دراسة تؤكد: مليار شخص مهدد بفقدان السمع بسبب الضوضاء الترفيهية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


◄مؤلفة الدراسة: يجب ان يخضع الأفراد للفحص السمعى بشكل دورى 
◄طبيب: يجب عدم رفع مستوى الصوت للدرجة القصوى 

أصبحنا اليوم نحاط بتقنيات تكنولوجية متعددة  ساهمت فى تسهيل المهام على الأشخاص وأصبحنا نعتمد عليها بشكل أساسى ، لكنها على الجانب الأخر تسبب أضرار بالغة على الأشخاص ، حيث نشرت دراسة حديثة في الدورية العلمية "BMJ Global Health" تفيد بأن هناك ما يزيد عن مليار شخص معرض لفقدان السمع بسبب الأصوات المرتفعة والإفراط فى إستخدام الهواتف الذكية وسماعات الأذن ، نلقى الضوء على أهم ما توصلت له الدراسة وتتحدث مع صاحبة الدراسة  عن كيفية اتباع الطرق الأمنة للحفاظ على قوة حاسة السمع..

 

منظمة الصحة العالمية 

فقدان السمع هو مصدر قلق للصحة العامة يستحق الاعتراف العالمي وتحديد الأولويات. حيث تقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن أكثر من 430 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من ضعف السمع وأن انتشاره قد يتضاعف تقريبًا إذا لم يتم إعطاء الأولوية لمنع فقدان السمع. 


 يعد التعرض للضوضاء "الترفيهية " فى الحفلات الصاخبة او سماع الموسيقى والاصوات المرتفعة  عامل خطريتسبب  فى فقدان السمع ، وفي عام 2015 ، قدرت منظمة الصحة العالمية أن 1.1 مليار مراهق وشاب معرضون لخطر محتمل لفقدان السمع من التعرض الطوعي للضوضاء الترفيهية ، يشار إليها من الآن فصاعدًا باسم `` ممارسات الاستماع غير الآمنة ''.


الاستماع غير الآمن 

  يُعزى هذا التعرض إلى حد كبير إلى استخدام أجهزة الاستماع الشخصية الإلكترونية ؛ على سبيل المثال ، الهواتف المحمولة أو مشغلات MP3) و / أو من الحضور في أماكن الترفيه الصاخبة (مثل الحفلات والنوادي).


 من المرجح أن تكون سلوكيات الاستماع غير الآمنة قابلة للتعديل من خلال تنفيذ توصيات السياسة الحالية وممارسات الصحة العامة المعروفة. 

 

قد تتسبب الحالات المتكررة أو حتى الفردية من الاستماع غير الآمن في حدوث ضرر فسيولوجي للجهاز السمعي ، مما يؤدي إلى طنين عابر أو دائم و / أو تغييرات في السمع.


الضرر الناجم

يمكن أن يتفاقم الضرر الناجم عن الاستماع غير الآمن على مدار العمر ، وقد يؤدي التعرض للضوضاء في وقت مبكر من الحياة إلى جعل الأفراد أكثر عرضة لفقدان السمع المرتبط بالعمر.
كما أن فقدان السمع ، عندما لا يتم معالجته ، له تكاليف اقتصادية كبيرة تقدر بحوالي 1 تريليون دولار أمريكي سنويًا ،  وله آثار خطيرة على الأفراد والأسر. 


وتتمثل عوامل الخطر عند الأطفال  التى ظهر عليهم أعراض ضعف السمع فى إنخفاض المستوى التعليمى والتحصيل الدراسى اليومى بسبب ضعف التركيزوالإدراك  ، ويسبب ذلك حالة نفسية سيئة لديهم وقد يتعرضوا للتنمر المجتمعى.

 

تعتبر ممارسات الاستماع غير الآمنة شائعة في جميع أنحاء العالم ، لا سيما بين المراهقين والشباب ، نظرًا لتوافر عدد كبير الإلكترونيات وعدم ملراعاة تطبيق التدابير التنظيمية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة وأماكن الترفيه.


 يعتمد خطر فقدان السمع على جهارة الصوت ومدته وتكرار التعرض للضوضاء، غالبًا ما يتم حساب المستويات المسموح بها من التعرض للضوضاء الترفيهية.

 

اشارت نتائج الدراسة  إلى أن العديد من الشباب قد يتعرضون لخطر الإصابة بفقدان السمع الدائم. تم إجراء بعض المراجعات المنهجية حول ممارسات الاستماع غير الآمنة ، على الرغم من عدم توفر تقديرات للانتشار والعبء العالمي.


وتفيد جهود الوقاية العالمية من البيانات المتعلقة بالانتشار والعبء العالمي لممارسات الاستماع غير الآمنة للإبلاغ الفعال وتحثها  للتدخل الوقائي إلى الحكومات والصناعات وأصحاب المصلحة الآخرين المسؤولين عن تنفيذ السياسة.


تهدف  الدراسة إلى تحديد مدى انتشار ممارسات الاستماع غير الآمنة من التعرض لأجهزة الاستماع الشخصية  وأماكن الترفيه الصاخبة لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 34 عامًا ، وتقدير عدد الشباب الذين يمكن أن يتعرضوا لخطر فقدان السمع بسبب الاستماع غير الآمن في جميع أنحاء العالم.


اعتمدت الدراسة فى منهجيتها على مراجعة وتحليل الابحاث السابقة التى تقدر انتشار ممارسات الاستماع غير الآمنة فى أماكن الترفيه الصاخبة.


وبحثت في ثلاث قواعد بيانات للمقالات التي تمت مراجعتها من قِبل الزملاء والتي نُشرت بين عامي 2000 و 2021 و أبلغت عن ممارسات استماع غير آمنة لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 34 عامًا. 

شُمِلَت 33 دراسة (تقابل بيانات من 35 سجلاً و 19046 فردًا)، وتوصلت الدراسة إلى  أن العدد التقديري العالمي للشباب الذين يمكن أن يتعرضوا لخطر فقدان السمع نتيجة التعرض لممارسات الاستماع غير الآمنة يصل لـ1.35 مليار.


تنتشر ممارسات الاستماع غير الآمنة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم وقد تتشبب فى تعرض أكثر من مليار شاب لخطر فقدان السمع. هناك حاجة ملحة لتحديد أولويات السياسة التي تركز على الاستماع الآمن.وتطالب لإنشاء تقدير عالمي لعدد المراهقين والشباب الذين يمكن أن يتعرضوا لخطر فقدان السمع من ممارسات الاستماع غير الآمنة.


نصائح
وعبر البريد الإلكتروني، أوضحت مؤلفة الدراسة الرئيسية، "لورين ديلارد"، مستشارة لمنظمة الصحة العالمية، وزميلة ما بعد الدكتوراه في الجامعة الطبية في ولاية كارولينا الجنوبية في أمريكا، أنه يجب أن نحدد حدود الاستماع الآمن من خلال الصوت المرتفع طوال الوقت الذي يتم الاستماع إليه، إذا كانت سماعات الرأس "بدون استخدام سماعات الاذن " عالية جدًا، فمن الممكن أن يكون استخدامها خارج حدود الاستماع الآمن، خاصة إذا كان الفرد يشارك بإنتظام في أنشطة صاخبة أخرى.

 

وبسؤالها عن النصيحة التي يمكن تقديمها للشباب الذين أصبحوا معتمدين بشكل كبير على سماعات الأذن؟

أجابت قائلة: "يجب أن  يحتفظ بمستوى الصوت منخفضًا (أقل من 60٪ من الحد الأقصى)، وإذا أمكن استخدم سماعات إلغاء الضوضاء، والتي يمكن أن تساعد في التخلص من ضوضاء الخلفية حتى لا ترفع مستوى الصوت للتغلب على ضوضاء الخلفية، أيضا قم بحماية أذنيك عن طريق ارتداء سدادات الأذن في الأماكن الصاخبة والإبتعاد عن مصادر الصوت العالي".

ومن النصائح أيضا، الحد من مقدار الوقت الذي تقضيه في القيام بالأنشطة الصاخبة، بأخذ فترات راحة قصيرة بعيدًا عن الأصوات الصاخبة وقلل من الاستخدام اليومي لأجهزة الاستماع الشخصية.


ومراقبة مستويات الاستماع عبر ميزات الاستماع الآمن المضمنة على هاتفك أو باستخدام التطبيقات لمراقبة التعرض للصوت.

وحذرت من العلامات التحذيرية لفقدان السمع وضرورة الاتصال بالطبيب إذا شعر الشخص أنه يعاني من شيء ما. 


وأوضحت أن العلامات المبكرة لفقدان السمع تتمثل فى طنين (رنين في الأذنين)، وجود صعوبات أو مشاكل بعد الأصوات عالية الحدة.

كما يجب أن  يتحقق الأفراد من حاسة السمع لديهم وهناك تطبيقات تم التحقق من صحتها، بما في ذلك اسم المنظمة التي يمكنها مساعدتك في القيام بذلك إذا لم يكن لديك إمكانية الوصول إلى اختصاصي السمع.


ومن جانبه، أوضح شريف إبراهيم ، استشارى جراحة الأنف والأذن بالقصر العينى، قائلاً: "نحن نعبر عنها باللغة العامية بأن العصب السمعى "شاط"، أى أنه حدث مجهود اضافى على الخلايا السمعية المبطنة للقوقعة، وتُعد القوقعة هى آخر عضو يمكنه سماع الصوت وترجمة الطاقة الصوتية لطاقة كهربائية حتى يتمكن المخ من ترجمة الطاقة الصوتية.


لذلك إذا تعرض شخص لصوت مرتفع او استمر تعرضه للأصوات المرتفعة، يتسبب ذلك فى زيادة العبء على الخلايا العصبية ويؤدى لوفاتها تدريجياً ويصبح عدد الخلايا الجاهز لإستقبال الصوت قليل للغاية، وبالتالى يحدث ضعف السمع.

 

منوهاً أن هناك عامل آخر أكثر تأثيراً يؤدى لضعف السمع، وهو أن يتعاطى الفرد عقار طبى بالخطأ أو دون استشارة الطبيب لحالته الصحية.


ناصحاً الأفراد، وخاصة من يضطرون لإستخدام سماعات الأذن بكثرة ألا يقوم برفع مستوى الصوت للدرجة القصوى، وكذلك ضباط الشرطة والجيش أن يرتدوا سماعات خاصة لحماية الأذن أثناء قيامهم بالتدريبات الخاصة بهم .

 

اقرأ أيضا: احذروا «ريفيوهات الفاست فوود» .. بها وجبات مسرطنة 

 

ترشيحاتنا