أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ان الدولة المصرية بدأت في السنوات الأخيرة في تقديم دعم غير مسبوق لتهيئة البيئة الإبداعية الملائمة للمبتكرين والنوابغ المصريين، لتحقيق الاستفادة القصوى من العقول الوطنية المستنيرة. وفي هذا الصدد تم إطلاق العديد من الاستراتيجيات والمبادرات لمواكبة التطورِ العالميِّ في هذا المجال، وإلمامًا بالدورِ المتعاظمِ لاقتصاد المعرفة والتطورِ التكنولوجي.
و من أبرز الاستراتيجيات والمبادرات إطلاق المبادرة الرئاسية "نحو بناء مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر" لتطوير منظومة البحث العلمي في مصر عام 2014.
فقد أعلن الرئيس عن إطلاق المبادرة القومية نحو بناء "مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر"، وهي المبادرة التي كان الرئيس قد كلف المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي بإعدادها منذ شهر سبتمبر 2014، والتي تستهدف توجيه أولويات الدولة نحو بناء الإنسان المصري، وسيتم تنفيذها على ثلاث مراحل، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، كما سيتم في إطارها تنفيذ العديد من المشروعات وأعمال التطوير والتحديث لمنظومة البحث العلمي، وتتضمن على سبيل المثال لا الحصر، مضاعفة المنح للمتفوقين من أبناء الوطن للدراسة في الجامعات العالمية، وإصدار قانون لتنظيم البحث العلمي، ووضع استراتيجية مصرية للبحث العلمي تتواكب مع استراتيجية تطوير التعليم .
وقد دعا الرئيس القطاعين الخاص والأهلي ورجال الأعمال إلى الاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية المصرية، ولا سيما في قطاع الصناعة، والمساهمة في تطوير وتمويل البحث العلمي في مصر، لتحقيق الاستفادة المشتركة والمنفعة المتبادلة. كما دعا مجلس أمناء "صندوق تحيا مصر" لمضاعفة المخصصات المالية لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، وذلك للمساهمة بفاعلية في تطوير الابتكارات والبحوث العلمية للاستفادة من تطبيقاتها العملية في كل مناحي الحياة المصرية.
تبني أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا برنامج جامعة الطفل، لاكتشاف الأطفال المميزين في مراحل مبكرة عام 2015.
جاءت فكرة إنشاء جامعة الطفل، وهي مشروع تعليمي ينتشر بكل أنحاء العالم، يتيح إمكانية التفكير العلمي والنقدي، والإبداعي عبر إتاحة الفرصة لتدريب الأطفال في المجتمع الجامعي، فهو برنامج تتبناه أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا التابعة لوزارة البحث العلمي.
درس المشاركون في البرنامج بقاعات المحاضرات والمعامل المناهج على يد الأساتذة الجامعيين، والتي تمت مراجعتها من قبل أساتذة وخبراء المناهج التعليمية؛ لضمان اتساقها مع المناهج الدراسية للحفاظ على الجودة العلمية.
تهدف جامعة الطفل، بحسب ما أعلن عنها، إلى التواصل مع الأطفال الأقل حظًّا في التعليم، والذين يواجهون صعوبات تعليمية أو اجتماعية أو اقتصادية، ولا سيما الأطفال في المناطق الريفية وصعيد مصر.
حتى الآن بلغ عدد الجامعات المشاركة في برنامج جامعة الطفل، 39 جامعة وما يقرب من 4 آلاف طالب سيتم اختيارهم من بضعة آلاف، ليصل إجمالي عدد المشاركين بالبرنامج ما يقرب من ١٦٥٠٠ طالب.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي تدعم مشروع جامعة الطفل في مصر بحوالي 15 مليون جنيهًا مصريًّا.
ويقدم برنامج جامعة الطفل 9 تخصصات علمية مختلفة، منها 7 تخصصات موحدة في كل الجامعات ومحددة من قبل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، استنادًا إلى البرنامج العالمي لجامعة الطفل، حيث إن الأكاديمية عضو الشبكة الأوروبية لجامعة الطفل، أما عن التخصصين الآخرين فتقوم باختيارهما كل جامعة على حسب ما تتميز به في المجال العلمي.
كذلك تم إطلاق الاستراتيجية القومية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2030 من أجل إنتاج وتوطين التكنولوجيا للمساهمة في التنمية الاقتصادية والمجتمعية بهدف توجيه الإنفاق على البحث العلمي للمشروعات البحثية المرتبطة باحتياجات جميع قطاعات المجتمع حتى تتم الاستفادة من نتائج الأبحاث المنتجة. ومن مؤشرات النجاح أن عدد الباحثين العلميين في القطاعات المختلفة بلغ 127.7 ألف باحث بمعدل زيادة قدرها 15,3% وبلغ عدد براءات الاختراع الممنوحة للمصريين في عام 2017، 98 براءة بزيادة قدرها 36% على العام السابق وبنسبة 17.6% من إجمالي البراءات الممنوحة.
وركزت الاستراتيجية على العديد من المشروعات قصيرة الأمد التي تم التوافق عليها كمشروعات ذات أولوية في المحاور التالية: الطاقة، المياه، الزراعة والغذاء، حماية البيئة والموارد الطبيعية، الصناعات الاستراتيجية، تكنولوجيا المعلومات والاتصال، التعليم، الاستثمار والتجارة والنقل، والسياحة والآثار.
