الوجه القبيح للتكنولوجيا.. تحدي «كتم الأنفاس» كارثة تهدد المراهقين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بات الأطفال والمراهقون يواجهون في الآونة الأخيرة صراعات التحديات على «السوشيال ميديا» التي تثير لديهم فضول التجربة وحماس المراهقة لإثبات قوة الشخصية والقدرة على تحمل الصعاب وتحقيق كلمة «أنا خلاص كبرت»، ولكن ليس أحد كبيرا على الموت، ومن أشهر هذه التحديات وآخرها حتى الآن هو «تحدي كتم الأنفاس» على السوشيال ميديا والذي يتسبب في الموت المحقق في غضون دقائق معدودة،. ليتكشف لنا الوجه القبيح للتكنولوجيا. 

 

البداية حينما انتشرت على منصة «تيك توك» فيديوهات لأطفال ومراهقين وهم يقومون بالتنفس بطريقة سريعة ويقوم شخص آخر بالضغط على صدره لكتم النفس، وفي لحظات يفقد الوعي ويغشى عليه لعدم وصول الأكسجين والدم إلى المخ بطريقة سليمة مما يؤدي إلى الدخول في غيبوبة تتسبب في تلف خلايا المخ، ومنهم من يتعرض للموت المفاجئ نتيجة هبوط في الدورة الدموية لعدم ضح الدم بشكل كامل. 

اقرأ أيضًا:كارثة «لعبة الموت» تعود من جديد.. تاريخ اللهو القاتل منذ سنوات


فيما قدم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية نصائح لأولياء الأمور بشأن الألعاب والتحديات الإلكترونية وخطورتها، والتي تلخصت في متابعة الأبناء بصفة مستمرة على مدار الساعة وتطبيقات هواتف الأبناء وعدم تركها معهم لفترات طويلة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من العلوم والأنشطة الرّياضية المُختلفة، بالإضافة إلى تأكيد أهمية استثمار وقت الشاب في بناء الذات وتحقيق الأهداف. كما أكد الأزهر على مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم ونصحهم وتقديم القدوة الصالحة لهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية حتى لو كانت بسيطة.

وأخيرا توضيح مخاطر استخدام الآلات الحادة التي يمكن أن تصيب الإنسان بأضرار جسدية في نفسه أو الآخرين، ووجهت وزارة التربية والتعليم كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالتنبيه على مديري المدارس مراقبة أي أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التي يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع.

وعلق د. عاصم عيسوي أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة الفيوم على التحدي المنتشر على منصات التواصل الاجتماعى «فيسبوك» والذي أطلق عليه تحدي الموت أو تحدي كتم الأنفاس أنه قد يسبب تلف خلايا في المخ وتؤدي إلى الوفاة، موضحا ذلك بأن التحدي قائم على التنفس بطريقة سريعة وكتم النفس فجأة وهذا يسبب تراكم ثاني أكسيد الكربون في الجسم، مما يؤدي إلى توقف ضخ الدم في الصدر وعدم وصول الدم بشكل كاف إلى المخ مما يتسبب في فقدان الوعي المصاحب للغيبوبة وهناك حالات تستجيب للإفاقة وحالات تفقد حياتها في لحظات. 

موضة خطيرة 

فيما أكدت دكتور رشا الجندي أستاذ الطب النفسى، أن تحدي كتم الأنفاس هو موضة تفعلها الشباب دون وعي، وأكدت على إلقاء المسئولية الأكبر على عاتق الأسرة قائلة:» في بداية الأمر أطالب أولياء الأمور بالتحدث مع أبنائهم بشكل واضح وصريح عن خطورة تقليد تحدي الموت أو تحدي كتم الانفاس، والتحدث عن تفاصيل التحدي وشرح خطورته على الصحة وأنه يمكن أن يؤدي إلى الوفاة».

وأشارت الجندي إلى عدم منع عرض الفيديوهات عليهم خوفا أن يشاهدوها على العكس لابد أن يشاهدوا ما يفعله تحدي الموت من خطورة والتنبيه عليهم بعدم الانجراف وراء أي دعوات من أصدقائهم لتمثيل تحدي الموت وإذا رأوا من يفعل هذا يقومون بإبلاغ إدارة المدرسة على الفور لإنقاذ الموقف.

مبادرة إيجابية 

وفي لقطة إيجابية قامت مجموعة من طالبات مدرسة عصمت عفيفي بنات بأسيوط بعمل مبادرة يحذرن من خلالها من لعبة كتم الأنفاس، أو كما يطلق عليها لعبة الموت، حيث قمن بشرح أضرارها وخطورتها لزميلاتهن الطالبات بتمثيل الفيديو دون تنفيذه وهذا تضامنا منهن مع وقف مثل هذه التحديات الخطرة على المجتمع والأطفال في المدارس. 

 

ترشيحاتنا