بوتين يواجه حلف وارسو بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي

.
.

 

مع قرب إتمام العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا شهرها الثالث، وتصاعد المواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، والذي تعتزم دول جديدة مثل السويد وفنلندا الانضمام له، عقدت أمس الاثنين، في العاصمة الروسية موسكو، قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم مجموعة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة.

ويرى المراقبون أن هذه القمة تندرج في سياق محاولات موسكو إحداث توازن مع حلف الناتو وايجاد ند له، عبر العمل على تفعيل وتطوير هذه المنظمة، والسعي حتى مستقبلا لتحويلها لحلف أكبر وأشمل على غرار حلف وارسو ، الذي كان يضم دول المنظومة الشيوعية إبان الحرب الباردة وقبل تفكك الكتلة السوفييتية، منوهين في هذا الإطار إلى إشارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، خلال القمة إلى أن الدول الأعضاء ستقوم بتدريبات عسكرية مشتركة قريبا.

وقالوا إن الروس يسعون عبر إبداء اهتمام أكبر بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، إلى إظهار امتلاكهم أوراقا قوة ومناطق نفوذ وفضاءات حيوية عديدة، في مواجهة المحاولات الأطلسية وقفهم للتمدد نحو تخومهم ومحاصرتهم.

ووفقا لخبراء ، أن الهدف الرئيسي من اجتماع المنظمة ، رسم ووضع سياسات أمنية جديدة مشتركة بين الدول الأعضاء، وهي التي كانت قد وقعت على هذه المعاهدة في العام 1992 في طشقند بأوزبكستان، وبالتالي فهي تهدف لتطوير تعاونها عسكريا وسياسيا سيما في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وتوسع حلف الناتو على وقع تقديم كل من السويد وفنلندا طلب الانضمام له، وبما يدفع باتجاه إعادة هيكلة وتفعيل تكتل معاهدة الأمن الجماعي، ورغم أنه أضعف بكثير من حلف وارسو الذي كان يقوده السوفييت، لكنه في نهاية المطاف يشكل مظلة عسكرية وأمنية لا يستهان بها ويمكن تقويتها".

كما يري البعض ، أن الأهم من الآن  فصاعدا ما سيتمخض عنه من نتائج  لتلك القمة، خاصة في ظل أجواء الاستقطاب الدولية الحادة  على تعزيز منطلقات الأمن المشترك بين دول هذا التكتل، في مواجهة المحور الغربي الأطلسي، سيما وأن أمن دول هذه المجموعة بات مهددا، في ظل تعثر العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا ،وتوسع الناتو وتمدده، ولهذا فتفعيل معاهدة الأمن الجماعي يندرج ضمن صلب الرؤية الروسية الجديدة التي تسعى لإعادة الاعتبار لتوازن الأقطاب والقوى عالميا.