سويسرية تسقط جاسوسا لإسرائيل في مصر

سويسرية تسقط جاسوسا لإسرائيل في مصر
سويسرية تسقط جاسوسا لإسرائيل في مصر

في زنزانة موحشة تحمل الرقم 28، جلس الجاسوس الطيار فؤاد محرم الذي تعاون مع إسرائيل للإضرار بمصر، بعدما قضت المحكمة بإعدامه وارتدى بذلة الإعدام الحمراء، ولم يكن معه سوى مصحف وإنجيل وأوراق بيضاء وقلم وعلبة سجائر.

قال الجاسوس فؤاد محرم، إن إسرائيل طلبت مني أيضا التجسس على السودان، سألوني عن حادث «حلايب» على الحدود السودانية العربية، لقد تحولت إلى جاسوس بسبب الحب، إنني أحب في سويسرا، خطبت من هناك ولابد لي أن أتردد على حبيبتي.

كان الطريق الوحيد للسفر إليها هو العمل في المنظمة التي تحملت مصاريف سفري وإقامتي والهدايا، كنت أتصور أنني أنصب على المنظمة لأتمكن من رؤية خطيبتي ولكني «وقعت»، سرت في التيار بدافع الرغبة في السفر إلى سويسرا.

وأضاف: "المنظمة الإسرائيلية ضحكت علينا، ودخلتها على أنها منظمة لمكافحة الشيوعية، لقد استعملت معنا أقصى وسائل علم النفس للإيقاع بنا، سبب البلاوي كلها خطيبتي السويسرية التي عرفتها عام 1954 أثناء رحلة في سويسرا، وكانت تسير في الشارع هناك، تبعتها وعاكستها إلى بيتها وصعدت السلم وراءها، لم أكن أعرف أن السلم سينتهي بي إلى حبل المشنقة، تعرفت عليها وطلبت من خالتي السويسرية أن تخطبها لي، وإذا سألوني عما أريده قبل الإعدام فسأقول لهم : أشوف خطيبتي".

وأكد قائلا: "كنت أريد دائمًا أن أسافر إلى سويسرا لأراها وكانت تكتب لي خطابات منتهية وتقول إنها في انتظاري ولم يكن معي مال لأسافر به ورفضت شركة مصر للطيران إعطائي تذكرة مجانية، ففكرت في طريقة للذهاب إليها، كنت في هذا الوقت قد التقيت لأول مرة بأحد أعضاء المنظمة في أسمرة وكان العرض الذي أبداه لي هو تذكرة سفر مجانية ومصاريف الرحلة إلى سويسرا، قلت في نفسي سأسافر إليها على «قفا» المنظمة، وسافرت وبدأت علاقتي بالمنظمة تتطور بسرعة".

أقرأ أيضا|  قائمة عربية سوداء لنجوم روجوا لإسرائيل

وأوضح فؤاد محرم في حديثه قبل إعدامه لمحرر "أخبار اليوم" عام 1960: "ماذا تريد من شاب مثلي عمره 25 سنة، يقيم في القاهرة ويحب في سويسرا.. الحقيقة أنني نحس.. وخطيبتي نحس.. أول يوم حضرت معها إلى القاهرة وقع لنا حادث، اصطدمت بسيارة، ومن نحسي أنني رفضت العمل في شركة الطيران السورية بمرتب كبير، لو كنت قد قبلت العمل لما احتجت إلى التجسس وإلى المنظمات.. ويسكت قليلا ثم يردد بلا إرادة عبارة واحدة أنا أصلي نحس .. أنا نحس".

ويقول رفعت جبريل ثعلب المخابرات المصرية، في إحدى حواراته عن ذكرياته بشأن هذا الجاسوس: "ابتداء من عام 1958 كانت أول قضية توليتها لعميل يدعى فؤاد محرم على، وكان مصرياً من أم سويسرية.. ولم يكمل تعليمه، وخرج في السنة النهائية من كلية الطيران وعمل في مجال الاتصالات، وكان له وضع خاص، حيث تم تجنيده في الخرطوم وأسمرة، واستطاع من قام بتجنيده من جهاز المخابرات الإسرائيلي أن يعمل له «غسيل مخ» وللحق فقد كان الضابط فائق الذكاء، حتى جعل محرم يقتنع تماما بالمهمة التي يقوم بها، حيث كانت قناعته الشخصية أنه يعمل لصالح مصر عن طريق هذه المنظمة، والتى كان لا يعلم أنها إسرائيلية، وكانت حجة المنظمة له أنهم يدافعون عن مصر ويكافحون الشيوعية بها، وأقنعوه بأنه كلما جاء بمعلومات أكثر استطاعوا مكافحة الشيوعية بشكل أسرع".

ويضيف: تم محاكمته عن طريق محكمة أمن الدولة، وقال فؤاد في المحكمة: «لو أفرجتوا عنى سأعمل مع هذه المنظمة مرة أخرى، لأنني شديد الوطنية وأعمل لصالح مصر، وأخشى من وقوعها في براثن الشيوعية»، وكان الحكم بإعدام فؤاد محرم شنقًا.

ترشيحاتنا