قلق فرنسي من توغل الغرب داخل القارة الأفريقية

 الدكتور رامى زهدى
الدكتور رامى زهدى

أوضح الدكتور رامى زهدى رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بمركز العرب للدراسات والابحاث أن الصراع الدولى والتنافس الشديد علي الدول الأفريقية تزايد بصورة كبيرة في عام 2023،وأضح أنه عام الحسم، وكلما زاد الصراع خارج القارة الأفريقية إنعكس بشكل كبير علي الوضع داخل القارة الأفريقية، خاصة مابين القوة التقليدية الإستعمارية القديمة،ممثلة في ألمانيا و فرنسا وانجلترا وبلحيكا وايطاليا والواايات المتحدة الأمريكية ، وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية طوال الوقت لم تكن مستعمرة للقارة، لكنها طوال الوقت علي إرتباط وثيق بالقارة أو القوى القديمة أو الجديدة القديمة،وربما روسيا من القوى التى تعيد هيكلة أدائها في أفريقيا ، بعد زمن الإتحاد السوفيتي سابقا، وأيضا الصين كقوى سياسبة جديدة نسبيا علي القارة ولكنها مازالت الأسبق للجميع من حيث إستقبال الشعوب الأفريقية لها، أو ثقة الشعوب الأفريقية بها، وأيضا القوى الإقليمية المتمثلة في تركيا وإيران وإسرائيل، وبالنسبة لفرنسا الأن فهى تحاول إعادة وضعها وتعديل أمورها في القارة الأفريقية خاصة بعد أن عانت من إنطباعات غير إيجابية ومن تصرفات حتى ضد فرنسا، حدثت في منطقة النفوذ الفرنسية الأساسية داخل القارة وهى منطقة الساحل والصحراء،حيث حدث طرد أو تخريج للقوات الفرنسية من مالى العام السابق والأن، من بوركينا فاسو منذ شهر واحد مضي،وبالتالى أصبحت فرنسا تدرك أن التدخل العسكرى لم يعد هو الطريق الوحيد، وربما ترى الأن حسب قول الرئيس الفرنسي اثناء سفره لأفريقيا مؤخرا، أن التواضع والإحساس بالمسؤلية تجاه القارة الأفريقية هو الطريقة المثلى للتعامل مع الشعوب الأفريقية، التى تفقد جزء كبير
من ثقتها في فرنسا، لأن فرنسا عبر سنوات طويلة حصلت علي مصالح باريس منفردة،أو هكذا يبدو للشعوب الأفريفية بأنه لا إهتمام بالمصالح المشتركة، وأن مصلحة فرنسا تعلو فوق الجميع، وتدخلت فرنسا طول الوقت في السياسة الأفريفية،وفى تعديل أو تغيير الأنظمة أو فرض إرادة علي الشعوب الأفريقية وهذا ما لم تقبل به الشعوب الأفريقية، وإن قبلت به سابقا لن تقبل به الأن،حيث أن روسيا تتنافس مع فرنسا وتتخذ مدخل أكثر إيجابية تجاه القارة ولا تحاول أن تفرض سيطرتها ولا تبتز الدول الأفريفية بإحتياجتها ، ولم تفرض حلفاء معينين علي القارة الأفريقية وهو ما تتمناه الدول الأفريقية الان ، وأن
تتمتع بالسيادة الكاملة وأن تختار حلفائها، وشكل التحالف كما تشاء.


ويضيف زهدى أنه مازالت فرنسا تؤمن الأن أكثر من ذى قبل بأن أى فراغ سوف تتركه فرنسا في أفريقيا سوف يعود بالسالب عليها من القوى المنافسة ، وأبرزها روسيا والصين وبالتالى هى تحاول ان تعيد هيكلة إستراتيجيتها في القارة الأفريقية وتستهدف مناطق نفوذ أو مناطق لدول ناطقة بالإنجليزية والبرتغالية دول ذات مشاعر حيادية أو إنطباعات حيادية تجاه فرنسا، املا في تعطيل وضع فرنسا فى القارة الافريقية، في نفس الوقت روسيا والصين تتحرك بشكل جيد في القارة الأفريقية، والآن أفريقيا أكثر نضجا من ذى قبل ويعرفون الآن يتعاملون مع الحلفاء الذين يقدمون سياسات شريفة نسبيا تجاه القارة الأفربقية، وبالتالى تكون المكاسب والمصالح مشتركة والندية وتكافؤ الفرص هى المسيطر على الجميع بدلا من الإنتهازية التى عانت منها القارة من فترات طويلة من التعامل بها، من قبل العالم الغربي، وكانت إحدى المشكلات لدى فرنسا والتى أعرب عنها الرئيس الفرنسي ماكرون ، أن الاجدر بها أن تكون في القارة الافريفية وأنها لاينبغي لها أن تتنافس مع أحد، وتم إستخدم تعبير بأن هناك قوى خارجية دولية لا يجب أن تكون في القترة الافريقية، لأنه ليس مكانها،والمقصود بتلك القوى روسيا ، حيث أنه يفترص أن فرنسا صاحبة إرث تاريخي مشترك وعادات وتقاليد، وثقافة وإقتصاد مرتبطة بافريقيا أكثر من أى دولة اخرى مثل روسيا والصين، وبالتالى هو يري أنه يجب أن لا ينافس أو يتنافس مع هذه الدول وهو أعلى من المنافسة وهو في مكانه الطبيعي خاصة وأن فرنسا الجميع يعلم أن أفريقيا بالنسبة لها، جزء مؤثر في
سياستها الداخلية والخارجية علي حد سواء، وأن أفريفيا بالنسبة لفرنسا جزء من الإقتصاد الفرنسى، وجزء من نسيج المجتمع داخل فرنسا، وبالتالى فرنسا تفترض بأنها لايمكن أن تنفصل في يوم من الأيام عن إرتباطها بالقارة الأفريقية،ومعروف أن فرنسا حظيت من قبل بفرص ذهبية وكانت الشريك الاقوى، لدى الدل الافريقية وكانت يفتح لها الأبواب، وكانت علي مر سنوات طويلة المستعمرة الأولى صاحبة العلاقات الأقوى والنفوذ الأقوى والتواجد في أفريقيا،خاصة في مناطق النفوذ المتحدثة باللغة الفرنسبة، والتى تتشكل ثقافتها وإقتصادها بثقافة واقتصاد فرنسا قبل أى شئ.

ترشيحاتنا