع السرد الذي اتبعه "الأصور" في مجموعته القصصية الجديدة " انعتاق " ، بأنه " السرد الغنائي " الذي يستبعد التفاصيل، ويستبقي الإيحاءات المشبعة بالرموز، موضحا أنه من أصعب أنواع السرد، لذا فلا يكتبه إلا القليل في الأدب العربي وحتى في الأدب العالمي، وأن لغته في السرد أقرب إلى اللغة الصوفية، وهو في هذا يظهر لنا قدرته على امتطاء اللغة حد الغواية والفتنة، وبكارة وطزاجة اللغة عنده، مثل وصفه " امرأة مطعمة بالتوابل الهندية "، مصطنعا لغته الخاصة أو ما يسمى بالبصمة الأسلوبية.
ولفت د. "عقل" إلى أن "الأصور" في مجموعته الجديدة "انعتاق"، بدأ نهجا جديدا بتلقيح وتغذية السرد بلغة شقاوة ولاد البلد الشعبية وهي ظاهرة جديدة في سرده، ليتخلى عن البرج اللغوي العاجي، وينقح سرده ببعض من لغة الحياة اليومية،

ويمكننا القول بأنه أصبح في أدائه اللغوي وفي بعض تيماته له طريقته الخاصة، وإن أخذ على قصص المجموعة إغفال وفلترة التفاصيل حد عدم تسمية الأبطال، ولجوئه للسجع أحيانا، بيد أنه استدرك بأن للكاتب أن يجرب كما قالت مي زيادة. معتبرا  أن قصة " صمت " من أجمل قصص المجموعة، في إشارة إلى أن الأزمة الحقيقية في العالم العربي في حقيقتها ولبابها هي أزمة الصمت وانعدام البوح، لوجود تراكم قمع، فأزمة الذات السارد في هذا النص كانت أزمة الصوت والصمت .. أزمة البوح والتعبير فالصمت موت، كما ختم بها القصة .. فالعنصر المهيمن عند الأصور هو حرية التعبير في كافة المجالات، ومواقفه حدية في ذلك.
و أخذ عقل على قصص المجموعة إغفال وفلترة التفاصيل حد عدم تسمية الأبطال، ولجوئه للسجع أحيانا، بيد أنه استدرك بأن للكاتب أن يجرب كما قالت مي زيادة بأن على 
وأشار د. محمد عليوة في كلمته إلى صيغة إهداء الكاتب الأصور مجموعته القصصية لنفسه .. ، إلى ذاته  وإعتداده بنفسه بهذه الطريقة، يُذَكِّرنا بكاتب كبير آخر هو يوسف السباعي الذي أهدى كتابه " أرض النفاق " لنفسه، فقال: الإهداء إلى خير من استحق الإهداء، إلى أحب الناس إلى نفسي وأقربهم إلى قلبي، إلى يوسف السباعي، ولو قلت غير هذا، لكنت شيخ المنافقين، في أرض النفاق"، ثم عرج على تأثر الأصور بالمحامي الشهير في النصف الأول من القرن الماضي ، إبراهيم الهلباوي، بفصاحته وسمو وقوة لغته وبيانه، وأن ثمة كتاب آخرين تأثروا به، منهم المستشار بهاء المري.
ولفت عليوة إلى أن القصة التي يكتبها خالد الأصور هي " قصة بيانية " لأنها تصطنع لغة المجاز، ولغة المترادفات، ولغة المتضادات، ولغة التصوير البياني.
فيما جاءت كلمة الناقد محمد دحروج تحت عنوان " الفن القصصي عند خالد الأصور من منظور حضاري "، من خلال صياغة بيانية بديعة يتميز بها، وأنه قصصه من نوعية " الفن للمجتمع " وليس وفق مذهب " الفن للفن "، مشيرا إلى أن لغة الجسد كما لاحظها في المجموعة لا تخرج عن الضوابط التي يراها بألا يخالف النص الدين، ولا يتواطأ مع الاستبداد، ولا يشتط في الاباحية.
وأشار دحروج إلى أن نظرية الفن للمجتمع عند خالد الأصور تعتمد خمسة عناصر: شفافية الحب، البحث عن العدالة، الحرية الشخصية بمفهومها الصحيح، وضوح ظاهرة المقاومة في قصصه ، والعنصر الخامس هو تجلي مظهر

 


ترشيحاتنا