غلاء بسبب النزاع السلافي.. ونواب: القيادة السياسية تحركت مبكرًا 

صورة توضيحية للحرب
صورة توضيحية للحرب

 احتياطي كافٍ من القمح لمدة تزيد على 4 أشهر، وننتظر بدء الموسم الجديد لتوريد القمح المحلى في  أبريل المقبل، ولدينا حلول لتوفير القمح في حالة تأزم الموقف عبر تنويع مصادر توريده من عدد من الدول، ومناقشة موقف جميع السلع التي يتم استيرادها من الدول السلافية "روسيا وأوكرانيا"، وبحث التداعيات المحتملة للأزمة على أسعار البترول، خاصة في ظل صعود أسعاره نتيجة للظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم في مرحلة التعافي من تداعيات فيروس "كورونا" والسبب في ذلك كله مايحدث من نزاع في شرق العالم بالغزو الروسي على أوكرانيا، التي وصلت أصداؤها الي مصر وجميع دول العالم.. كل بحسب حجم التعامل والتعاون التجاري مع الدولتين طرفي النزاع. 

في البداية يقول أحمد حبيب، الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري بالجيزة، أن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا سيظهر أثرها السلبي على الاقتصاد العالمي، وستساهم في زيادة الموجة التضخمية العالمية بزيادة أسعار السلع خاصة الغذائية، موضحا أن أوكرانيا وروسيا من أكبر الدول المصدرة للقمح والشعير والذرة وبالتالي فإن نقص هذه السلع الاستراتيجية سيقلل منها عالميا وبالتالي سيزيد أسعارها في الدول الأخرى مضيفا أن هناك أثار سلبية اقتصادية أخرى ستظهر خلال هذه الأيام إذا استمرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا أهمها زيادة سعر النفط الذي ارتفع سعره في أول يومين في هذه الحرب إلى 105 دولار للبرميل، هذا بالاضافة إلى زيادة سعر الغاز الطبيعي أيضا، إضافة إلى ارتفاع أسعار الذهب وتأثر حركة الطريان خاصة في أوروبا، هذا بالإضافة إلى تأثر صادرات دول الشرق الأوسط إلى روسيا وأوكرانيا وأوروبا، إضافة إلى تأثر أسعار أسهم الشركات في جميع البورصات العالمية .

ويشير الي  أن الاقتصاد العالمي لم يتعافى بعد جراء جائحة كورونا ولا يتحمل صدمات أخرى، وأن هذه الحرب سيؤثر على أغلب دول العالم وليس أوكرانيا وروسيا وأوروبا فقط، مشيدا بجهود الدولة المصرية التي تحركت سريعا حتى لا نتأثر بهذه الأزمة وقامت ببحث استيراد القمح من 14 دولة أخرى لتنويع واردات القمح، إضافة إلى وجود مخزون استراتيجي من القمح يكفي 5 أشهر، إضافة إلى أنه بداية من منتصف أبريل القادم سيبدأ حصاد القمح وتخزينه ما يزيد من المخزون الاستراتيجي المصري من القمح إلى 9 أشهر وفق الإحصائيات الرسمية .

تباطؤ النمو العالمي 
وحذر من أن هذه الحرب ستؤدي إلى بطء حركة الاستثمارات العالمية، إضافة إلى تباطؤ حركة التجارة العالمية، إضافة إلى تأثر الملف السياحي نظرا لقلة الوفود السياحية الروسية والأوكرانية بسبب الحرب، إضافة إلى قلة حجم التبادل التجاري بين روسيا وأوكرانيا والدول الأخرى المصدرة لهم، مشيرا إلى أن هذه الحرب تأثيرها الاقتصادي سيطال كل دول العالم ولكن بنسب متفاوتة .

ارتباك عالمي وتحرك مصري 

في ذات السياق يقول ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، أن اندلاع الحروب الروسية الأوكرانية أحدثت ارتباكًا في العالم أجمع جراء ما سينتج عن هذه الأزمة من تداعيات على المشهد الاقتصادي العالمي، معربًا عن ثقته التامة في قدرة القيادة السياسية الحكيمة على إدارة الموقف بحكمة بالغة للحفاظ على العلاقات الدولية بين طرفي الصراع مضيفا أن الحكومة تتابع عن كثب تداعيات الأزمة من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية ، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته الحكومة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي لمناقشة التداعيات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية على مصر، وذلك بحضور وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، ووزير السياحة والآثار، خالد العناني، ووزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، ووزير المالية، محمد معيط، ووزيرة التجارة والصناعة، نيفين جامع، ومسئولين آخرين مشيرا إلى أن الصراع الحادث بين روسيا وأوكرانية نشب في وقت لا يزال يعاني فيه العالم جائحة فيروس كورنا المستجد، متابعًا: "على الرغم من الضرر البالغ الذي أحدثته الجائحة في الإطاحة باقتصاديات العديد من دول العالم، إلا أن الاقتصاد المصري استطاع الصمود وعبور هذه الأزمة بسلام نتيجة السياسات الاقتصادية الإصلاحية والهيكلية التي اتخذتها الدولة المصرية خلال الأعوام الأخيرة.

ولفت الى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته الدولة بكل حسم عقب تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد منذ 7 سنوات كانت له نتائج إيجابية كثيرة في تخطي هذه الأزمة، واستطاعت الدولة المصرية النهوض في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستعادة مكانتها عالميًا وإقليميًا ودوليًا.
خسائر يومية بالتريليونات 
من وجهة نظر اقتصادية يعلق أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي أن تكبد الحرب الروسية الأوكرانية اقتصاد العالم خسائر يومية لا تقل عن تريليون دولار، لن يدفعها الاوكرانيون والروس فقط وإنما سيدفعها العالم بأسره مضيفا إن الإقتصاد العالمي استيقظ علي ضربة جديدة بعد أن كان يتنفس الصعداء من تداعيات فيروس كورونا، والتي فقد فيها نحو 13.8 تريليون دولار في 5 سنوات، بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما رافقها من فرض عقوبات قاسية على روسيا، والتي تسببت فور وقوعها في ارتفاع النفط والغاز والذهب والقمح والحبوب بشكل عام وانخفاض الأسهم وتعثر التجارة العالمية وتكبدت أسواق الأسهم حول العالم تراجعات حادة، واكتست البورصات العالمية باللون الأحمر، وانهارت الأسهم الروسية، وهوت الأسهم الأوروبية والأسيوية حيث سجل مؤشر نيكاي الياباني أدنى مستوى في 15 شهرا، والعربية ففي القاهرة تراجع رأس المال السوقي خلال جلسة أمس بقيمة 24.38 مليار جنيه، ليغلق عند 689.285 مليار جنيه وتراجعت أسواق الأسهم في الخليج، وهبط مؤشر ناسداك المجمع في بورصة وول ستريت أكثر من 3 %، وبدأ مؤشر ستاندرد آند بوزر 500 القياسي الجلسة منخفضا 1.65 % وانخفض سعر العملة المشفرة بيتكوين، وسجلت البنوك الأوروبية الأكثر انكشافا على روسيا، ومنها بنك رايفايزن النمساوي و"أوني كريديت" و"سوسيتيه جنرال" انخفاضا بنسب بين 5 و6.6 % في حين نزل مؤشر قطاع البنوك الأوسع نطاقا 4.2 % كما سجلت أسهم قطاعات التكنولوجيا والسفر والترفيه خسائر كبيرة فيما صعدت أسعار الذهب، الذي يعد ملاذا أمنا، وقفزت أسعار النفط حيث صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" بأكثر من 6% إلى 103 دولارات للبرميل، في ظل مخاوف المستثمرين من تأثر إمدادات الخام بتطور الأحداث المرتبطة في أوكرانيا.

ارتفاعات متواصلة
وواصلت أسعار النفط الخام ارتفاعها لكنها نزلت عن ذروة 7 سنوات مع تعهد أميركي بأن لا تعرقل العقوبات على روسيا إمدادات الطاقة العالمية، والسحب من المخزون الاستراتيجي إن اقتضت الحاجة وقفزت أسعار الشحن في ظل كفاح مشتري النفط الخام للعثور على شركات شحن مستعدة لإرسال سفنها إلى الموانئ الروسية بسبب عمليات القصف في أوكرانيا مع ارتفاع متواصل لأسعار الغاز الطبيعي على المستوى العالمي، خاصة بالقارة الأوروبية،  وارتفعت أسعار السلع الزراعية حيث تلعب كل من روسيا وأوكرانيا دوراً جوهرياً في استقرار الأمن الغذائي العالمي، وهما يساهمان معاً بحوالي ربع الصادرات العالمية من الحبوب و ارتفعت العقود الآجلة للقمح على المستوى العالمي بحوالي 10% ، وارتفعت أسعار القمح للمرة الثالثة خلال تعاملات الايام الماضية في أكبر زيادة تاريخية على خلافية الحرب الروسية الأوكرانية، لسجل أعلى مستوى منذ 10 سنوات، وبلغ سعر القمح 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة "يورونكست" التي تدير عددا من البورصات الأوروبية، واقتربت أسعار الذرة من أعلى مستوياتها منذ يونيو 2021.
كما ارتفعت أسعار المعادن حسث تسيطر روسيا على إنتاج وتصدير عدد من المعادن على المستوى العالمي، ومنها: الألمنيوم، والنيكل، والبلاديوم، وتفاقم الضغوط التضخمية العالمية، والمرتفعة بالفعل وصعدت أسعار الذهب لأعلى مستوياتها خلال عام، فيما تجاوزت أسعار النفط 100 دولار بعد بدا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. وتخطى سعر برميل النفط عتبة الـ 100 دولار، للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات.
أضرار في قطاعات مختلفة 
وأوضح إن روسيا وأوكرانيا من كبار موردي القمح والذرة والغاز والمعادن والسلع الأخرى للعالم، وبذلك سيلحق الضرر بالعديد من الدول في أوروبا وأسيا والشرق الأوسط وأفريقيا والتي تعتمد على القمح والذرة المستوردين من أوكرانيا والغاز الروسي، ويتريب علي اضطراب إمدادات الغاز الطبيعي على المصانع وعلي الإنتاج وخاصة المنتجات كثيفة الاستهلاك للطاقة كالأسمدة، ما ينعكس سلبا على الزراعة، وسيحدث انكماش للاقتصاد الدولي بخاصة في دول الإتحاد الاوروبي خاصة ألمانيا والتي تأتي في المرتبة الثالثة من حيث التأثر بعد أوكرانيا وروسيا والتي تستورد معظم احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا وبالتالي فإن توقف ذلك الغاز سيعمل علي وقف المصانع والانتاج.. وكما لكل أزمة مستفيدين وأم مصائب قوم عند قوم فوائد فإن الصين تعد من أكبر المستفيدين من الأزمة الذرة الأوكرانية مؤكدا إنه مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، صدم الإقتصاد العالمي، وارتفعت أسعار السلع بشكل حاد في الأسواق العالمية، وحدث شح الحبوب في الدول العربية وشمال أفريقيا، وارتفاع أسعارها بالتالي فدولة مثل لبنان يستورد 50 % من احتياجاته من القمح من أوكرانيا. 
 

جاليتنا بخير 

من جهة اخرى آكد محمد عزت القاضي، عضو مجلس النواب عن المصريين في الخارج، أنه توجد متابعه مستتمرة على مدار الساعة لاوضاع الجالية المصرية المقيمة في أوكرانيا من مواطنين وطلاب، للاطمئنان عليهم والوقوف على احتياجاتهم، على خلفية تطورات الأزمة "الروسية- الأوكرانية" مشددًا علي أن "الجالية المصرية بأوكرانيا بخير، ولا خوفًا عليهم، وكل الجهات المعنية في الدولة حريصة كل الحرص على الحفاظ عليهم وعلى سلامتهم، وتتابع باهتمام شديد ومستمر أوضاعهم" مضيفا أنه على تواصل مستمر مع جميع الجهات المعنية من وزارتي الهجرة والخارجية والسفارة المصرية بأوكرانيا، للوقوف على آخر المستجدات أولًا بأول، لافتًا إلى أن الغالبية العظمى من أعضاء الجالية المصرية من أبنائنا الطلاب والدارسين بأوكرانيا لافتا الى انه اجري اتصالًا هاتفيًا مع نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة، تناولت الخطوات التي اتخذتها الوزارة في ضوء مستجدات الأوضاع بالأراضي الأوكرانية موضحا أن الوزيرة عقدت اجتماعًا مع 60 مصريًا بأوكرانيا من بينهم مواطنون وطلاب الذين يمثلون معظم أعضاء الجالية، وذلك عبر تطبيق "زوم"، منوهًا إلى أن الاجتماع ناقش موقف مجموعات من المصريين المتواجدين في عدد من المدن الأوكرانية، مشيدًا بالجهود التي اتخذتها وزارة الهجرة في هذا الشأن، للاطمئنان على أبنائنا المقيمين بأوكرانيا.

ترشيحاتنا