خبير آثار يرد على أكاديمي بريطاني يهين حجر رشيد والحضارة المصرية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نشر أستاذ متفرغ بجامعة كامبردج بإنجلترا يدعى "ديفيد أبو لافيا" مقالًا بموقع The Spectatorبتاريخ 4 ديسمبر تحت عنوان “Why The Rosetta Stone  shouldn’t be returned to Egypt”
   واصفًا حجر رشيد بأنه قطعة مهملة من القمامة المصرية
  “Discarded piece of Ancient Rubbish”
ويدّعى أن تاريخ الحجر لا علاقة له بتاريخ مصر  لوجود ثلاثة نصوص عليه هيروغليفى وهيراطيقى ويونانى ويعتبر تاريخ حجر رشيد دولى وليس محلى فقد اكتشفته فرنسا وفك رموزه علماء فرنسويين وإنجليز  وبالتالى فالحجر منزوع الملكية كما ذكر نصًا 
“It had no owners at all”
وردًا على هذه الإهانة للحضارة المصرية يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بأننا سنرد على الإهانة التى جاءت من شخص ولا تمثل رؤية شعب بالطبع ولكن هذا الشخص هو أستاذ جامعى بكبرى جامعات لندن ونأسف أن جامعة كبرى لها قيمتها العالمية من بينها شخص لم يقرأ كلمة واحدة عن الحضارة المصرية ولذا سيكون الرد بتعريف بسيط للحضارة المصرية وحجر رشيد وكيف خرج من مصر.
 
ويشير الدكتور ريحان إلى أن الدكتور " ديفيد أبو لافيا" نسب الحجر لحضارة أخرى غير مصر بناءً على رؤية خاطئة بأن الحجر يتضمن ثلاثة نصوص بثلاثة لغات والصحيح هو نص واحد يتضمن مرسوم ملكى صدر فى مدينة منف عام 196 ق.م أصدره الكهنة  كرسالة شكر لبطليموس الخامس لأنه رفع الضرائب عنهم ونقش بثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية والإغريقية وإن كانت النصوص الثلاثة ليست ترجمة حرفية للآخر وذلك لاختلاف المصطلحات والتعبيرات بينها، ووجود اليونانية طبيعى فتاريخ مصر يمتد من عصور ما قبل التاريخ مرورًا بآثار مصر القديمة والآثار اليونانية والبطلمية والرومانية والمسيحية والإسلامية والعصر الحديث والمعاصر.
 
 أمّا بخصوص تدويل الحجر واعتباره منزوع الملكية لأن فرنسا اكتشفته وإنجلترا وفرنسا فكت رموزه كما يدّعى فإنه جاء فى المادة الرابعة من اتفاقية اليونسكو 1970 أن أي ممتلكات يعثر عليها داخل أراضي الدولة تعتبر من تراث الدولة الثقافي وبالتالى فلا حق للفرنسيين أو الإنجليز فى حجر رشيد.
 
والحجر عثر عليه بقلعة رشيد الأثر رقم 44 التى تقع على الشاطئ الغربي لفرع رشيد شمال المدينة بحوالي 6 كم أنشأها السلطان المملوكي الأشرف أبوالنصر قايتباي أحد المماليك الجراكسة عام 886هـ/ 1482م وبعد دخول الحملة الفرنسية أرسل نابليون فرقة من حملته على مصر عام 1798 إلى قلعة قايتباى نجحت في دخولها وإستمرت بها حتى عام 1800 وأطلق الفرنسيون عليها إسم جديد هو «حصن سان جوليان»، وفى أغسطس 1799 حيث كان القائد الفرنسى بوشار مكلفًا بالعمل في ترميم قلعة قايتباى عثر على حجر مبنى في جدار قديم كان لابد من هدمه لوضع أساس «قلعة سان جوليان» وسرعان ما علم قنصل الإسكندرية المستر هاريس بذلك إلا أن الجنرال مينو قد أمر بإحضار الحجر إلى منزله بالإسكندرية بعد أن نظفوه واعتنوا به ونقلوه إلى القاهرة وألقى عليه نابليون نظرة إعجاب.
ومع مغادرة نابليون بونابرت مصر أصبحت قوات الحملة الفرنسية تحت ضربات العثمانيين والإنجليز وفى مارس 1801 نزلت القوات الإنجليزية في خليج أبى قير فأخذ الجنرال مينو قواته إلى شمال مصر وأخذ معه كل الآثار التي حصل عليها علماء الحملة الفرنسية ولكنه هزم في معركة أبى قير البحرية وتقهقرت القوات الفرنسية إلى الإسكندرية حاملين معهم الآثار المصرية.
 
وعقب ذلك تم نقل الحجر إلى الإسكندرية ووضع في مخزن باعتباره من ممتلكات القائد الفرنسى مينو وحوصرت القوات الفرنسية في الإسكندرية وأعلن مينو الهزيمة في 30 أغسطس 1801 وتم توقيع معاهدة الاستسلام وبموجب المادة 16 من الاتفاقية تم تسليم الآثار التي في حوزة الفرنسيين إلى الجانب البريطانى وذلك نتيجة التحالف بين الدولة العثمانية وإنجلترا وفرنسا وكانت مصر إحدي أقاليم الدولة العثمانية وبالتالي فإن الخلافة العثمانية أعطت الإذن الضمني بالموافقة على أخذ الأسلاب والغنائم المتحصلة من الجيش الفرنسي المغادر لحساب الانجليز ومنها حجر رشيد وبالتالى لا يوجد مصرى واحد وافق على خروج الحجر من مصر.
 
وردًا على إهانة الحضارة المصرية من قبل أستاذ بجامعة كامبردج يوضح الدكتور ريحان أن أى إهانة مصدرها إمّا الجهل بالحضارة المصرية أو حقد تاريخى على حضارة علمت العالم كيف يكتب، علمته الطب والصيدلة والهندسة، وضعت له أساس كل العلوم الحديثة، ففى الطب والصيدلة اكتشفوا العديد من العقاقير المفيدة المستخدمة حتى الآن، وتوصلوا إلى أن القلب مركزًا للأوعية المنتشرة بسائر أجزاء الجسم، وأن كثيرًا من الأمراض ناجم عن مرض الأوعية، وحاولوا علاجها بتبريدها أوتهدئتها أو تبطئ دورتها.
 
وتركوا كتبًا للطب مازالت تدّرس بكبرى جامعات العالم، وأطلق عليها "قراطيس" ومنها "قرطاس إيبرس" أضخم هذه الكتب المكتشفة بالأقصر عام 1862 ويرجع لعام 1550"ق.م" ويحوى 877 وصفة لأمراض عديدة وكل وصفة تحوى عدة عقاقير بالمقادير المطلوبة وطريقة العلاج به وكان لديهم وزارة للصحة وكان كل طبيب لا يتخصص إلا في فرع واحد من فروع الطب، وفى الهندسة علم قدماء المصريين العالم هندسة وفلسفة البناء لأن المبانى مثلت فلسفة خاصة بمصر القديمة انطلقت من وازع دينى وفلسفى يحمل في طياته الشموخ وكانت العمارة لديهم أول خط للسماء رسمته البشرية، بدأ بالخطوط الهندسية الأفقية ومسطحاتها المستوية، التي عبر عنها بالمصاطب وارتفعت المصاطب، عن سطح الأرض في طبقات متراصة فوق بعضها لتصنع الأهرامات المدرجة، سلم الطريق إلى السماء.
 
وانتقلت منها إلى الأهرامات الهندسية الأشكال والرياضية التقويم بأضلاعها المنحنية والمستقيمة وأسطحها الزخرفية الملساء، وارتفع الهرم بقاعدته عن سطح الأرض، لتظهر معابد الشمس، ثم تعلو فوق قائم يشق طريقه نحو السماء لتظهر المسلات الرشيقة، بقمتها الهرمية تناطح السحاب بفكر راقٍ يفوق بمراحل هندسة ناطحات السحاب حديثا، واستخدم قدماء المصريين المبانى الجاهزة والمبانى سابقة التجهيز في بناء مدن بأكملها ومن أقدمها مدينة "خنت كاوس" إحدى المدن التي بنيت في الأسرة الرابعة 2565"ق.م" والتي بنيت لتأوى عمال وفنيين بناة الأهرامات، ومعابدها الجنائزية وقد أهديت لهم بعد اكتمال البناء وهذا يؤكد بالدليل الأثري أن قدماء المصريين هم بناة الأهرام وبناة كل حضارتهم العظيمة.
 
 
 
 

ترشيحاتنا