خوارزميات فيس بوك «حارس غير أمين» .. تتبع المحتوى وتتخذ إجراءات فورية بالحذف أو حظر المستخدم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

استشارى نظم معلومات: تنمية الثقافة التكنولوجية أهم الطرق لهزيمتها

 

شهدت الفترة الأخيرة عدداً من الأحداث التى لعبت بها مواقع التواصل الاجتماعى دوراً مهماً فى توجيه الجمهور نحو عدد من القضايا العالمية والتى يلعب فيها التوجيه دوراً مهماً فى نصرة قضية على أخرى، حيث اعتمدت المواقع ومنها فيس بوك وتويتر على خوارزميات لتتبع المحتوى الخاص بتلك القضايا واتخاذ إجراءات فورية بالحذف أو حظر المستخدم..

 

ولاقى العرب خلال الفترة الماضية ملاحقة من موقع فيس بوك بعد نشر منشورات للتضامن مع الشعب الفلسطينى ضد العدوان الإسرائيلى المستمر، حيث اشتكى العديد من المواطنين من حذف منشوراتهم التى تحتوى محتوى عن فلسطين ونشر الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطينى وآخرها القتل العمد للصحفية شيرين أبو عاقلة فى استهداف مباشر من قبل الجنود الإسرائيليين.

 

ولعب الفيس بوك دوراً مهماً فى القضايا التى تخص الشأن الفلسطينى بالمنع والحجب، وذلك من خلال تكنولوجيا «الخوارزميات» والتى تعمل على قراءة المحتوى المنشور على الفيس بوك وتحذف أو تعدل أو حجب المنشورات التى تحتوى على كلمات سبق وتم تصنيفها بأنها عنصرية أو تعادى الكيان الصهيونى أو ما ترغب شركة «ميتا» فى منعه عن متابعى الفيس بوك.

 

وظهر الأمر جلياً فى الحرب الروسية الأوكرانية، حيث اعتمد  فيس بوك على غلق العديد من الصفحات الخاصة بروسيا، كما عمل على منع بعض الكلمات من خلال الخوارزميات التى تدعم روسيا ضد أوكرانيا، والخوارزميات لا تعنى بالضرورة منع وحجب الكلمات السياسية، ولكن أيضا تعمل على جمع البيانات بهدف استخدامها لاحقا فى توجيه الإعلانات التجارية لصالح المعلنين أو بيعها لأغراض أخرى.

 

وإن كان الهدف من هذه الخوارزميات جيداً من خلال منع التحريض على العنف والشتائم وغيرها من التجاوزات، إلا أنها أيضا تستخدم لقضايا سياسية أو أخرى إعلانية.

 

فتستطيع الخوارزميات تحديد توجهات الحسابات من خلال منشوراتهم من خلال تحديد ما يفضلون أو يكرهون وتوجهاتهم السياسية أو العقائدية وكذلك الميول الأخرى، وهى معلومات يستخدمها فيسبوك للاستفادة المادية من خلال الإعلانات الموجهة التى تستهدف المهتمين بمنتجات بعينها، على سبيل المثال، كتب أحد الحسابات منشوراً يسأل فيه عن سعر «تليفزيون» تعمل الخوارزميات على توجيه الإعلانات التجارية الخاصة بالتليفزيونات لتظهر له أثناء تصفح الموقع مما يسهم فى زيادة مبيعات ذلك المنتج للمعلنين وبالتالى جذب مزيد من المعلنين.

 

وكان المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة، قد وجه فى وقت سابق انتقادات لاذعة لمواقع التواصل، واتهمها بملاحقة المحتوى الفلسطينى.
فيما نشطت دعوات عبر وسائل التواصل، شارك فيها صحفيون وإعلاميون ونشطاء، تدعو المستخدمين لوضع علامة التقييم السلبى بـ «نجمة واحدة» على تلك التطبيقات مع كتابة تعليقات معترضة على سياستها والقيود المفروضة على بعض المصطلحات والموضوعات، مع اتهامها بالعنصرية.

 

إسلام غانم، استشارى نظم المعلومات، قال إن الفيس بوك يعمل على قدم وساق على تطوير تكنولوجيا الخوارزميات والتى تعمل على خلق جيل جديد ذكى لا يمكن التعامل معه بتلك السهولة، مؤكدا أهمية العمل على تفادى تلك الخوارزميات من خلال تغيير حرف أو أكثر أو وضع فاصلة، وهو ما يسهم فى عدم حذف والتبليغ عن تلك المنشورات.

 

وعن الدعوات المطالبة بالتقليل من تقييم فيس بوك على منصات تحميل البرامج.

 

وقال غانم إن ذلك لن يؤثر بشكل كبير على الموقع، فهذا التقييم لن يعتد به من الأساس لأنه يعتبر تقييماً موجهاً.

 

اقرأ أيضا: احذروا مجموعات على «الفيس بوك» تستقطب الأطفال لـ «الرذيلة الإلكترونية» 


 

ترشيحاتنا