أخر الأخبار

بعد صرخة د. درويش.. الآثار: شفط المياه الجوفية من قلعة رشيد

قلعة رشيد بعد شفط المياه
قلعة رشيد بعد شفط المياه

أكد الدكتور أسامه طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن قلعة رشيد تعاني من ارتفاع في منسوب المياه الجوفية لمجاورتها للنيل، وتم منذ سنوات عمل وتنفيذ مشروع خفض لمنسوب المياه والذي يعمل بكفاءة وقد تم مراجعة الطلمبات قبل موجة الأمطار الأخيرة؛ ولكن نتيجة غزارة كمية المياة وعمل الطلمبات التبادلية فترات طويلة حدث عطل مفاجئ في أحد الطلمبات وتوقفت عن العمل مما أدى إلى تجمع المياة، وقد تم على الفور استخدام طلمبات سحب مباشرة حيث تم سحب المياة وفتح القلعة للزيارة منذ صباح اليوم.

المياه الجوفية تغمر قلعة رشيد

وكان بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قد نشروا صورًا صادمة لقلعة رشيد الأثرية، التي أنشأها السلطان المملوكي الأشرف قايتباي في القرن الخامس عشر الميلادي، حيث تغمرها المياه الجوفية، ما يهدد سلامتها وأساساتها.

ومن جانبه، قال الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا، ومدير منطقة آثار رشيد الأسبق، لقد قمت بترميم هذه القلعة في عهدي عام 1985، وإنني حزين لما وصلت إليه الأوضاع بالنسبة لآثار دمياط في العموم وبالنسبة لقلعة رشيد خصوصا، مؤكدا أن ما يحدث جريمة مكتملة الأركان، وتعد دليل قاطع على الإهمال الذي يضرب الكثير من الآثار على مستوى مصر، نظرا لانشغال المسئولين عن الآثار بأمور أخرى.

وأضاف درويش: هذه القلعة تمثل علامة بارزة في التاريخ والعمارة العسكرية المصرية عبر العصور واكتشف بها حجر رشيد، وتم الكشف عن أساساتها وترميمها في عام 1985، أثناء ترميمها، ووصلت الآن إلى حالة مزرية من الخراب تؤكدها هذه الصور التي تفضح الجريمة المكتملة الأركان التي يرتكبها المسئولون عن الآثار في حق هذه القلعة وآثار مدينة رشيد مع سبق الإصرار والترصد، أما المثقفين المتمسكين بوهم قائمة التراث العالمي فلا عزاء لهم.

وطالب درويش بضرورة تنفيذ مشروع قومي لإحياء مدينة رشيد عمرانيا وأثريا نظرا لقيمتها التاريخية الكبيرة، مؤكدا أن المواقع الأثرية برشيد تحتاج لمشروع ضخم لترميمها وإعادة توظيفها حيث يعاني بعضها من حالة سيئة.

وأوضح أن مدينة رشيد تحتفظ حتى الآن بالعديد من آثارها التي يرجع تاريخها إلى الحضارة المصرية القديمة، وليس إلى العصر العثماني كما يعتقد البعض، ويبلغ عددها حاليًا 22 منزلاً وحماما وطاحونة، بالإضافة إلى 22 مسجدًا وزاوية وثلاثة أضرحة، لافتا إلى أن المنازل الباقية برشيد تعد أكبر مجموعة منازل أثرية بمدينة واحدة في مصر، وضمت هذه المنازل مميزات فريدة إلا أنها تأثرت بالظروف الطبيعية التي منها الحرارة الشديدة في فصل الصيف وهطول الأمطار بكثرة في فصل الشتاء، وذلك لقرب المدينة من البحر.

ترشيحاتنا