خبير آثار يدعو ضيوف cop27 لرحلة روحانية بمجمع الأديان بسيناء

موضوعية
موضوعية

دعا خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار رواد مؤتمر كوب 27 وضيوفه لرحلة روحانية لمجمع الأديان بسانت كاترين لزيارة جبل موسى ودير سانت كاترين والمواقع السياحية بمدينة سانت كاترين المسجلة تراث عالمى باليونسكو عام 2002.

وأشار إلى أن أول من جاءت إلى منطقة الجبل المقدسة هى الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين بعد زيارتها للقدس فى القرن الرابع الميلادى وقد دعّم قسطنطين زيارتها ببناء كنيسة القبر المقدس ثم زارت سيناء لتبنى أول كنيسة بها فى حضن شجرة العليقة المقدسة ومنذ ذلك الحين صارت الرحلة المقدسة إلى تلك البقاع تقليدًا قائمًا لدى المسيحيين والمسلمين وشتى شعوب العالم على اختلاف ثقافاتهم للحج والتبرك بهذه البقاع المباركة.

ويبدأ الدكتور ريحان الرحلة بالصعود إلى جبل موسى بطريق السلالم وهى طريق مختصرة مهدها الرهبان مكونة من 3000 درجة، وهناك قنطرتين من الحجر الجرانيتى على شكل عقد نصف دائرى قيل أنه كان يجلس عند كل قنطرة راهب أو أكثر يتقبل الاعتراف من الزوار ويكتب أسمائهم وبعد القنطرة الثانية نجد منخفض بين الجبال يسمى (فرش إيليا) وبه كنيسة موسى النبى وبجانبها كنيسة إيليا النبى وبهذه الكنيسة مغارة متسعة قيل أنها المغارة التى سكنها إيليا النبى عند مجيئه إلى الجبل، ومنها إلى قمة الجبل 750 درجة صخرية أخرى، أما قمة الجبل فتحوى أطلال كنيسة ترجع إلى فترة الامبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وكنيسة الثالوث الأقدس وترجع إلى سنة 1937م،ومسجد يرجع إلى الفترة الفاطمية فى القرن الثانى عشر الميلادى، ويشاهد الزوار أجمل منظر شروق فى العالم.

 

ويهبط بنا الدكتور ريحان للدخول إلى دير سانت كاترين من مدخل الحجاج القديم بالجدار الشمالى الشرقى لنجد مكتبة بيع تذكارات سانت كاترين من أيقونات وكتب وصور ورسومات ومنتجات سيناوية ثم الدخول لزيارة الوادى المقدس الذى يضم شجرة العليقة وبئر موسى ومتحف الدير، ويذكرالرحالة الألمانى ثيتمار الذى زار سيناء عام 1216م أن شجرة العليقة الملتهبة أخذت منها أوراق وتم تقسيمها بين المسيحيين ليحتفظوا بها كذخائر ثمينة وفشلت زراعتها فى أى مكان فى العالم وحتى داخل الدير نفسه ولم يوجد هذا النوع من نبات العليق فى أى مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار، وتظل معجزتها حتى الآن فهى الشجرة الذى رأى عندها نبى الله موسى نارًا وناجى ربه ولم تحرق النار الشجرة ولا أطفأت مائية الشجرة وخضرتها النار فظلت خضراء، ثم زيارة بئر موسى ومتحف الدير الذى أنشيء عام 2001 ويضم مقتنيات تحمل رموز السلام وتلاقى الأديان من احتوائه على رموز اليهودية والمسيحية والإسلام حيث يضم مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم "كودكس سيناتيكوس، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها "أسبيوس" أسقف قيصرية عام 331 تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها الإمبراطور "جستنيان" إلى "دير طور سيناء" عند بنائه للدير عام 560 م، الذى تحول اسمه إلى "دير سانت كاترين" بعد العثور على رفات "القديسة كاترين" على أحد جبال سيناء، والإنجيل السرياني وهو المعروف باسم (بالمبسست) يمثل نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال، قيل هي أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية يعود إلى الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين.

 

 ومصطلح بالمبسست يقصد به المخطوط الذى يتكون من طبقتين بالكتابة أو أكثر، وعهد الأمان لأهل الكتاب من رسول الله (ص) يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم ومقدساتهم وهي أول وثيقة تضع نظامًا لحرية الإدارة الكنسية بكل أنواعها سواءً فى الأسقفية أو الكاتدرائية أو المطرانية، ويضم المتحف عدة قاعات، منها قاعات للأيقونات وذخائر ومخطوطات الدير والملابس الكهنوتية وقاعات للمخطوطات.

 

 ويدخل بنا الدكتور ريحان حسب البرنامج القديم للحجاج إلى كنيسة العليقة المقدسة التى أنشاتها الإمبراطورة هيلانة فى القرن الرابع الميلادى وأعاد بنائها الإمبرطور جستنيان وجددت فى العصر الإسلامى، ويتم الدخول إليها عبر بابين بالحجرتين الشمالية والجنوبية على جانبى الشرقية، تنخفض أرضيتها 70سم عن أرضية كنيسة التجلى، مساحتها 5م طولًا، 3م عرضًا، و تحوى مذبح دائرى صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى للشجرة، ويقال أن جذورها لا تزال باقية فى هذا الموقع .

 

بعدها يتجه الموكب لاستكمال زيارة كنيسة التجلى ومشاهدة أهم ما يميزها وهى فسيفساء التجلى أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم تعود إلى القرن السادس الميلادى وتغطى الجزء العلوى من نصف قبة الشرقية مصنوعة من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان على خلفية من الذهب المعتم وهى من عمل فنان من مركز حضارى ربما يكون القسطنطينية، وتصور السيد المسيح واقفًا فى وسط هالة بيضاوية الشكل عن يمينه النبى إيليا وعن يساره النبى موسى وكلاهما يرفع يده اليمنى إيماءً لمخاطبة السيد المسيح، وصوّر الفنان تلاميذ المسيح يوحنا ويعقوب راكعان على الجانبين بينما بطرس مستلق عند قدمى المسيح، والزخارف التى تزين الإطار الخارجى للتصويرة عبارة عن إطار بداخله دوائر متماسة تتضمن بورتريهات (صور شخصية) لتلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر الحواريين وستة عشر شخصية من الأنبياء والكاهن (لونجينوس) التى تذكر الكتابة التذكارية أسفل باطن عقد الحنية أنه رئيس الدير الذى تم تنفيذ زخرفة الفسيفساء فى عصره

بعدها يصعد الزوار لالتقاط الصور التذكارية بين برج الكنيسة ومئذنة الجامع المنظر الأكثر شهرة على مستوى العالم، وبنى برج الكنيسة فى عهد راهب من سيناء يسمى غريغوريوس عام 1817م ويشمل تسعة أجراس معدنية مهداه من الكنيسة الروسية وجرس خشبى قديم يستخدم يوميًا، أمّا الأجراس المعدنية فتستخدم فى الأعياد، وبنى الجامع الأمير أبو المنصور أنوشتكين الآمرى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر باحكام الله 500هـ 1106م ليصلى فيه الجبالية وأهل المنطقة والحجاج فى طريقهم إلى مة المكرمة وكان منذ عام 1885 م يحضر الحجاج المسيحيون والمسلمون معًا إلى الدير من ميناء السويس إلى ميناء الطور القديم ومنه عبر وادى حبران مسار نبى الله موسى إلى الجبل المقدس ودير سانت كاترين ثم يعود المسلمون إلى ميناء الطور لاستكمال رحلتهم إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة ويظل الحجاج المسيحيون بالدير ومنهم من يستكمل رحلته إلى القدس.

 

ويشير الدكتور ريحان إلى أن حديقة الدير من المزارات الهامة وتضم أشجار فاكهة مثل التين، العنب، الخوخ  المشمش، الكمثرى والبرتقال، وأشجار الزيتون واللوز وأشجار السرو والصفصاف وبها ثلاثة آبار وثلاثة ينابيع ومعصرة زيتون ومنحل عسل، وكذلك معرض الجماجم يطلق على مقبرة الرهبان بالدير اسم الطافوس ويقع مدفن الرهبان ومعرض الجماجم فى وسط حديقة الدير ويدفن الرهبان موتاهم فى هذا المدفن ويتركون الجثث حتى تتحلل فينبشونها ويأخذون عظامها ويجعلونها فى معرض خاص قرب المدفن يطلق عليه كنيسة الموتى الذى يسمى الآن معرض الجماجم.

ترشيحاتنا