«كومبارس» في حياة زينات صدقي.. هل تزوجته فعلاً؟ ولماذا صرخت في جنازته؟

زينات صدقي
زينات صدقي

الراحلة زينات صدقي، واحدة من أروع فنانات مصر اللاتي جسدن دور السيدة العانس التي تبحث دائماً عن الزواج، وكان فيلم «شارع الحب» بطولة عبدالحليم حافظ وصباح، والذي ظهرت فيه باسم «سنية ترتر»، هو أكثر أدوارها شهرة، وأكثر أدوارها قرباً لما كانت تحب أن تظهر عليه في السينما.

ورغم أن هذه الأدوار كانت محببة لها، إلا أن زينات تزوجت مرتين، وقيل 3 مرات، الأول أحد أقاربها، وكان يعمل كطبيب، وكانت زينات عمرها آنذاك 14 عاماً فقط، ولكن لم يحدث وفاق بينهما، فانفصلت عنه بعد عام واحد.

أما زوجها الثاني فكانت تعتبره حب عمرها، ولكنه خيرها في نهاية حياتهما معاً بين خدمتها لأمها والفن الذي كانت تصرف به على نفسها وأمها من جانب، وبينه هو والبيت من جانب آخر، فاختارت الجانب الآخر.

الزيجة الثالثة هي ما تخصنا، حيث قيل إنها تزوجت من رجل كان يعمل «كومبارس» في السينما، لدرجة أنه عندما رحل، دارت على المقاهي لتجمع أكبر قدر من الناس ليسيروا في جنازته.

السيدة نادرة ابنة شقيقة زينات صدقي نفت أن يكون هذا الرجل قد تزوج من خالتها، حيث قالت في حوار مع الكاتب الصحفي أيمن الحكيم إنه كان شخص تعطف عليه، واسمه إبراهيم فوزي، وكان يعمل في فرقة الريحاني.

هذا «الكومبارس» له قصة طويلة مع زينات صدقي التي جسدت دور حميدة بعبقرية في فيلم «ابن حميدو»، حيث كان فوزي دائماً يقوم ببروفات صعبة على المسرح، وكان في يوم يقف أعلى مكان مرتفع، فوقع على الأرض وارتطم بشدة بخشبة المسرح، فنقلته زينات صدقي إلى المستشفى ومات هناك، ولأنه كان يتيماً لا أحد له في الدنيا تكفلت زينات صدقي بمصاريف جنازته كاملة.

لم تكتف زينات المولودة في مايو 1912 بذلك، بل قامت بالاتصال بأولاد أختها في الإسكندرية وبكل ما تعرفه من أسرتها ليمشوا في جنازة هذا الرجل، وتقول نادرة: «طول ما الجنازة ماشية كانت تمر على القهاوى وتقول للزبائن: الميت ده غلبان ينوبكم ثواب تيجوا تمشوا وراه»، حتى صارت الجنازة مهيبة، مخترقة شوارع الإسكندرية، حتى وصلت إلى مدافن أسرة زينات نفسها، ودفنته هناك.

لقد تملك زينات نوبة غضب شديدة إزاء النجوم الذين كانوا يشاركونهما المسرحية ومنهم عباس فارس وسراج منير والكاتب بديع خيري وقالت لهم وفقا لرواية ابنة شقيقتها: «يعني ده لو كان يوسف وهبي أو محمد عبدالوهاب مش كان زمانكم بتجروا على الجنازة علشان تطلعوا في الصور!».

المدهش في الأمر أن زينات صدقي بعد شهور قليلة كرمها الرئيس السادات في عيد الفنان المصري الذي تم تفعيله مرة واحدة فقط، لترحل عن عالمنا في 2 مارس 1978، ومثلما انزوى الكثيرون عن جنازة إبراهيم فوزي «الكومبارس»، انزوى أيضاً الكثيرون عن جنازة زينات صدقي ولم يسر فيها إلا مجموعة قليلة من أسرتها، ولكن الفارق أنها لم تجد من يصرخ فيهم ويذكرهم بأن من مات نفس زكية ودودة ومحبة للآخرين.

ترشيحاتنا