بعد قتل أم لثلاثة من أبنائها .. الطب النفسى يفسر الدوافع التى أدت لذلك!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت: هاجر زين العابدين


أثارت قضية سيدة الدقهلية غضب الكثير ممن تلقوا خبر ذبح أبنائها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم من تسع سنوات حتى أربعة أشهر يتوسطهم طفل لم يتجاوز عامه الرابع ، بآلة حادة ، تاركة رسالة لزوجها المقيم فى إحدى دول الخليج لتبرير فعلتها الوحشية ، أنها تشعر بالذنب لأنها لم تؤدى واجبها كأم تجاه أبناءها، وأشارت تقارير طبية أنها كانت تعانى من اكتئاب ما بعد الولادة، ويبدو أن ظاهرة قتل الآباء لأبنائهم لم تقتصر على ظهورها فى مصر فقط، بل هناك العديد من الدراسات البحثية التى تشير أنها أزمة نفسية يعانى منها الآباء على مستوى العالم..

 

نرصد التحليل النفسى لتلك الظاهرة وفقاً للأبحاث والإحصائيات العالمية ومعرفة رأي الخبراء المختصين كيف يمكن للمرض النفسى ان يصل الأباء لقتل أطفالهم..


 
الإحصائيات
نشرت دراسة بحثية لميرنا داوسون "أستاذة علم الاجتماع بجامعة جيلف الكندية" خبير  معترف به في جرائم القتل وعضو منذ فترة طويلة في اللجنة الكندية الأولى لمراجعة العنف المنزلي ، توصى فى نهايتها  إننا بحاجة إلى تدخل أفضل ودعم اجتماعي وفهم أفضل للعوامل النفسية والاجتماعية التي غالبًا ما تلعب دورًا في حياة الوالدين.


 
درست الحالات بين عام 1961  حتى عام 2011- الذي بدأت فيه هيئة الإحصاء الكندية إجراء مسح جرائم القتل السنوي  ، وهو آخر عام توفرت فيه البيانات. خلال تلك الفترة ، حيث أسفرت الإحصائيات عن  قُتل ما لا يقل عن 1612 طفلاً في كندا على أيدي آبائهم ؛ ومنذ ذلك الحين تم الإبلاغ عن العديد من الحوادث.


تم اتهام الذكور أكثر من الإناث على الصعيد الوطني، وهو فرق يبدو أنه أخذ في الإزدياد، وأرجع سبب أن  الرجال أكثر من النساء عندما كان الدافع هو الإنتقام أو الغيرة.


توصلت الدراسة أن الآباء أكثر عُرضة من الأمهات للإنتحار بعد قتل طفل، على الرغم من أن احتمالية قيام أي من الوالدين بالإنتحار قد انخفضت في السنوات الأخيرة.


أشارت الدراسة أنه من المهم أن تأخذ مناهج التدخل والوقاية بعين الاعتبار هذه الاختلافات المحتملة وغيرها في تحديد أفضل الممارسات عند الاستجابة للأسر التي قد تكون في خطر.


 
وأن الغيرة الجنسية أو الخيانة الزوجية المشتبه بها والنزاعات المستمرة بشأن حق الأطفال وحضانة الأطفال يمكن أن تزيد من خطر إلحاق الأذى بأحد الوالدين، عادة من الإناث والأطفال، ودعت إلى زيادة الوعي العام والمهني بالمخاطر التي يتعرض لها الأطفال، ولا سيما الآباء المنفصلين أو المنفصلون، وتقول إن أنظمة المحاكم العائلية والجنائية بحاجة إلى تنسيق أفضل للاستجابات للأسر المعرضة للخطر.



أزمة المرض النفسى 
ومن جانبه يشير جمال فرويز استشارى الطب النفسى أن تلك الظاهرة بسبب الانهيار الثقافى منذ السبعينات ومازال مستمراً بالقصور الذاتى ليصحبه الانهيار الدينى  والاجتماعى والذى يرتبط بمدى تماسك الأسرة المصرية، فأصبح كل شئ حولنا مستمر فى الانهيار، معبراً كنا نسمع قديماً أن الطفل فلذة كبد أمه، ولكن أصبح هناك نماذج لأمهات تقوم بالتخلي عن أطفالها وإلقائهم فى الشارع، وشهد المجتمع فى الآونة الأخيرة انهيار العديد من القيم وأصبح لدي العديد من أفراد المجتمع لديهم ازدواج دينى بين أشخاص تدعى التدين ولا تفعل شئ، مما تتفوه به لذا يجب تدخل الدولة بكل حزم للتصدى لتلك الوقائع والتوعية من خلال الإعلام والمسجد والكنيسة كمحاولة من تصحيح تلك التخبطات.
 
مشيراً أنه قد يدفع المرض النفسى صاحبة للقتل في حالات معينه كالاكتئاب الوجداني فهو يعد من أنواع الاكتئاب الشديدة والمسيطرة مع أفكار تشكيكه وقد يدفع حالة الأم  بقتل أولادها ثم الانتحار مباشرة.


وهناك مرض الانفصام مع شعور الاكتئاب  مع وجود هلاوس سمعيه تعطي أوامر له بالقتل، أو من يصاب بنوبة صرع غير مسيطر عليها في فترة مابعد النوبة  تدفع صاحبها  بقتل من يتواجد أمامه دون متعمد، كذلك نوبة الهوس "يمكن المريض ضرب أي شخص ويلحق الأذى به، ولكنه لا يتعمد أحد بعينه"  وهناك مريض الفصام التشككي مع وجود هلاوس سمعيه تعطيه أوامر بقتل أولاده علي أساس أنهم ليسوا أولاده وأن هؤلاء شياطين.


منوهاً بضرورة الانتباه جيداً لأى أعراض طارئة غير معتادة تظهر على الأم مثل أي تغير في السلوك أو تغير في النوم أو  في التعامل.
 
 
وأشارت هند البنا أستاذ الصحة النفسية عبر صفحتها الشخصية حول واقعة سيدة الدقهلية أن السيدات تعانى من اضطرابات وخوف وأزمات وصراعات نفسية بين الألم والمسؤولية، بين التضحية والتعب، وأمور كثيرة حبيسة فى كل سيدة، كل سيدة لها سجنها.

قائلا:"وعندما تؤكد أنها تعبت وليست قادرة ما بتبقاش بتتدلع لما تقولكم محتاجة طبطبة وكلمة حلوة، ما تبقاش عيلة صغيرة وأصلها عايزة رومانسية وورد يا إبراهيم، لما تقولكم محتاجة مساعدة وحد يشيل معايا، محدش يقولها انتي مش أد المسئولية ولو مش عاجبك امشي واجيب غيرك، لما تقولكم انا عايزة اعمل حاجة لنفسي.. واحقق حاجة.. محدش يقولها.. انتي في بيت جوزك خدامة له بس هو وعياله ، لما تكتشف خيانة زوجها ليها.. ما تقولوش اصبري وعيشي واصبغي شعرك، لما تقولكم طيب انا تعبت.. ومش قادرة ومش عايزة منكم حاجة.. انا عايزة اتعالج.... ما تقولوش انتي بتدلعي و هتفضحينا وبلاش دلع.. ووفري المصاريف دى لولادك ".


 
منوهة أن هذه الأفعال تضر بالحالة النفسية للمرأة، وأن سيدة الدقهلية ستتكرر، لأنها تعبر عن حال سيدات كثيرة داخل المجتمع  ينهش الخوف والقلق والإكتئاب بها، ويفتقد القدرة على التعبير، لديهم إحساس الشعور بالذنب بشكل مستمر تسبب لهم الموت فى كل لحظة  بسبب لومهم لأنفسهم، ويصل بهم الأمر لإنهاء حياتهم والمسئولين منهم.

 

اقرأ أيضا: بعد زيادة حوادث القتل الجماعى .."التقمصية العكسية" مفتاح مذبحة"تكساس"


 

ترشيحاتنا