شخصيات «أفاتار» تقتحم عالم الدعاية على السوشيال ميديا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


استيقظ العالم العام الماضى، على تصريح لمارك زوكربرج المؤسس والرئيس التنفيذى لموقع «فيس بوك»، ليعلن فيه أنه سيتم تفعيل خاصية «الميتافيرس» فى الفيس بوك وهى الخاصية التى يستطيع من خلالها الأفراد إنشاء حياة افتراضية، تسمح لهم بالتلاقى والعمل والتعليم والترفيه بداخله، من خلال استخدام نظارات الواقع الافتراضى وارتداء السترات والقفزات المُزودة بأجهزة استشعار، ليعيش من خلالها المستخدم تجربة شبه حقيقية وليس المشاهدة عن بعد عبر الأجهزة الذكية فقط كما يحدث حالياً.


حينها لم يستوعب مستخدمو «الفيس بوك» الفكرة وبدأوا فى تداول «كوميكس» عبر صفحاتهم يمزحون من فكرة التنقل بين الأماكن والاختلاط بأصدقاء غرباء وشراء أشياء بدون أموال من خلال شخصيات «أفاتار» خاص بهم دون الخروج من باب المنزل، لكن فى حقيقة الأمر أن المتخصصين فى مجال الإنترنت والتكنولوجيا هم أول من استغلوا تلك الخاصية بشكل استثمارى ذى عائد مادى كبير، حيث انتشرت الفترة الماضية عدة حسابات على موقع الانستجرام لأشخاص من جنسيات مختلفة ملامحهم تبدو واقعية، وصل متابعوهم أكثر من 50 مليونا، على الرغم من أنهم شخصيات اتضح فيما بعد أنهم غير حقيقيين بل هم مؤثرون افتراضيون أو «أفاتار» صممتهم شركات متخصصة فى التكنولوجيا للدعاية والتسويق لهم.


أشهر هذه الشخصيات التى ظهرت مؤخرا، «كيرا» وهى فتاة هندية فى مقتبل العشرينيات تعيش فى مومباى، تأسس حسابها على الإنستجرام قبل شهرين ونصف لتنشر عليه أحدث صيحات الموضة ومغامرتها حول العالم، ولديها أكثر من 39 ألف متابع، وعندما تتابع حسابها وتدقق فى ملامحها لا يتصور لك أنها مجرد «أفاتار» أو مؤثر افتراضى صممته إحدى الشركات.. و«كيرا» ليست الوحيدة على الساحة بل توجد أيضا شخصية تدعى «Lil Miquela» لديها ثلاثة ملايين متابع، وأى إعلان تروج عنه تلك الشخصية الافتراضية على حساباتها تتقاضى ثمنه أكثر من ٨٥٠٠ دولار للمنشور الواحد، وهناك شخصية افتراضية أخرى اسمها «Shudu» لديها أكثر من ٢٠٠ ألف متابع، وفق تقدير شركة «Gartner»، ومع حلول عام ٢٠٢٥ سيخصص مديرو التسويق 30% من ميزانية تسويق منتجاتهم للدعاية باستخدام المؤثرين الافتراضيين.. فمنذ أيام استضاف عالم ميتافيرس، أول أسبوع موضة بمشاركة أشهر المصممين العالميين، فى محاكاة افتراضية تضم أسابيع الموضة التى تُقام مرتين سنوياً فى نيويورك، ولندن، وميلانو، وباريس، لتشكل نقلة محورية فى عالم الأزياء والموضة، ومن خلالها قدم المصممون عروضًا افتراضية؛ سعياً لبيع التصاميم الرقمية من خلال الرموز غير القابلة للاستبدال.

 

التقنية الأخيرة والتى انتشرت بشكل كبير حاليا، تفتح الباب أمام توجه جديد لعالم التكنولوجيا والذى أصبح متداخلا مع الكثير من المجالات والتى بات أحدثها مجال الدعاية والإعلان والتسويق، وهو ما دعانا للتواصل مع المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات للحديث عن هذه التقنية الجديدة والظواهر المصاحبة لها.

 

يقول حجاج إنه فى القريب العاجل ستكون شخصيات «الأفاتار» هى السائدة على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال عدة أشكال، الأولى يسمى توأم افتراضى لمؤثر حقيقى والذى يعنى أن شخصا حقيقيا أنشأ شخصية افتراضية، والنوع الثانى هو مؤثر افتراضى «أفاتار» مصنوع من خلال جهة تسويقية لعمل دعاية لمنتجات الشركات المختلفة وتتقاضى أجرا ماديا مقابل ذلك، أو أن كل علامة تجارية سوف تصنع أفاتارها الخاص بها ليعلن عن منتجاتها ويتم توفير المبالغ الضخمة لشركات التسويق، وأضاف خبير أمن المعلومات أن النوع الأخير سوف يهدد سوق الإعلانات ويؤثر عليه بشكل سلبى قد يؤدى إلى إغلاق شركات تسويقية أبوابها وتشريد موظفيها، أو ستكون مهمة التسويق والدعاية أكثر تعقيدا والمنافسة ستكون شرسة للتمكن من مواكبة التقدم التكنولوجى والبقاء على الساحة.

 

اقرأ أيضا: اسرار حظر رمز الدعاية الروسية "Z" في المانيا 


 

ترشيحاتنا