المسجد الأقصى .. تاريخ من الأقتحامات الأسرائيلية المتكررة ودفاعات فلسطينية ناجحة

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

 

 

أفادت تقارير بدخول عشرات اليهود، صباح أمس الخميس، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من جانب القوات الإسرائيلية، وذلك في إطار الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي، الذي يستمر حتى يوم الأربعاء المقبل.

وكثفت عناصر الشرطة والوحدات الخاصة الإسرائيلية انتشارها في باحات المسجد، لتأمين جولات اليهود، بينما قالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية، منعت مئات المصلين من الرجال المسلمين تحت سن الأربعين، من أداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى٬ واضطرهم هذا للصلاة على بواباته، وفي أزقة البلدة القديمة بالقدس.

وفى نهاية الأسبوع الماضى اقتحمت الشرطة الإسرائيلية على مدار يومين ساحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة بحجة البحث عن فلسطينيين قالت إنهم "تحصنوا داخله"، وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الشرطة وعشرات المصلين الفلسطينيين الذين تحصنوا داخل المسجد ، ومنذ احتلال إسرائيل الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967 وهي تقوم بسلسلة إجراءات متتابعة ومتصاعدة تهدف للسيطرة التامة على المسجد الأقصى، وتهويده.

ولمدة 3 عقود متتالية وعقب الاحتلال مباشرة بدأ الإسرائيليون في الدخول إلى المسجد الأقصى ، ولكن كسياح أجانب، وليس كإسرائيليين، حيث إن غالبيتهم يحملون أكثر من جواز سفر، وفي عام 1969 أقدم يهودي أسترالي يدعى دينيس مايكل روهان على إشعال حريق المسجد الأقصى، أدى إلى خراب كبير في معالم مهمة في المسجد القبلي ومسجد عمر؛ ودمر الخراب مساحة تزيد على 1500 متر من المسجد القبلي؛ أي حوالي ثلث مساحته، وساهم الاحتلال وقتها في تأجيج الحريق من خلال قطع المياه، ومنع سيارات الإطفاء التابعة له من الوصول إلى المسجد.

وفي نفس الوقت بدأت أعمال الحفرتحت المسجد الأقصى وفي محيطه على أمل اكتشاف آثار يهودية، يتم البناء عليها كإثباتات تؤكد ملكية الإسرائيليين له، أو على الأقل تؤدي أعمال الحفرإلى انهيار المسجد، مما يسهل تقسيمه من خلال السيطرة على إعادة ترميمه وقد تم أكتشاف تلك المحاولات عام 1974.

وفي بداية الثمانينيات بدأت الاعتداءات الصهيونية المسلحة على المسجد الأقصى بالتصاعد، ففي عام 1982 حدث ما عرف بـ"مجزرة الأحد"، حيث أطلق الإسرائيليون النار على المسلمين في المسجد الأقصى ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 60 آخرين.

وفي عام 1988 أطلق الإسرائيليون النار في باحات الأقصى؛ ما أدى إلى إصابة ومقتل 100 فلسطيني، وفي عام 1990 حدثت مجزرة الأقصى التي استُشهد فيها 22 وأصيب 200.

وأصدرت ما تسمى بمحكمة العدل الإسرائيلية قرارا يسمح لليهود بالصلاة في باحات الأقصى، حيث بدأت سياسة الاقتحام تتصاعد رويدا رويدا.

وفي عام 2015 بدأت الحكومة الصهيونية تبني سياسة التقسيم الزمانى رسميا، والتي جاءت تعويضا عن عجزها عن فرض التقسيم المكاني، حيث خصصت أوقاتا يكون فيها المسجد للإسرائيليين، وباقي اليوم للفلسطينيين، وهو الأمر الذي فجّر دائما صراعا واسعا.

وتصاعدت أعداد المقتحمين الإسرائيليين حتى بلغت 30 ألفا منذ بداية العام الماضى ، ومن حوادث متباعدة إلى سلوك شبه يومي ، وأدى ذلك إلى تنامي ظاهرة المرابطين والمرابطات الفلسطينيين في باحات الأقصى، وهي الظاهرة التي لعبت دورا أساسيا في حمايته، وقد سعى الاحتلال لتحجيمها من خلال قرار حظر ما سماه تنظيم المرابطين والمرابطات عام 2015.

وفى عام 2017  أصدرالاحتلال منع الدخول إلى المسجد إلا عبر البوابات الإلكترونية ، وهو ما رفضه الفلسطينيون؛ حيث اعتصموا على الأبواب لمدة أسبوعين، ما صنع حالة توتر كبيرة وأجبر حكومة الأحتلال الى التراجع عن القرار، ورفع البوابات الإلكترونية، والسماح للمصلين بالدخول دون قيود.

وفي عام 2019 اندلعت "هبة باب الرحمة" حيث اعتصم المقدسيون على الباب الذي حاول الاحتلال فرض إغلاقه بالقوة، وتواصلت الفعاليات الاحتجاجية حتى نجح الفلسطينيون في الدخول من الباب .

وفى عام 2021 وفى شهر مايو تحديدا بلغت المواجهات ذروتها حيث اندلعت معركة سيف القدس، والتي بدأت بالمطالبة بمنع إخلاء الفلسطينيين من الشيخ جراح الى أن وصلت سلسلة الأقتحامات الى ما حدث منذ أيام وأدانته مصر والسعودية والأردن.

ترشيحاتنا