"الثقافة الإعلامية" بملتقى شباب الإعلام العربي 

"الثقافة الإعلامية" بملتقى شباب الإعلام العربي 
"الثقافة الإعلامية" بملتقى شباب الإعلام العربي 

 

أوضحت الدكتورة آلاء فوزي، المدرس بقسم العلاقات العامة بالكلية، أشكال تأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع، وآليات تفاعل أنواع الجمهور مع وسائل الاتصال الجديدة والتقليدية، ومفهوم وقوانين الثقافة الإعلامية والمعلوماتية.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقتها حول "الشباب والثقافة الإعلامية والمعلوماتية"، في إطار "ملتقى شباب الإعلام العربي"، المنعقد في كلية الإعلام جامعة القاهرة على مدار الأيام من 3- 5أكتوبر الجاري والذى بدأت فعالياته أمس تحت رعاية دكتور الخشت رئيس الجامعه ود هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام والتى قامت بتكريم عددا من الحضور والذين شاركوا فى افتتاح الملتقى من ناحية أخرى 

وقالت مدرس الإعلام أن كل إنسان في العصر الرقمي يبدأ حياته باستخدام أدوات التكنولوجيا، ممثلة في الهواتف الذكية وغيرها، وهو ما ينتج عنه العديد من التأثيرات على الجمهور، تجسدها الإعلانات الممولة وخوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأشارت المحاضرة إلى تطور نظريات التأثير الإعلامي، ابتداء بنظرية "الرصاصة السحرية"، ومرورا بنظريات التأثير التراكمي على المدى الزمني الطويل، ضاربة المثل بمنصة "نتفلكس"، وتطورها من صناعة الفيديو باستخدام الشرائط، إلى صناعة الإعلام الرقمي عبر الانترنت، مشيرة إلى أنها تحمل قيما ورسائل معينة قد تتعارض مع قيمنا الشرقية، ولكنه قدمتها تدريجيا حتى لا تواجه بحملة رفض من الجمهور، وبالتالي تحدث التأثير التراكمي. 

وأوضحت مدرس الإعلام أن تأثير وسائل الإعلام على المعلومات والأفكار والقيم، يمر بمراحل: التثبيت، التغيير، ثم بناء معاني جديدة، مؤكدة أن وسائل الإعلام قد تبني الوعي أو تهدمه، وذلك على حسب الدور الذي تقوم به، فهو إما الإعلام والتثقيف والتحذير، أو التضليل وبث الذعر، وقد يؤدي ذلك إلى الإمتاع وتخفيف الضغوط، أو خفض الذوق العام. 

ودللت الدكتورة آلاء فوزي على دور الإعلام خلال الأزمات بواقعة انتشار الانفلونزا الإسبانية عام 1918 التي أودت بحياة 50 مليون شخص، مقابل دوره في أزمة كوفيد19 عام 2020 حيث أدت التوعية إلى محاصرة العدوى ونشر الوعي الصحي.

وتتبعت مدرس الإعلام مراحل تأثير التليفزيون، من ثورة التطلعات في الخمسينات، ثم الإحباطات في الستينات، ثم الهيمنة الثقافية في الثمانينات والتسعينات، وانتهاء بالحياة الافتراضية في الألفية الجديدة، والتي صار كل فرد فيها منشغلا طوال الوقت بمشاركة لحظاته الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي، مما يخلق حالة من عدم الرضا لدى الجمهور. 

وتابعت المحاضرة تقسيم الأجيال، والتي تبدأ بالجيل التقليدي، وهو الأكبر من سبعين عاما، من المتقاعدين غالبا، الذين عانوا من ظروف صعبة خلال حياتهم، ولديهم قدر كبير من الرضا بحياتهم، والارتباط بوسائل الإعلام التقليدية، ولديهم تأثير كبير على جيل الأحفاد. 

أما الجيل التالي فهم من تتراوح أعمارهم ما بين الخمسينات والستينات، ولديهم حياة مهنية واجتماعية مستقرة، وهم وسط ما بين الحداثة والأصالة، فلديهم ارتباط بالتليفزيون التقليدي، ولكنهم أيضا يستطيعون استخدام الوسائل الحديثة. 

أما الجيل الثالث فيطلق عليهم الجيل "إكس" X ، ولديهم أربعين عاما وحتى منتصف الخمسينات، ولديهم خبرات حياتية، وطموح وظيفي، وقد عايشوا فترة العولمة والانفتاح. 

أما جيل الألفية "Y "، فتتراوح أعماره ما بين 25- 39 عاما، ويبحث عن الصعود الاجتماعي السريع، وقد عايش عصر الفضائيات والانترنت، ويبحث عن المساواة والحرية الفردية.

وتنتهي الأجيال بجيل Z  وهم ممن تقل أعمارهم عن 25 عاما، ويمثلون أبناء عصر الانترنت، وتجمع حياتهم ما بين الواقع الحقيقي والافتراضي، ويفصلون مشاهدة الأفلام والمنوعات، والشراء عبر الانترنت، ويسعون إلى الاستقلالية المبكرة، وإتقان اللغات، ويتسمون بتعدد الثقافات. 

وقالت إن مفهوم الثقافة الإعلامية يرتبط بقدرة الفرد على اختيار المحتوى، وتحليله، والبحث عن دوافعه وأهداف إنتاجه، والقدرة على تقييمه، والتعبير عن نفسه وأفكاره، مشيرة إلى قوانين "اليونسكو" للثقافة الإعلامية، ومنها إخضاع كل مصادر المعلومات للنقد، وتمكين الجمهور من إنتاج المحتوى وليس فقط استهلاكه، وإدراك تحيزات الإعلام، والاحتياج العام للمعلومات، وأخيرا تراكم احتياج الجمهور للمعارف.

وطالبت مدرس الإعلام الحضور بتبني أسلوب التفكير النقدي عند التعرض لوسائل الإعلام، والكشف عن مالك الوسيلة الإعلامية التي تحدد مصالحه سياسة القناة.

ترشيحاتنا