ملتقى العصر بالجامع الأزهر: العلاقة الزوجية إذا امتزجت بالصداقة كانت من أفضل الروابط

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

عقد الجامع الأزهر اليوم، فعاليات ملتقى العصر "باب الريان"  تحت عنوان" حديث القرآن عن الصداقة وحسن اختيار الصديق"، بحضور أ.د علي مهدي أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، و د.زكريا جمال المتولي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأدار الملتقى الشيخ أحمد عبد الله عبد البديع، الباحث بالجامع الأزهر.
 
أكد الدكتور علي محمد مهدي، عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية جاءت لكي تصبغ الحياة الدنيا بصبغة الجمال، ولكي تصلح أحوال الناس في معاشهم، مؤكدا أن الشريعة ليست تعبدا في محراب أو انعزال عن حياة الناس، وأن الانطواء والانعزال مرض، فالإنسان مدني بطبعه، والمؤمن يألف ويؤلف، كما جاء في حديث المصطفى ﷺ“المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس".
 
وأوضح عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، أن التواصل واتخاذ الاصدقاء وتكوين العلاقات والروابط من أهم الأمور الاجتماعية التي يحتاجها البشر في حياتهم اليومية، وأن الصداقة تعني قوة العلاقة والمودة والمحبة بين الناس، وهي مشتقة من الصدق الذي يعني مطابقة الظاهر للباطن، والقول للحال.
 
وأكد الدكتور علي محمد مهدي أن الصداقة الحقيقية المبنية على الصدق يترتب عليها الكثير من الآثار الإيجابية، فالصديق الوفي الذي يكون مع صاحبه في السراء والضراء، يأخذ بيده، ويفرح لفرحه ويتألم لألمه، ويحزن لحزنه، لافتا إلى أن الصداقة من أول الأعمال التي أولاها نبينا المصطفى بالعناية وحرص على تفعيلها،وربط تذوق حلاوة الإيمان بالصداقة والمودة ، حيث قال ﷺ : "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان..." أحدها "أن يحب المرء لا يحبه إلا لله"، مضيفا أنه ﷺ حرص على تحقيق المؤاخاة  بين المهاجرين والأنصار بمجرد أن وصل إلى المدينة المنورة، فربط بينهم بعلاقة الصداقة والمودة والأخوة، ولقد ضرب الصحابة رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في هذا الميدان.
 
ودعا عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، أولياء الأمور، أن ينظروا في أصدقاء أبنائهم، سواء داخل المدرسة أو خارجها، فيتحدثوا معهم حول أهمية اختيار الصديق الصالح وصفاته وكيفية معرفة الصديق الحسن الذي يساعدنا على عمل الخير ويمتلك الأخلاق الحميدة.
 
من جانبه أوضح الدكتور زكريا المتولي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن رابطة الصداقة تشبه المجتمع الصغير الذي يصنعه الإنسان لنفسه، فينظر في عيون أصدقائه إلى حلاوة وجمال الدنيا، ويشعر بالأمان والراحة في وجودهم، مؤكدا أن الصداقة تاج كل علاقة وزينة كل رابطة، فالعلاقة الزوجية إذا امتزجت بالصداقة، كانت من أفضل الروابط، فتكون الزوجة لزوجها صاحبة يأنس بها ويلجأ إليها لتخفف عنه آثار تلك المصاعب التي يواجهها، كما كانت تفعل السيدة خديجة رضي الله عنها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانﷺ دائما يكثر ذكرها ويكرم أصدقائها، مضيفا أن أن الأخوة والبنوة إذا امتزجت بالصداقة أيضا كانت أكثر ارتباطاً وتفاعلا، بما ينعكس بشكل إيجابي على الأسرة بأكملها.
 
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة.

ترشيحاتنا