الشيفون والحلق حوَّل الأخوين سعد إلى نكتة.. وكلام «فؤش» مطب صناعي

محمد فؤاد وأحمد سعد
محمد فؤاد وأحمد سعد

ماذا حدث فجأة في دماغ المطرب أحمد سعد، لماذا تحول من مطرب يهتم بمضمون ما يقدمه من أغانٍ، حتى يحقق النجاح الجماهيري والاحترام الفني، إلى مغنٍ يغني بالحلق والشيفون؟، وهو ما جعله يتحول إلى نكتة، سواء على السوشيال ميديا أو من خلال أحاديث الجمهور فى الشوارع والبيوت والمقاهي، لقد أصبح مادة للسخرية بحَلَقه وشيفونه وحركاته الغريبة.

بل وامتدت السخرية الى داخل الوسط الفنى نفسه، وأهم تعليق ساخر جاء من طليقته سمية الخشاب عندما قالت عبر صفحتها على "فيس بوك": وأنا بأقول هدومي راحت فين؟!.

والناس تتساءل: أين كان عقل وفكرأحمد سعد وهو يفعل بنفسه ما فعل؟، ولكن الإجابة واضحة وهي أن الموهبة وحدها ليست كافية بأن تجعل من الفنان نجمًا عاقلًا له قيمته الانسانية والفنية، فالأهم من الموهبة -التي من الطبيعي أن يمتلكها أي فنان- الثقافة التي لو افتقدها، ولم يسع إلى اكتسابها افتقد معها نجوميته، فالثقافة هي حجر الأساس والأمان في استمرارية الفنان مع أهل القمة، والتي بدونها لا بد أن يتحول مع الوقت إلى نكتة سخيفة ومادة للسخرية من جهله، بما يتماشى مع عادات وقيم وأفكار مجتمعة، كما يتحول إلى دمية فى يد غيره يحركها كما يشاء.

والغريب والمثير أنه في نفس التوقيت ومع نفس ذات الحفلة، سقط نجم كبير فى فخ المجاملات الفجة التى لو لم تُقلْ لن تقلل منه أو تزيد، فالفنان الكبير محمد فؤاد كان أولى به السكوت أو الاهتمام بالغناء وما يقدمه من أغنيات في الحفل، خاصة أنه كان مختفيًا منذ فترة كبيرة، وعودته كمطرب كبير كان ينتظرها كل جمهوره بالوطن العربي، وبالتالي كانوا ينتظرون منه فنًا لا مجاملات تقلل منه.. فلك أن تتخيل أن فؤاد -أو "فؤش" كما يُطلِق عليه جمهوره- الذي كان يضعه الجمهور فى مكانة عالية، تقترب إن لم تتساوَ مع مكانة الهضبة عمرو دياب.. ولكنها الثقافة والذكاء الاجتماعي هما الفرق الذي ربط عمرو دياب بنجوميته المستمرة عبر سنوات وأجيال مختلفة.. وبين غيره الذي تحول إلى مطب صناعي  يبحث عن نجومية اللحظة من خلال مجاملات وكلام جعل الكثير من رواد السوشيال ميديا يصفوه عبر صفحاتهم بالرخيص، وهذا في حد ذاته كارثة وحدٌ قاسمٌ وفاصلٌ فى استمرارية نجومية وقيمة فؤاد التي اكتسبها عبر سنوات وسنوات وأجيال وأجيال، ليفقدها بسهولة بكلام كان أولى به أن يترفع عنه.

فإن (حبكت) المجاملة لجمهور السعودية المستضيف لهذا الحفل فكان عليه أن يشكرهم لوجوده وسطهم ولترحابهم به وهذا طبعا حقهم، وكل الفنانين والمطربين الذين يقفون على مسارح أي بلد لابد أن يشكروا جمهور هذا البلد على استضافتهم وكرمهم في استقباله، ثم يقدم لهم فنه.. ولكن أن يقول "حلم إننا نغني لأعظم ناس على وجه الأرض"، فهذا يعني الإقلال من كل الناس الذين غنى لهم من قبل، وعلى رأسهم جمهور بلده مصر، وأضاف فؤاد "السعودية ساكنة جوة كل قلب فى الوطن العربي"، وهذه حقيقة لا عيب عليه فيها، أما أن يقول "الشعب السعودي علمنا يعني إيه أخلاق وكرم"، فهل جمهورك فى مصر وبقية الدول العربية كان يعلمك غير ذلك.

كما أشاد فؤاد بالتطور الكبير الذى يحدث بالمملكة العربية السعودية، وهذا واقع لا يختلف عليه اثنان، وعندما أضاف "والله ممكن أبطّل الغنا بعد الاستقبال د"ه، فخسر الكثير والكثير من جمهوره الذى طالبه فعلا بأن "يبطّل الغنا" بعد هذا الكلام الذى رخّص منه ومن فنه الذى كان له مريدوه ومحبوه من الخليج للمحيط، لدرجة أن فنانًا كبيرًا بحجم النجم صلاح عبدالله لم يبخل عليه بالنصيحة عندما رد عليه عبر صفحته على الفيس بوك "رجاء للأصدقاء والزملاء اللى بيعرضوا فنهم فى المملكة الشقيقة الغالية علينا كلنا، طبعا الشكر الجزيل واجب وحق لكرم الضيافة والاستضافة والتقدير الواضح للفن المصرى رواده ونجومه وكل عناصره، لكن انتوا يا حبايبى كمصريين عارفين طبيعة شعبكم وحساسيته، فمش مطلوب منكم غير حاجة واحدة بس، خلوا بالكم  من كلامكم.. بس كدا، كلام واضح وصريح ونصيحة من القلب من فنان كبير وقدير إنه من حق أي بلد تستضيفك كفنان يقدم فنه على مسارحها، أن تشكرها وتشكر جمهورها على الاستضافة والكرم، لكن المزايدة في هذا الامر تخسرك الكثير من الجمهور فى كل مكان.

وبعيدا عن كلام "فؤش" يبدو أن هناك "شوطة" أصابت بعض الفنانين فى مصر، خاصة بعدما ابتدع كبيرهم محمد رمضان لبس الشيفون و(الشيفتيشى)، كما يرى كثير من الجمهور الساخر ظنا منهم أن هذه هى النجومية والترند، فلم يكن أحمد سعد فقط هو من ارتدى ذلك الشيء أو الموضة التي هي في الأساس لبس أنثوي.. فأيضا شقيقه عمرو سعد تناولت مواقع السوشيال ميديا صورًا له وهو يرتدي الشيفون وبكل فخر وإعجاب بنفسه.. وطبعا هذا عادي لعمرو سعد الذى يبدو أنه يقلد محمد رمضان بكل تفاصيله، سواء فيما يقدمه من أعمال تقدم البلطجي على أنه بطل شعبي.. وطبعا بيفشل فيها.. لأنه مهما كانت الصورة لا تستطيع الوصول للأصل، فهو الصورة ورمضان الاصل فى مثل هذه النوعية من الأعمال الدرامية.. عمرو سعد حاول أيضا تقليد رمضان فيما يرتدي، وفي هذا أيضًا ظهر صورة للأصل الذي ينتقده الناس ويسخرون منه، فماذا يحدث لك أنت وأنت لا تملك أي جماهيرية ممكن أن تساندك.

وأخيرا وليس آخرا، ظهر فنان شاب لم يشعر بوجوده الجمهور حتى بعد أن حصل على أدوار بطولة في أعمال كبيرة، ولكنه للأسف كالماء لا طعم لفنه ولا رائحة، بل إن هناك الكثير من الجمهور لا يعرف حتى اسمه، فيبدو أنه قال "نركب موجة الترند لعل أحدًا يعرفني"، وهو أحمد مجدي، إن لم أخطئ في اسمه، فقد ارتدى أيضا الشيفون وظهر به على غلاف إحدى المجلات، لعل أحدًا يشعر به.

وحتى لو ان هذا اللبس النكتة أصبح موضة عالمية فلابد على الفنان العربي أن يفهم أن لدينا من العادات والقيم والافكار ما سيحوله إلى مادة سخرية لدى الجمهور العربى.. فلماذا يغامر بفنه وموهبته من أجل ترند رخيص يقلل منه أكثر مما يفيده؟.. لماذا لا يتعلم هؤلاء من نجوم كبار لهم تاريخ كبير فى احترام فنهم وأنفسهم، فقدرهم الجمهور وعاشوا معه وجواه حتى بعد موتهم؟.. لماذا لم يتخذ هؤلاء من أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وعمرو دياب وغيرهم من النجوم الموهوبين المحترمين قدوة ورمزًا فى احترام الذات والفن؟.. لماذا اهتم هؤلاء بالشكل دون المضمون، فتحولوا إلى نكتة رخيصة لدى الجمهور العربي؟!.

 

ترشيحاتنا