للماء في رمضان فوائد عظيمة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"وجعلنا من الماء كل شيء حي"، هذا ما أخبرنا به الله عز وجل، وجاءت بعد ذلك العديد من الدراسات لتؤكد أهمية شرب الماء بانتظام على مدار اليوم، خاصة قبل الوجبات لترطيب الجسم وتخفيف الوزن والوقاية من الأمراض، وتزداد  فوائد الماء الكبيرة في شهر رمضان، حيث يزيد الماء من رفع مناعة الجسم وتنقية الجسم من السموم  وزيادة حرق الدهون وخفض الكوليسترول..
                                                                         
 أشار الدكتور شريف صلاح أستاذ التغذية العلاجية التطبيقية بالمركز القومي للبحوث إلي أن الماء هو السائل الذي تقوم عليه عماد الحياة في الأرض، وهو في نقائه شفاف لا لون له ولا طعم ولا رائحة، يعد الماء مكوناً مهماً من المكونات الهيكلية للجلد، والغضاريف، والأنسجة، والأعضاء، ويعتمد كل عضو من أعضاء جسم الإنسان على الماء، بالإضافة لكون الماء المكون الأساسي للجسم، فهو يشكل ما نسبته: ٨٥٪ من الدماغ، و٩٠٪ من الدم، و٧٥٪ من العضلات،و٨٢٪ من الكلى، و٢٢٪ من العظام.  

 

محتوى الماء في الجسم لدى الرضع في أعلى مستوياته، حيث يشكل الماء 78% من أجسامهم، وتقل هذه النسبة بعد عام من الولادة لتصل إلى 65%، وتحتوي أجسام الذكور كذلك على كمية أكبر من المياه مقارنة بأجسام الإناث.

 

وأكدت العديد من الدراسات أهمية شرب الماء بانتظام على مدار اليوم خاصة قبل الوجبات لترطيب الجسم وتخفيف الوزن والوقاية من الأمراض، وعموما يحدد المختصون مقدار ما يحتاجه الإنسان من الماء يوميًا بلترين كحد أدنى، إلا أن كثيرين يساورهم القلق على صحتهم بسبب الإمتناع عن تناول الماء خلال ساعات الصوم التي تمتد من الفجر إلى المغرب، وما ينبغي أن يتناولوه خلال ساعات الإفطار لتعويض أي نقص.


ماء بالنعناع
هناك تساؤلات ما مقدار الكمية التي يحتاجها الجسم من الماء بعد الإفطار؟ وما التوزيع المثالي لتلك الكمية بين الإفطار وحتى السحور وما أفضل العصائر الطبيعية التي يُنصح بالاعتماد عليها في ساعات الإفطار لمد الجسم بالعناصر الغذائية المطلوبة.

 

وقال صلاح إنه يمكن تعويض ما يحتاجه الجسم من الماء خلال ساعات الإفطار بمعدل من 10 إلى 12 كوباً يوميًا لتعزيز المناعة ومنع جفاف الجسم.

 

حرق الدهون
عند الإفطار بتناول كوب من الماء مضافًا إليه نعناع مع قطرتين من الليمون، هذا المشروب قلوي يعمل على معادلة حموضة المعدة بعد الصيام والتي تعمل على قلة حرق الدهون وتضعف المناعة، مع ضرورة أن لا تقل كمية السوائل التي يتناولها الإنسان البالغ عن لترين يوميًا، حيث أن هذه الكمية تعمل على إزالة الدهون والسموم الموجودة في أجسامنا، كما تسهل عملية الهضم، وتمنع الإمساك وتحافظ على نضارة البشرة وإشراقة الوجه وتعزز الصحة بصفة عامة، كما تسهل انتقال الفيتامينات إلى جميع أطراف الجسم ومن ثم تنشيط الدورة الدموية.

 

وأكد صلاح على أن أسوأ ما يتعرض له الجسم هو فقدان الشعور بالعطش، ومن ثم الحصول على قدر أقل مما يحتاجه الجسم، الأمر الذي يفتح الباب أمام زيادة الوزن، فضلا عن مشكلات صحية عديدة، لكن احتياجاتك الفردية من المياه تعتمد على العديد من العوامل، منها صحتك ومدى نشاطك والمكان الذي تعيش فيه، فليست هناك تركيبة واحدة تناسب الجميع، رغم ذلك فإن معرفة المزيد عن احتياجات جسمك من السوائل من شأنه أن يساعدك في تقييم كمية الماء التي يتعين عليك شربها كل يوم.

 

وأشار إلى أن الإنسان يفقد الماء كل يوم عبر التنفس والتعرق والتبول والتبرز، ولكي يتمكن الجسم من أداء وظائفه على النحو السليم، مضيفا أنه لابد من إعادة محتواه من الماء عن طريق تناول مشروبات وأطعمة تحتوي على الماء.

 

  لترين أو ثلاث
وأضاف الدكتور شريف صلاح قائلا: حددت الكثير من التوصيات الدولية أن كمية السوائل الكافية التي ينبغي تناولها يوميًا: 15.5 كوبًا تقريبًا (3.7 لترًا) من السوائل يوميًا للرجال، 11.5 كوبًا تقريبًا (2.7 لترًا) من السوائل يوميًا للنساء، وتشمل هذه التوصيات جميع السوائل كالماء وغيره من المشروبات والأطعمة، تأتي نسبة 20% تقريبًا من كمية السوائل اليومية عادةً من الطعام وتأتي النسبة الباقية من المشروبات، أما عن النصيحة بشرب 8 أكواب من الماء في اليوم هو هدف معقول ويسهل تذكره.

 

وأكد يستطيع أغلب الأصحاء الحفاظ على رطوبة أجسامهم بشربهم الماء وغيره من السوائل كلما شعروا بالعطش، وقد يكون أقل من ثمانية أكواب في اليوم أيضًا مناسبًا لصحة البعض، لكن غيرهم قد يحتاجون إلى شرب المزيد، ربما تحتاج إلى تعديل كمية السوائل الإجمالية التي تتناولها بناءً على عدة عوامل منها ممارسة الرياضة، فإذا مارست أي نشاط يسبب العرق، فإنك تحتاج إلى شرب المزيد من الماء لتعويض كمية السوائل المفقودة، من المهم شرب الماء قبل ممارسة التمارين الرياضية وفي أثنائها وبعدها.

 

البيئة. قد تسبب حرارة الجو أو رطوبته العرق، وهو ما يستلزم شرب كمية إضافية من السوائل. وقد يصيب الجفاف الجسم أيضًا في الأماكن المرتفعة عن سطح الأرض.

 

أما عن الحالة الصحية العامة، قال: "يفقد جسدك السوائل عندما تصاب بالحمى أو القيء أو الإسهال، ولذلك لابد من شرب المزيد من الماء أو اتباع نصيحة الطبيب بشرب محاليل تعويض السوائل، من الحالات الأخرى.

 

أما عن الحمل والرضاعة الطبيعية، فتحتاج النساء الحوامل أو المرضعات إلى تناول المزيد من السوائل للحفاظ على مستوى الترطيب في أجسامهن.

 

فوائد الماء للصحة
يلعب الماءدوراً مهماً في مختلف العمليات الحيوية، كما يعد ضرورياً لتنظيم توازن الأملاح داخل الخلية وخارجها، تتلخص أهمية الماء لجسم الإنسان في بعض الوظائف، وهى تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق عملية التعرق، والتي تبرد الجسم في درجات الحرارة المرتفعة، أو عند بذل مجهود بدني كبير.

 

تنقية الجسم من السموم
قال صلاح إن شرب الماء يساعد على تعويض الماءوالأملاح التي يتم طرحها مع العرق، والمساهمة في التخلص من السموم والمواد الضارة في الجسم بوساطة الكلى وعمليتي الإخراج والتعرق، بالإضافة أنه يساعد شرب المياه بكميات مناسبة على تحسين كفاءة الكلى ووقايتها من الأمراض، وتكوين اللعاب، والذي يحتوي على الإنزيمات والمواد الضرورية لهضم الطعام وحماية الفم، وحماية المفاصل والحبل الشوكي، وذلك عن طريق إحاطتهما بسائل زلق يعمل كوسادة لتسهيل الحركة والوقاية من التهاب المفاصل، ويساعد الماء كذلك على حماية الدماغ عن طريق السائل الشوكي، فضلا عن المساهمة في تحسين عملية هضم الطعام، وذلك عند شرب الماء قبل، وأثناء، وبعد تناول وجبات الطعام، والمساعدة على امتصاص المعادن، والفيتامينات، والمواد الغذائية من الطعام، ونقلها إلى كافة أجهزة الجسم. يسهل الماء بهذه الطريقة الحصول على الفائدة القصوى من الأطعمة المختلفة، وتحفيز عمليات الأيض في الجسم، حيث يساعد شرب 500 مليلتر مكعب من الماء على رفع معدل الأيض في الجسم بنسبة 30%، وتُمد عمليات الأيض الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية، وتساعد على حرق الدهون، وتحسين الأداء الذهني ووظائف الدماغ، بما يشمل تحسين المزاج، والتركيز، والذاكرة، ونقل الأكسجين إلى كافة أرجاء الجسم عن طريق الدورة الدموية، حيث يعد الماء المكون الرئيسي للدم، والمحافظة على ضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية، وترطيب الأنف والعينين.

 

وأكد صلاح أنه ليس من الضرورى الاعتماد على الماء فقط لتلبية احتياجات الجسم من السوائل، فما تأكله أيضًا يوفر لك جزءًا مهمًا، فعلى سبيل المثال، تبلغ نسبة الماء في الكثير من الفواكه والخضراوات مثل البطيخ والسبانخ 100% تقريبًا.

 

وكذلك تتكون مشروبات مثل الحليب والعصير وأنواع شاي الأعشاب بصفة أساسية من الماء، بل حتى المشروبات المحتوية على الكافيين، كالقهوة والصودا يمكنها أن تسهم في محتوى الماء الذي يدخل إلى جسمك يوميًا، لكن حاول أن تكون معتدلاً في تناول المشروبات المحلاة بالسكر، فالمشروبات الغازية العادية، ومشروبات الطاقة أو المشروبات الرياضية، وغيرها من المشروبات المحلاة تحتوي عادة على كمية كبيرة من السكر المضاف الذي قد يُمد جسمك بكمية من السعرات الحرارية أكبر مما تحتاج.


وأوضح أن كمية السوائل التي يتناولها الإنسان كافية إذا كان من النادر الشعور بالعطش، وإذا كان البول عديم اللون أو بلون أصفر فاتح، ويستطيع الطبيب أو أخصائى التغذية المساعدة في تحديد كمية المياه المناسبة يوميًا، لمنع الجفاف والتأكد من احتواء الجسم على السوائل التي يحتاجها، فضلا عن أن الماء المشروب المفضل، من المستحسن شرب كوبًا من الماء فى تلك الأوقات، مع كل وجبة وبين الوجبات، وقبل ممارسة التمارين الرياضية وبعدها.

 

العطش

فى حالة الشعور بالعطش، أكد أنه نادرًا ما يسبب شرب الكثير من الماء مشكلة بالنسبة إلى البالغين الأصحاء الذين يحصلون على تغذية جيدة، وفي بعض الأوقات يشرب الرياضيون كميات كبيرة من الماء في محاولة للوقاية من الجفاف بعد ممارسات التمارين العنيفة، لكن عندما تشرب كميات من الماء أكبر من اللازم، لا تتمكن الكلية من التخلص من المياه الزائدة، ومن ثم يصبح محتوى الصوديوم الموجود في الدم مخففًا، ويطلق على هذه الحالة نقص الصوديوم، وهي من الحالات التي قد تهدد سلامة الحياة.

 

اقرأ أيضا : صيام شهر رمضان .. له فوائد كثيرة 

ترشيحاتنا