عضو بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: الأزهر يقود سفينة التسامح باقتدار

أحمد علي سليمان
أحمد علي سليمان

أكد الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن الأخلاق والقيم هي الضابط الداخلي، والسند الرئيسي، والداعم الأساسي للدساتير والقوانين المنظمة للعلاقات داخل المجتمعات.

وأشار إلى أن القيمة عندما تستمد قداستها من العمق الديني، فإن حرية ممارستها تنبعث من أقوى المشاعر تأثيرًا في حياة الإنسان.  

وتمثل الأخلاق والقيم ركنًا ركينًا في رسالة الإسلام التي جاء بها خيرُ الأنام ومسكُ الختام سيدنا محمد (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم)، هدية الله للكون وهدايته للعالمين. 

وأضاف في ورقته (التربيـة علـى قيـم التســامح: نحو ممارسات عملية لبناء المواطنة العالمية الجامعة) التي عُرضت في الجلسة العامة العاشرة (المواطنة والسلام العالمي) اليوم الأحد، ضمن فعاليات المؤتمر الـ32 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي عقد في القاهرة تحت عنوان: (عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي) تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح االسيسي، رئيس الجمهورية، يومي 12-13 فبراير 2022م ، مؤكدًا أن البشرية في عصرها الراهن، تواجه تحديات جسامًا، تتسم بالتواتر والتتابع والنمو والتشابك والتعقيد.

وتابع : إذا كانت الحضارة المتقدمة قد بلغت مبلغًا لم يسبق له نظير في التطور العلمي، وتبنيها لفلسفات بعيدة عن الإيمان، الأمر الذي أعطى إنسان الحضارة المتقدمة اليوم حالة مخيفة ومفزعة من الزهو والكبر والغرور بالنفس، أشعره بأنه عابر لإرادة الله الخالق الواحد الأحد المدبر لهذا الكون، فدفعه غروره إلى الاعتداء الصارخ على الفطرة وعلى السنن الإلهية.

وأردف عضو المجلس: إن كان بعض رجال الحضارة الحديثة قد أصابهم الكِبَرُ والكِبْرُ؛ حيث وصلوا إلى القمر، وزرعوا الأقمار الاصطناعية، ونثروا أجهزة الاستشعار عن بُعد في الفضاء، وثبَّتوا كابلات الإنترنت في أعماق البحار والمحيطات، ونشروا موجات التقنية وتردداتها في كل مكان، وتسابقوا في اختراع آليات الدمار بشكل رهيب، ناهيك عن الأسلحة البيولوجية التي ذاق العالم كله من حصادها المر خلال الفترة الماضية. 

وختتم حديثه: من هنا وانطلاقا مما سبق فإن العالم كله في حاجة ماسة إلى قوة روحية جبارة، تحمل في كينونتها وفي طياتها حبوب لقاح المحبة والتعايش والسلام، والانتقال من بناء المواطنة المحلية إلى بناء المواطنة العالمية الجامعة والمسؤولية الكونية المشتركة عن سلامة الإنسان والكون والحياة.

وأضاف: وهذه القوة كائنة في القيم الضابطة لفكر الإنسان وقيمه وسلوكه، ومن أهمها قيم التسامح، وهي من القيم الإسلامية والإنسانية الكبرى التي من شأنها -حال تمكينها في الحياة- أن تُسهم في إيجاد بيئة عالمية متسامحة متعاونة منطلقة من أصل واحد، وقيادة سفينة البشرية إلى سواحل الرشاد، وإلى شواطئ الأمان في إطار المواطنة العالمية.

ترشيحاتنا