حكايات| علي أبو عليا.. «ميسي الفلسطيني» قتلته إسرائيل يوم ميلاده

الشهيد علي أبو عليا
الشهيد علي أبو عليا

كانت الأم تحضر كعكة عيد الميلاد، فالابن الصغير أتم الثالثة عشر من عمره، وحان وقت الاحتفال بهذه المناسبة العائلية السعيدة، فما أجمل أن ترى الولد يكبر أمام عيني والديه.

 

كل هذا كان في ذهن والدته، قبل أن تتحول الأحلام إلى سراب، وتنقلب الأفراح إلى أطراح بل مآتم وحسرات على فراق فلذة الكبد، الذي مزق كبده وجسده رصاصة قناص في جيش الاحتلال.

 

وهي تعكف على إعداد كعكة عيد الميلاد، تسمع الأم عن مواجهات بين شبان من قريتها مع قوات الاحتلال، قبل أن تُصمّ أُذناها عند الصاعقة، علي استهدفته رصاص قناص إسرائيلي استقرت في بطنه، ومزقت أحشاء جسده النحيل، ليرتقي شهيدًا عن رب العالمي، إنه الشهيد الطفل علي أبو عليا.

 

 

استشهاد في يوم الميلاد

 

وتحكي شقيقته أن والدتهما كانت تحضر له المفاجأة في عيد ميلاده، حيث كانت والدته تقوم بإعداد كعكة عيد ميلاده التي يفضلها، لكنه لم يتذوقها.

 

قُتل الطفل علي أبو عليا، يوم الجمعة 4 ديسمبر، وهو يوم عيد ميلاده، ليكتب هذا اليوم مهده في هذه الحياة ولحده على يد جندي إسرائيلي، وإن سرق عمره، لكنه برصاصته جعلته يرتقي شهيدًا في عليين.

 

 

لاعب موهوب

 

ذلك الطفل الصغير صال وجال في ملعب بلدة المغير في رام الله، كان أحد لاعبي نادي القرية، حيث كان يتميز بمهارة تنذر بلاعب موهوب نظرًا لسرعته وخفة حركته، حتى أطلق عليه أصدقاؤه «ميسي».

 

ويقول أيمن أبو عليا، والد الشهيد أبو عليا، "علي كان يعشق كرة القدم، ففي كل ركن بالبيت تجد كرة أو قميصًا للأندية العالمية".

 

وتابع قائلًا: "كان يحلم أن يصبح نجمًا في الكرة، لكن رصاص الاحتلال الإسرائيلي قتله وقتل أحلامه".

 

ومن الملعب الذي كانت قبلة للطفل أبو عليا وحلمًا بأن يكون انطلاقته نحو النجومية في كرة القدم، انطلق الموكب الجنائزي للطفل الصغير وسط دموعٍ وصرخاتٍ وآلامٍ لا تندمل أو تنضب مهما مرت الأيام.

 

 

وقبل عامين، أصيب الشهيد علي برصاصة مطاطية خلال مواجهات عنيفة اندلعت في المغير، وهو ذات اليوم الذي شيع فيه الشهيد الطفل ليث أبو عليا.

 

طفلٌ شهيدٌ يسلم مسيرته لآخر، حكاياتٌ في وطنٍ ألفنا أن يضحى الصغار فيه قبل الكبار بأرواحهم، وهم يتوقون لحلم استرداد الأرض والوطن القابع تحت وطأة الاحتلال، وما الشهيد محمد الدرة منا ببعيد.

ترشيحاتنا