من أمامة بنت الحارث حتى الملكة رانيا.. «نصائح ليلة زفاف البنات»

الملكة رانيا وابنتها الأميرة إيمان
الملكة رانيا وابنتها الأميرة إيمان

“كأنه الأمس، يوم ازدانت الدار بقدوم أميرتنا، حملكِ أبوكِ في عينيه قبل ذراعيه… تشبهينه حين تبتسمين، حين تضحك عيناكِ، وحين يفيض قلبكِ بالحنان. حصة أبوكِ أنت يا إيمان” 

بهذه الكلمات وعبر حسابها الشخصى  بدأت الملكة رانيا ملكة الأردن كلامها لأبنتها الأميرة ايمان  يوم زفافها وأضافت الملكة رانيا في حديثها عن لحظات مؤثرة لها مع ابنتها العروس: “فيكِ أجمل صفات الأخت الكبرى، تحيطين إخوتكِ حولكِ بالحب، صديقة الحسين وحبيبة هاشم وتوأم روح سلمى. ولا زلت أذكر كيف كنتِ تسارعين وتمدين يدكِ الصغيرة وتطلبين “واحدة لحسين” كلما أعطيتكِ قطعة من الحلوى”.

“وواصلت حديثها قائلة: “ها أنا اليوم يا إيمان “أم العروس”، قلبي يزفكِ بالزغاريد، ممتلئ بالرضى عليكِ، وفي عيني دمعة وطَيْفان… جَدُّكِ وجَدُّكِ، ربّ اغفر لهما وارحمهما وأكرم نزلهما أكاد أراهما والفرح يرقص بينهما، يتمازحان ويضحكان تماماً كما كانا ليلة فَرَحِنا والدكِ وأنا”.

وتأثر رواد السوشيال ميديا بتلك الجملة الموجهة من الملكة رانيا الى العروس الأميرة ايمان العبدالله  وهى “تذكري دائماً حب الأردن الذي تحملينه بقلبكِ، وتذكري دائماً أنكِ أردنية هاشمية… حفيدة الحسين وبنت عبدالله”.

وتذكرنا كلمات الملكة رانيا بنصائح الأمهات لبناتهن قبل الزفاف مع أختلاف الفكر والتوجه والبيئة فنجد مثلا وصية "أمامة بنت الحارث" لابنتها قبل زواجها، بينت فيها أسس الحياة الزوجية السعيدة، وما يجب على الزوجة نحو زوجها، وهذه الوصية يجب أن تُدرس في مناهج وزارة التربية لكي تعرف النساء حقوق أزواجهن عليهن.

حيث قالت أمامة لأبنتها أم أياس : "كوني له أمَةً يكن لك عبداً، الخضوع له بالقناعة وحسن السمع والطاعة، لا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشمّ منك إلا أطيب ريح، التفقد لوقت منامه وطعامه وحفظ ماله ورعاية عياله، لا تعصين له أمراً ولا تُفشي له سراً، وإياك والفرح بين يديه إن كان مغتمّاً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً" ومن أشهر الوصايا في التراث الأدبي العربي، هذه وكتبتها امرأة من سراة بني صباح تقول لابنتها:

لا تهجري في القول للبعل ولا * تغريه بالشر إذا أقبـــلا

فـــأوّل الشــــر يكــــون جللا * محتقرا ثم يضير معضلا

ولا تثنـــي ما عليــــه بخـــلا * لتكشفي من أمره ما حملا

والوصية ليست من الأم لأبنتها فحسب بل أيضا من الأب الحكيم الصالح مثلما أوصى أسماء بن خارجة الفزاري ابنته ليلة زفافها فقال لها يا بنية إن الأمهات يؤدبن البنات وإن أمك هلكت وأنت صغيرة فافهمي عني ما أقول، يعني هذا أمها وأبوها، إنك قد خرجت من العش الذي فيه درجتِ وصرتِ إلى فراش لا تعرفيه وقرين لم تألفيه، فعليك بأطيب الطيب الماء، وأحسن الحسن الكحل، وإياك وكثرة المعاتبة فإنها قطيعة للود، وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وكوني له مهادًا يكون لك عمادًا، كوني له أرضًا يكون لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبدًا، لا تلحفي به فيقلاكِ، تكثري عليه الإلحاح هذا التكرار، كثرة الطلبات يبغضك، ولا تباعدي عنه فينساك، إن دنا فاقربي منه وإن نأى فابعدي عنه واحفظي أنفه وسمعه وعينه لا يشم منك إلا طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلاً،

وأوصى أبو الأسود الدؤلي ابنته فقال: "إياك والغيرة فإنه مفتاح الطلاق، وعليك بالزينة وأزين الزينة الكحل، وعليكِ بالطيب وأطيب الطيب إسباغ الوضوء" وقال أيضاً: "إنك لن تنالي ما عنده إلا باللطيف".

وقال عبد الله بن جعفر لابنته حين زوّجها: "أنهاك عن إكثار العتاب فإنه يورث البغضاء

وزوج ضرار بن عمرو الضبي ابنته من معبد بن زرارة فلما أخرجها إليه قال: "يا بُنية أمسكي عليك هذه" فضل الكلام، الكلام الكثير لا داعي له هذا يعني من أحسن الوصايا تجنبيها الثرثرة.

ونصيحة أخيرة قالتها واحدة من حكيمات الوقت الحالى ناصحة زوجات هذا الزمان قائلة : لا تبحثي عن الراحة، لا تستسهلي الأمور، ابحثي عن رضا يأتي بعد بذل، وعطاء يأتي بعد جهد، وسعادة في مشاركة، لا في أخذ واستقبال.. لا تحسي بالمظلومية إذا اضطرتك الظروف لمساعدة زوجك فحال الدنيا التي نعيشها من سيء لأسوأ، وبدلاً من كره الحياة وتوريث هذا الغضب لبناتك وأبنائك، حاولي كثيراً أن تتخففي من توافه الأمور التي تثقل كاهلك (من المظاهر وأساليب الحياة) فكم من مجهود يضيع فقط حتى نرضي الناس أو نتحاشى تعليقاتهم، ولو كنا سخرنا طاقتنا في أمور يصلح بها حالنا ليسرنا أمورنا كثيراً. وأخيراً، توقفي عن محاولة الظهور بمظهر المرأة الحديدية، فهذا أسوأ ما قد تفعلينه.

 

ترشيحاتنا