قطع غيار القوقعة.. أزمة مستمرة تهدد زارعيها من الصمم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

رحلة معاناة وعذاب تبدأ بصدمة مع معرفة الأهل أن طفلهم فاقد للسمع، مرورا بمراحل التشخيص والبحث عن الحل أو العلاج، وعند الوصول لأن علاج الطفل وقدرته على السمع والكلام متعلقة بعملية زراعة القوقعة، تبدأ رحلة جديدة تستمر لشهور وأحيانا سنوات إلى أن يأتي دور الطفل في العملية التى تتم حتى عمر الـ 5 سنوات على نفقة التأمين الصحي، وعندها تبدأ مرحلة جديدة من الرحلة تتمثل في جلسات تخاطب وتنمية مهارات ليتمكن الطفل من السمع والنطق، بتكاليف ومصاريف تفوق قدرات الأسر المتوسطة، حيث وصل سعر جلسة التخاطب فى بعض المراكز أكثر من 300 جنيه ومدتها لاتزيد عن 20 دقيقة، وفي المناطق الشعبية لا يقل سعر الجلسة عن 50 جنيه..

 

وبعد أن تحاول الأسرة التأقلم مع كل هذا في سبيل سماع صوت طفلها، إلا أنه سرعان ما تختل الموازين بسبب قطع غيار القوقعة، التى تتراوح أسعارها ما بين 3 آلاف وحتى 20 ألف أو أكثر، هذا بخلاف سعر تحديث الجهاز الخارجي للقوقعة كل عدة سنوات والذى قد يتجاوز الـ 150 ألف جنيه، وكل هذا على نفقة ولى الأمر الخاصة، كانت هناك مساعى منذ مايقرب من عام لان تكون قطع الغيار تحت مظلة التأمين الصحى، إلا أنه حتى اليوم لم يحدث هذا.


ووفق الصفحة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية فإنه يُتوقع بحلول عام 2050، أن يعاني نحو 2,5 مليار شخص من درجة ما من فقدان السمع، وأن يحتاج ما لا يقل عن 700 مليون شخص إلى خدمات التأهيل الخاصة بالسمع، وهناك أكثر من مليار شاب معرض لمخاطر فقدان السمع الدائم الذي يمكن تجنبه بسبب ممارسات الاستماع غير المأمونة.


ووفق موقع المنظمة فإنه يبلغ الاستثمار السنوي الإضافي اللازم للتوسّع في خدمات العناية بالأذن والسمع على الصعيد العالمي، أقل من 1,40 دولار أمريكي للشخص الواحد.


ويَعِدُ ذلك إذا ما استمر على مدى عشر سنوات بتحقيق عائد يقدر بنحو 16 دولاراً أمريكياً على كل دولار أمريكي يُستثمر.


يحتاج أكثر من 5٪ من سكان العالم – أي 430 مليون شخص – إلى التأهيل لمعالجة فقدان السمع "المسبب للإعاقة" (432 مليون بالغ و34 مليون طفل). 


وحسب موقع منظمة الصحة العالمية يشير مصطلح فقدان السمع "المسبب للإعاقة" إلى فقدان السمع بمقدار يزيد على 35 ديسيبل في الأذن الأقوى سمعاً، ويعيش نحو 80٪ من الأشخاص المصابين بفقدان السمع المسبب للإعاقة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويزداد معدل انتشار فقدان السمع مع تقدم العمر، ويعاني أكثر من 25% ممن تتجاوز أعمارهم 60 عاماً من فقدان السمع المسبب للإعاقة.


أحمد كامل صاحب الـ 13 سنة.. أحد أطفال القوقعة منذ أن كان بعمر العامين.. فمنذ 11 عاما وهو وأسرته في دائرة أزمات القوقعة وقطع الغيار التى لا تنتهي، أحمد اليوم مهدد بالعودة إلى عالم الصم مرة أخرى بسبب عطل الميكرفون والذي يحتاج إلى 7 آلاف جنية للتغيير، والأم لاتملك منهم شئ.


"المشكله في تكلفة الصيانة ومصاريف التخاطب واللى كل سنة في ارتفاع" هذا أول ما قالته أم أحمد عند الحديث عن مشكلتها، مستطردة "انا دلوقتي عايزه اغير الميكرفون ب7000، ومش معايا حتى نص ثمنه".


هناك جهات أهلية قد توفر أحيانا البعض من قطع الغيار أو تساهم مع الأسرة فى ثمنها، إلا أنها تستغرق الكثير من الوقت والذي لا يكون في مصلحة الطفل، فاليوم الذي يتوقف فيه عن السمع يرجع به شهور للخلف، ويؤثر سلبا على نفسيته ويجعله فى حالة عصبية سيئة لعدم قدرته على التواصل مع من حوله.


"450 جنيه المعاش مابيكفوش حتى الجلسات فى الشهر" هكذا عقبت أم أحمد على ارتفاع أسعار قطع الغيار خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار، موضحة "عشان تبدلي الميكرفون المعطل بأخر سليم وبعد انتظار قد يصل لشهور عليكي دفع 6900 جنيه، وهذا يحتاج للتغير كل عامين لو الطفل يحافظ عليه، وغالبا الميكرفون لا يكمل العام مع ابني".


متابعة: "أما الكابل والذي قد نحتاج لتغيره من مرتين إلى خمسة سنويا حسب استخدام الطفل فبلغ سعره 1030، والبطارية تستمر لمدة عام ونصف وسعرها يقترب من الـ 2000 جنيه، وجهاز التعقيم فقط ب، 2000 جنيه، وهذا كله لاعلاقة له بالبرمجة التى قد تكون مرة أو مرتين في العام وتبدأ من 1000 على الأقل".


وأكدت أم ريتاج أم لطفل من زارعي القوقعة على كلام أم أحمد، مضيفة "في حال تعطل أى من قطع القوقعة تتوقف حياة الطفل تماما، ويتوقف عن الكلام لأنه لايسمع، ويبدأ فى العصبية والتوتر والهيبرة نتيجة عدم قدرته على التفاعل معنا".


موضحة أنها تعاني كثيرا مع هذه المشكلة خاصة وأن قطع الغيار بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها فهي غير متوفره، وهنا عليها الإنتظار إلى أن تجمع المبلغ المراد، ثم الانتظار ثانية إلى أن توفر لها الشركة القطعة المطلوبة، وكل هذا من عمر الطفل السمعى، ويؤثر عليه سلبا، لافتة إلى أنها الآن تعانى من مشكلة تعطل الميكرفون والذي يحتاج إلى 10 آلاف جنيه لإستبداله، منوهة أن الأسعار تختلف من شركة لأخرى، قائلة "وكله على حسابنا أحنا وأولادنا وبس".

 

اقرأ أيضا: حاصل على أكثر من 40 جائزة عالمية .. أنور المجركش مخترع وسادة ذكية لضعاف السمع


 

ترشيحاتنا