بعد انتشارها الواسع..«قنوات الطبخ» إعلانية أم تعليمية؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أصبحت برامج الطبخ والطهى موجودة على مدار اليوم سواء على التلفزيون أو من خلال السوشيال ميديا، ورغم وجود قنوات متخصصة فى فنون الطهى بمختلف جوانبها، إلا أنه لم تعد تخلو قناة من وجود برنامج متخصص في الطهي، وحتى داخل كل برنامج تقريبا أصبح هناك فقرة متخصصة فى الطهي، فهل نحن بحاجة لكل هذه البرامج لنتعلم ماذا يمكننا أن نطهو فى بيوتنا؟ وماذا تقدمه هذه البرامج للمشاهد؟ وهل ما يقدم هو محتوى بالفعل مناسب أم مجرد مواد إعلانية وملء أوقات على الهواء؟.

 

"الموضع لافت للانتباه من فترة طويلة وليس من اليوم"، هذا ما أكدته دكتورة هبة جمال الدين الأستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي، متابعة "أصبح الآن كل قناة تفتح لابد أن يكون لديها برنامج متخصص في الطهى ".


معلقة على الانتشار الأكبر لهذه البرامج فى الفترة الأخيرة على السوشيال ميديا، والتى أصبح الكثير يتخذها وسيلة لعرض ما يعده من أصناف ووجبات متنوعة حتى يتعرف عليها الجمهور، ومن ثم يمكنها الإلتحاق للعمل بإحدى القنوات، حتى أصبح الأمر منتشر بصورة كبيرة جدا، وأكثر من إحتياج المجتمع. 


وقالت جمال الدين "لم أعد دراسة لمعرفة إلى أى مدى تعتمد الناس على هذه البرامج فى أن تأخذ منها أفكار أو تنفذ وصفاتهم، ولكن ما أستطيع قوله أنها فى أغلب الأحيان مواد للتسلية والترفيه، ويمكن تصنيفها ضمن البرامج الترفيهية".


وأشارت إلى أن تلك البرامج تستخدم مواد غذائية وخامات وتوابل وبهارات كثيرا ما تكون غير متوفرة فى أغلب الأسواق العادية لدينا، بالإضافة إلى أن هناك ملحوظة فى هذه البرامج وهى أن كثير منها أصبح يستخدم بعض المصطلحات والمسميات الغريبة على اللغة الدارجة المصرية، مثل "الدقيق" أصبح كثير منهم يقولون عنه "طحين".


نوهت أستاذ معهد التخطيط إلى أن هذا بدأ يحدث نوع من أنواع التغيير الثقافي في المجتمع عامة والمطبخ المصري خاصة، وادخال نوعيات من الأكلات مختلفة لم تكن موجودة من قبل، وأصبح هناك تعديل لمكونات الأكلة المصرية بما يخل بها فى الغالب. 


متابعة أن هذا بالإضافة إلى أنه يقدم أفكار ووصفات لأكلات خارج مقدور وميزانية أغلب الأسر المصرية، وحتى من يقدم صنف شعبي يكون في المقابل عشرات الأصناف المكلفة.


قائلة "أنا أصنفها ضمن برامج الترفية أو الدعاية والإعلان، فنوعية الأكلات والخامات المستخدمة وتوقيت العرض، كل هذه الأمور لمن تقدم؟، وهل هذه البرامج ترسخ التقاليد للمطبخ المصري أم لا، وبالإضافة إلى الجانب الإعلاني للشركات الممولة، سواء شركات المعلنة عن أدوات الطهى  والأواني المستخدمة، والأجهزة ومكونات المطبخ، والخامات المستخدمة فى الأكلات، فهي تقدم محتوى تجاري ترفيهي، لا أعتبره تعليمي، ولكنه له أثار وتداعيات ثقافية كبيرة جدا على المجتمع، ويؤثر على فكرة الهوية المصرية".

 

اقرأ أيضا : «منتقبات» يوتيوب يحصدن الدولارات من بيع الخصوصية والطبخ

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا