زيارة الرئيس للعراق | تحيي التعاون العربي .. وتمنع تحول بغداد إلى ساحة لـ «التنظيمات الارهابية»

جانب من مشاركة الرئيس في المؤتمر
جانب من مشاركة الرئيس في المؤتمر


 

احيت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بحضور رؤساء وأمراء وكبار ممثلين عدد من الدول العربية والغربية الامال بعودة الاستقرار والتعاون العربي والإقليمي لمنطقة ظلت تعاني لعقود من عدم الاستقرار وغياب الامن وضعف معدلات التنمية وتدخل اطرافا غير مختصة في قضايا ومصائر شعوب اخري وتحول دولا اخري الي ساحات لتصفية المصالح


من جانبه يقول جمال أبوالفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر بغداد تؤكد على مساندة ودعم القاهرة للعراق حكومتًا وشعبًا حتى يستعيد استقلاله ودوره في المنطقة، مضيفًا أن كلمة الرئيس السيسي ايضًا عبرت بوضوح عن الموقف المصري إزاء دولة العراق الشقيقة ورفض مصر أن تكون العراق ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية، فضلاً عن تأكيد الرئيس السيسي رفض مصر القاطع أن تكون العراق ساحة للتنظيمات الإرهابية، واعلانه عن استعداد القاهرة لتقديم كافة أشكال الدعم لبغداد.


وأضاف أن الانتخابات العراقية القادمة هي انتخابات مفصلية سترسخ لسيادة واستقرار العراق، وأن المؤتمر الحالي سيساعد العراق بشكل أو آخر على استعادة الاستقرار والسيادة، مشيرًا إلى أن هذه القمة هى الأولى التى تعقد فى العراق منذ ٣ عقود، لذا تشكل أهمية بالغة على المستوى الأمنى والجيوسياسى والاقتصادى، سواء للعراق أو المنطقة ككل.


وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن العراق تسعى من خلال مؤتمر بغداد إلى إعادة نفسها إلى وضعها الطبيعي في المنطقة العربية، حيث أنه يعد المؤتمر الأول الذي يعقد بهذا الحجم والمستوى منذ نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي، وبالتالي العراق تهدف إلى أن يكون هذا التجمع فيه نوع من الدعم على كافة الأصعدة وخاصة علي الصعيد الاقتصادي والسياسي.


ولفت «أبوالفتوح»، إلى أن ما يجمع القاهرة وبغداد أمور أكبر من أي علاقات، فهي روابط وثيقة وتاريخية تجمع أبناء النيل والفرات، فضلًا عن وجود تشابك حضاري وثقافي ممتد عبر التاريخ، متابعًا «العراق ترى في مصر بمثابة عمقًا استراتيجيًا لها، ومصر ترى في العراق إحدى ركائز الأمن القومي العربي الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن مصر».


وأوضح «أبوالفتوح»، أن فرنسا تريد في المرحلة الحالية أن تلعب الدور الذي كانت تلعبه بريطانيا، خاصة الآن بتزعم فرنسا الاتحاد الأوروبي وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد بهدف أن يكون لها دور في العراق كما كان لها دور في لبنان وفي بعض من القرار السوري.


في ذات السياق أكد النائب فرج فتحي فرج، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن بمجلس الشيوخ، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، على رأس وفد رفيع المستوى، في قمة بغداد للتعاون والشراكة تؤكد الاهتمام المصري بدعم العراق واستقراره؛ لكي يستعيد دوره ومكانته الإقليمية، مشيرًا إلى أن انعقاد المؤتمر يعد بارقة أمل في لم الشمل العربي والتوجه نحو الاستقرار في العلاقات على الصعيدين الإقليمي والدولي.


وأضاف «فرج»، أن كلمة الرئيس السيسي تضمنت رسالة حاسمة للدول التي كانت تلعب دورًا مزعزعًا للاستقرار في العراق والتأثير السلبي على العمل الإقليمي فضلًا عن تأكيد القيادة السياسية المصرية رفضها القاطع لكافة التدخلات الخارجية فى شئون العراق والاعتداء غير الشرعي على أراضيها، إضافة إلى استعداد القاهرة لإعادة إعمار العراق ونقل التجارب والخبرات المصرية في كافة المجالات مع العراق الشقيق، مؤكدًا أن مصر ستلعب دور حجر الزاوية في تلك العملية.


وأشار عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن بمجلس الشيوخ، إلى أن قمة دول جوار العراق تمثل ركيزة للتعاون عقب ادراك الدول المشاركة أن العمل المنفرد يجعل ساحتها مطمعًا للقوى الدولية المتنافسة والساعية للهيمنة على ثروات المنطقة فضلًا عن أدراكهم بضرورة التعاون لدحر الإرهاب، موضحًا أن العمل المنفرد سهل على التنظيمات الإرهابية إقامة بؤر ومراكز لتتحرك ضد المؤسسات السيادية والمدنية لتلك الدول.


ولفت «فرج»، إلى أن قمة بغداد للتعاون والشراكة تأتي استكمالًا لنتائج القمة الثلاثية التي عقدت في شهر يونيو الماضي في بغداد بمشاركة مصر والأردن والعراق، والتي تؤكد مساع العراق على جمع دول الجوار وعدد من الدول الفاعلة في الأزمات الإقليمية والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي كخطوة جادة لتقريب وجهات النظر وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم، بجانب تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الجميع وإعادة بغداد للصف العربي.


وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن سيطرة طالبان على أفغانستان من المحتمل جعلها نواة لتصدير الجماعات المتطرفة، بما يؤثر على أمن آسيا الوسطى والشرق الأوسط والملاحة البحرية، مما يستوجب التنسيق الأمني والاستراتيجي دوليًا.


علي صعيد متصل يقول النائب عبدالرحيم كمال، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر بغداد تأتي في إطار حرص ودعم القيادة السياسية الكامل للعراق في أن يعود مجددًا لمحيطه العربي، وأن يستعيد أمنه واستقراره، مشيرًا إلى أن مصر تسعى دائمًا لمد جسور التعاون والإخاء لمحيطها العربي.


وأضاف «كمال»، أن قمة بغداد لدول الجوار تأتي لدعم التعاون بين الدول المشاركة على المستوى الأمني و الإقليمي لتحقيق المصالح الاقتصادية للأطراف كافة والإمداد بالمعلومات والخطط الخاصة لمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أن الأوضاع الأمنية على الصعيد الاقليمي مقلقة وغير مستقرة، وجاء مؤتمر بغداد لتعزيز الأوضاع الأمنية في دول الجوار بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير حالة من الاستقرار النسبي لشعوب دول المنطقة. 


وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن حسابات القوى الشاملة التي تجري بمعادلات علمية تشير إلى امتلاك العراق إحدى أكبر حسابات القوى الشاملة، من حيث عدد السكان الكبير والإمكانيات الهائلة في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة، لكن ينقصها تحقيق الاستقرار وتواجد دعم للدولة العراقية في الداخل والخارج.


ولفت «كمال»،إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا وغير مسبوق من الجانب العراقى بالتجربة المصرية، فى تحقيق الانجازات والمشروعات التنموية الكبرى، التي الرئيس السيسى فى تحقيقها لمصر وشعبها فى كافة أرجاء البلاد، مؤكدا أن الشركات والمؤسسات الحكومية والتابعة للقطاع الخاص المصرى، التى قامت بهذا العمل الكبير والضخم وغير المسبوق في تاريخ مصر أصبح لديها خبرات كبيرة لتنفيذها داخل مختلف الدول العربية، ومنها دولة العراق الشقيق، وهناك رغبة عراقية بالاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في برنامج الإصلاح الاقتصادي.


وأوضح «كمال»، أن فرنسا تسعى بأن يكون لها موضع قدم في دول الشرق ومن ثم عقد اتفاقيات طويلة الأمد للحصول على البترول وكسب أوراق جديد تساعدها في ثباتها أمام نظم السياسة العالمية بالإضافة إلى الحصول على الاستثمارات بالتزامن مع عملية إعادة إعمار العراق خاصة مدينة الموصل التى نالت قسطًا كبيرًا من الدمار.

ترشيحاتنا