الرجل الشجرة.. أندر حالة مرضية في العراق

الرجل الشجرة
الرجل الشجرة

 

يعيش الشاب رسول هاشم ظروفا نفسية صعبة للغاية، وهو في منتصف عقده الثاني من العمر، بسبب التراكمات الثقيلة التي خلفتها آثار مرضه النادر المعروف بمتلازمة " الرجل الشجرة" عليه، بعد أن أصابه قبل 9 سنوات تقريبا.

هاشم من أهالي مدينة العمارة كبرى مدن محافظة ميسان الواقعة جنوب شرقي العاصمة بغداد، أصيب بأحد بأندر الأمراض الجلدية في العالم، ويعتبر حاليا المصاب الوحيد في العراق، يواجه تبعات المرض الذي رسم نتوءاته وتبرعماته على جسده النحيل

يقول هاشم (أو ما يعرف بالرجل الشجرة) "أصابني المرض منذ 9 سنين تقريبا، وعانيت من التبرعمات التي بدأت تنمو في أنحاء مختلفة من جسمي، وبالخصوص في كلتا يدي، وبسبب وضعي المادي الصعب لم أتمكن من مراجعة الأطباء إلا بعد فترة طويلة، ولولا أحد المحسنين لما سنحت لي الفرصة للمراجعة وتشخيص الحالة".

و"مرض الرجل الشجرة (Tree man)، من الأمراض الجلدية الوراثية النادرة، تسببه أنواع معينة من الفيروسات يطلق عليه الفيروس الحلمي البشري (HPVs)، واشتقت تسميته من الشكل الذي تتخذه أعضاء جسم المصاب، والتي تصبح في مرحلة ما مثل جذوع الأشجار، ولا يوجد علاج للمرض، ويقتصر علاجه على الترميم الجلدي فقط، بالإضافة للدعم النفسي"، كما يقول أخصائي الأمراض الجلدية راضي الساعدي

يخفي رسول هاشم (الرجل الشجرة)، وجهه وجسده جيدا قبل استقباله أي أحد، ويحرص على عدم إظهار أي جزء مصاب خجلا منه، كما يرفض التصوير والظهور على وسائل الإعلام ولا يخرج من بيته إلا في الليل، مما زاد من معاناته النفسية.

يعتمد هاشم (الرجل الشجرة) في وجباته الغذائية على الأكل الجاهز، وغالبا ما يشتريه من المحال القريبة منه ليلا، لعدم مقدرته على الطبخ، وأحيانا يبقى بدون أكل لعدم امتلاكه المال.

يقول هاشم "لا أستطيع العمل بسبب وضعي الحرج، وعدم مقدرتي على مسك الأشياء لنمو التبرعمات في يدي، وافتقد إلى من يعينني من أهلي وأخوتي، فأنا يتيم الأبوين وأخوتي يعيشون ظروفا مادية صعبة، وأحيانا لا أجد طعاما فأبقى جائعا".

يقول هاشم "أتمنى أن أعيش حياتي كبقية الشباب، والخروج إلى الشارع دون الاضطرار إلى إخفاء وجهي ويدي، وأن ينظر المجتمع لي على أنني إنسان سوي، بعيدا عن نظرة العطف أو الخشية من نقل العدوى لهم".

ترشيحاتنا