«رمسيس» يوحد «نفرتاري وكليوباترا».. «مصر وفرنسا» تاريخ من التعاون العسكري

أحد التدريبات المشتركة بين مصر وفرنسا
أحد التدريبات المشتركة بين مصر وفرنسا

ترتبط كلا من مصر وفرنسا بعلاقات قوية ممتدة من خلال روابط تاريخية تستند إلى الصداقة والثقة المتبادلة، ونمت هذه الروابط بشدة خلال سنوات حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مختلف المستويات، حيث تعددت الزيارات الثنائية الرفيعة المستوى، وذلك بوتيرة زيارة في السنة تقريبًا على مستوى رئاسة الدولة .

 

كما أن هناك تاريخ طويل أيضا من التعاون العسكري بين البلدين، حيث ترتبط العلاقات العسكرية الفرنسية المصرية بتاريخ البلدين، وقد حافظت فرنسا ومصر على علاقات عسكرية أكثر قوة ترتكز على عدة اتفاقات ثنائية، خاصة اتفاق التعاون العسكري والفني الذي تم التوقيع عليه معاً بالأحرف الأولى كلا من المشير طنطاوي والسيدة اليو ماري، وزيرة الدفاع الفرنسية أثناء زيارتها للقاهرة في 30 يونيو 2005 مما أعطى دفعة جديدة في العلاقات العسكرية بين البلدين.

 

ويتم التخطيط والتنسيق في مختلف أنشطة التعاون في إطار لجنة عسكرية مشتركة تجتمع سنوياً تم تشكيلها عام 1988 يرأسها من الجانب الفرنسي نائب رئيس العلاقات الدولية في هيئة أركان حرب القوات المسلحة.

 

التدريبات والمناورات المشتركة

 

شهدت السنوات القليلة الماضية كثافة ودورية المناورات والتدريبات المشتركة بين البلدين، حيث تجري القوات المسلحة المصرية والفرنسية عدة تدريبات مشتركة، حملت تلك التدريبات والمناورات المشتركة أسماء «رمسيس وكليوباترا ونفرتارى» "تيمنًا" بالتاريخ الفرعوني الذي يقدره أيضا الجانب الفرنسي ورمزًا لبطولات ارتبطت أسماؤها بانتصارات عسكرية.

 

ويحتل تدريب «رمسيس» أهمية خاصة لأنه التدريب الأول مع فرنسا، الذي تشارك فيه قوات بحرية وجوية معًا، بعد أن كانت التدريبات الثنائية منفصلة لسلاح واحد «نفرتاري» للقوات الجوية و «كليوباترا» للبحرية، كما يشهد «رمسيس» تدريبات هجومية إلى جانب التدريبات الدفاعية .

 

ويأتي التدريب لتعظيم الاستفادة من القدرات الثنائية لكلا الجانبين، وتبادل الخبرات في أسلوب تأمين مسارح العمليات البحرية ضد العدائيات المختلفة .

 

وتجري القوات المسلحة المصرية والفرنسية تدريبين ثنائيين مرة كل عامين على الأراضي المصرية، فيما يتعلق بالتدريبات البحرية «كليوباترا» التي تقام في الأعوام ذات الأرقام الزوجية، فهي تشترك فيها قوات البلدين البحرية مع إمكانية مشاركة دول أخرى فيها، أما فيما يتعلق بالتدريبات الجوية، يتم إجراء تدريبات ثنائية تحمل اسم «نفرتاري».

 

كما تشارك فرنسا أيضًا مع مصر في جميع تدريبات «النجم الساطع»، متعددة الجنسيات التي تُجرى على الأراضي المصرية، وشاركت أيضا مؤخرًا في تدريب «ميدوزا 10» الذي يشارك فيه عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية واليونانية والقبرصية والفرنسية والإماراتية، وكلاً من السعودية وأمريكا والبحرين والسودان والأردن وإيطاليا وألمانيا بصفة مراقب.

 

وتأتي مناسبات أخرى عديدة للتبادل العملياتي، وكذلك لقاءات متميزة عند مرور سفن تابعة للبحرية الوطنية إلى الموانئ المصرية أو مرورها في قناة السويس.

 

ويعد التعاون العسكري بين مصر وفرنسا نموذجا للتعاون العسكري المتكامل، ممثلا في قيادة القوات إضافة للمشاورات الحربية السنوية للتسليح وإستراتيجية CAMAS المشتركة المصرية الفرنسية بوزارة الدفاع والإنتاج الحربي.

 

ويعتبر «CAMAS» اجتماعًا سنويًا بين هيئة أركان حرب الفرنسية والمصرية الهدف منه هو تعيين التحديات وطرق التعاون الدفاعي بين القوتين المصرية والفرنسية لعام مقبل، ويتم تنظيمه كل عام بين فرنسا ومصر بالتناوب.

 

يذكر أن مصر كانت أول بلد اشترى الميراج 2000، وهي أول بلد يختار «الرافال» بإجمالي 24 طائرة، إضافة إلى الفرقاطة متعددة المهام والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، مما مثل منعطفا في علاقتنا الثنائية وبداية لتعاون معزز في خدمة الأمن الإقليمي.
 

اقرأ أيضا:

 

«مصر وفرنسا».. تعاون عسكري وطفرة غير مسبوقة في صفقات التسليح

 

ترشيحاتنا