تخطى مجمل عدد الضحايا الذين سقطوا جراء زلزال شرق المتوسط، في تركيا وسوريا، 9500 قتيل و37 ألف جريح، وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة، بينما حذر الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية من أن مئات العائلات ما زالت تحت الأنقاض.

وبينما لا تزال كلفة الخسائر المادية للزلزال غير واضحة بشكل رسمي، وسط تقديرات متباينة، تشير عدد من التقارير الاقتصادية إلى أن خسائر متفاوتة قد يعاني منها قطاع التأمين وشركات إعادة التأمين، على حسب حجم التغطية التأمينية.

وعبَّرَ مؤشر بورصة تأمين إسطنبول، عن تلك المخاوف في رد فعل فوري على تبعات الزلزال، الاثنين، ليهبط بنحو 6.2 بالمئة، قبل أن يقلص تراجعه إلى 4.6 بالمئة. كما تراجعت أسهم شركة تركيا سيغورتا للتأمين 7 بالمئة.

وفي السياق، كشفت تقارير تركية، عن معدل التأمين الإلزامي على المنازل في المدن العشرة التي تعرضت للزلزال، طبقاً لبيانات مجموعة التأمين ضد الكوارث.
البيانات التي نشرتها صحيفة Dunya الاقتصادية المتخصصة في تركيا، تشير إلى أن نسبة تقدر بحوالي 54.7 بالمئة من إجمالي المساكن في عموم البلاد تحت مظلة التغطية التأمينية.
وتقدر البيانات ذاتها أن هناك 20 مليون و32 ألف مسكن في عموم تركيا، يصل عدد المنازل المغطاة بتأمين الزلازل الإجباري إلى 10 ملايين و949 ألف تقريباً.

التغطية التأمينية في المدن العشرة التي تعرضت للزلزال

أما بالنسبة للمدن العشرة التي تعرضت للزلزال الأخير جنوبي شرق البلاد، فتصل متوسطات المنازل المؤمن عليها فيها إلى حوالي 49 بالمئة. النسبة الأكبر منها في غازي عنتاب بحوالي 64.5 بالمئة.. وذلك على النحو التالي

    113 ألف منزل من أصل 210 ألف في كهرمان مرعش لديهم بوليصة تأمين إلزامي ضد الزلازل
    40.1 بالمئة من 315 ألف منزل في هاتاي لديهم بوليصة تأمين
    42.4 بالمئة من 101 ألف منزل في عثمانية
    64.5 بالمئة من 339 ألف منزل في غازي عنتاب
    59.7 بالمئة من 25 ألف منزل في كِلس
    52.9 بالمئة من 198 ألف منزل في شانلي أورفا
    45.9 بالمئة من 479 ألف منزل في أضنة
    52.1 بالمئة من 188 ألف منزل في ملطية
    44 بالمئة من 89 ألف منزل في أديامان
    33 بالمئة من 231 ألف منزل في ديار بكر لديها بوليصة تأمين إلزامي ضد الزلازل

مجمع التأمين التركي

وقال مجمع التأمين التركي ضد الكوارث (الذي تأسس في العام 2000 بعد زلزال مرمرة في العام 1999 ليوفر الأمن المالي لأصحاب المنازل المؤمن عليها ضد مخاطر الكوارث الناجمة عن الزلازل)، في بيان له الاثنين:"نحن نقوم بواجبنا ودورنا.. سنواصل العمل بكل قوتنا في هذه العملية "، مشيراً إلى أن المواطنين ممن تضررت منازلهم يمكنهم التقدم بالبيانات اللازمة عبر الهاتف والرسائل النصية القصيرة الخاصة من خلال تأمين الزلازل أو ما يعرف باسم "داسك".

يغطي "داسك" الأضرار المادية التي تنجم مباشرة عن الزلازل والحرائق والانفجارات والتسونامي والانهيارات الأرضية التي تحدث نتيجة للزلازل، ضمن حدود محددة في الوثيقة التأمينية.

640 ألف ليرة

ويوفر مجمع التأمين الحد الأقصى من التغطية التي تحددها الزيادة في تكاليف البناء كل عام. وكان قد تم تحديد الحد الأقصى لمبلغ الضمان المقدم بـ 640 ألف ليرة (نحو 34 ألف دولار) لجميع أنواع المباني اعتباراً من 25 نوفمبر 2022.

ووفق تقرير dunya فإن حجم صندوق مجمع التأمين التركي ضد الحوادث بلغ 23 مليار ليرة (حوالي 1.22 مليار دولار)، وتصل الملاءة المالية له إلى 100 مليار ليرة (ما يعادل 5.31 مليار دولار).

والتأمين الإجباري ضد الزلازل هو نظام ضمان لتغطية الخسائر المادية الناجمة عن الزلزال، ويهدف إلى:

تأمين كافة المساكن المغطاة ضد الزلازل بأقساط مستحقة الدفع، وضمان تقاسم المخاطر داخل الدولة
توزيع المسؤولية المالية على إعادة التأمين الدولية وأسواق رأس المال من خلال التأمين
التخفيف من الأعباء المالية على الدولة الناتجة عن الزلازل وخاصة من بناء المنازل المنكوبة بعد الزلزال
الحيلولة دون فرض ضرائب إضافية على المواطنين نتيجة الأعباء المالية للدولة
استخدام نظام التأمين كأداة تحفيزية في تشييد المباني السليمة من الناحية الهيكلية
ضمان تراكم الموارد على المدى الطويل في تغطية أضرار الزلزال
المساهمة في تنمية الوعي التأميني والتضامن الاجتماعي في المجتمع
تتكون شبكة المجمع التأميني من عدد من شركات التأمين ووكالاتها وفروع البنوك في جميع أنحاء تركيا. وتستهدف تسهيل حصول المواطنين على التأمين بتكاليف منخفضة الأقساط.

تقديرات الخسائر

ومن أجل مقاربة أرقام الخسائر المتوقعة على شركات التأمين وإعادة التأمين، نقل تقرير نشرته منصة reinsurancene المتخصصة في "إعادة التأمين"، عن مسؤول بشركة استشارات التأمين العالمية Gallagher Re، قوله إن زلزالاً مشابهاً بقوة 6.7 درجة أدى إلى خسائر بلغت حوالي 600 مليون دولار عندما وقع في نفس المنطقة خلال يناير 2020.

لكن التقرير يلفت إلى أنه "يُعتقد بأن أي خسائر في صناعة إعادة التأمين ستكون أقل بكثير"، مشدداً على أن مجمع التأمين ضد الكوارث في تركيا تبلغ قدرته على سداد المطالبات ما يقرب من 2.5 مليار دولار، بناءً على تجديد إعادة التأمين للعام 2021.

كما نقل عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) تقديراتها بأن حجم الخسائر المرجحة قد تزيد عن مليار دولار أميركي جراء الزلزال في تركيا.