السكري حرمهم من الصيام.. ونصائح لراغبي الصوم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


السكر من الأمراض التى تصيب الكثير من الأشخاص، سواء الأطفال منهم أو الكبار، وعادة ما يعيش مرض السكر حياة مختلفة نسبيا بسبب هذا المرض، ووجوب التعامل السليم معه لضمان التعايش معه بسلام، ويكون شهر رمضان مختلف معهم عن غيرهم، فمنهم من لا يستطيع الصيام على الإطلاق، ومن يصوم منهم عليه اتخاذ تدابير واحتياطات خاصة لضمان عدم التعرض لمخاطر صحية أو الدخول في غيبوبة. 


 في التحقيق التالي نرصد المعاناة التى يعيشها هؤلاء المرضى، وكيف يمكن مواجهة هذا والتغلب عليه، ونصائح وارشادات طبية للصائمين منهم.


في البداية قالت منال محمود "أنا بنتى 9سنوات متشخصه من ٦ شهور سكري، وكانت معتادة على الصام وهي بعمر الـ 5 سنوات، وهذا العام تبكي كل يوم عشان عايزه تصوم"، موضحة أنها حاولت أن تقنع ابنتها أن رمضان ليس فقط صيام، وأن الصيام جزء من شعائر رمضان، وهناك عبادات أخرى مثل قراءة القرآن وحفظه.


وأشارت إلى أنها وجهتها لأعمال أخرى مثل المشاركة فى إعداد الطعام لتأخذ ثواب إفطار صائم، وكذلك قيام الليل وصلاة التراويح، ومساعده الغير.


"كل سنة رمضان بيجي بحس فيه بخنقة وضيق، وللأسف رمضان مبيفرحنيش ولا بحب أشوف فيه مسلسلات، والموسيقي اللي بتشتغل في كل حته بحسها بتخنقني وبتدوس عالجرح شويه" هكذا بدأت ريم إبراهيم "أسم مستعار" سرد معاناتها مع مرض السكري في شهر رمضان.


متابعة "أنا عندي ٢٠ سنة وكل سنة بقول عادي بس اكتشفت اني كل ما بكبر الموضوع بيزعلني أكتر، واحساس إن كلهم صايمين حواليا، وأنا لوحدي اللي كدة احساس صعب أوى، وطول اليوم ما بيبقاش ليا نفس أكل، وأقصى حاجة ساندويتش جبنة لما احس اني بهبط، الفرق بيني وبين الصايمين بيبقي المايه مش أكتر".


وأشارت إلى أنها تتعرض للعديد من المواقف السخيفة كل يوم، والتى تشعرها بالخجل من مرضها، قائلة "تعالي دوقي الأكل دى أكتر جملة بتستفزني، وكمان لما بنكون معزومين باستخبى عشان أشرب أو أكل أى حاجة لو حسيت بهبوط".


متابعة"هذا بالإضافة إلى معاناتي في الكلية، لاني من الممكن أن أبقي بالعشر ساعات دون أكل، لعدم معرفة من حولي بمرضي".


وأضافت والدتة الطفلة أمنية مجدي أنه منذ بداية الشهر وهى في جدال ونقاش حاد مع ابنتها بسبب الصيام، قائلة "بنتي عمرها 13 سنة، وبتصوم من عمر الست سنوات، وهذا أول عام لها بعد إصابتها بالسكر، والطبيب أكد أن الصيام خطر عليها".


متابعة " حالة البنت النفسية سيئة جدا، وبفطرها بالعافية عشان تأخد العلاج، ورافضة تماما انها تاكل كويس، واحنا مش عارفين نعمل أيه معاها، مهما حاولنا نقولها أن دي رخصة وان ربنا اللى فرض عليها الفطار، مافيش حاجة بتقنعها".


بينما قالت هالة عبدالله "أنا ابني بيصحي من النوم علي الساعة 3 أو4 العصر في رمضان، وبيبقي باقي وقت قليل أوي علي الفطار، بقيس له السكر كل شوية، لو لاقيته كويس بيكمل صيام، ولو هبط بفطره، مش عارفه كده صح والا أيه؟".


شيماء العدوي أم لطفل سكري ومؤسس مبادرة "أطفالنا والسكر.. اسمعني"، ومثقف سكري معتمد من الجمعية الأمريكية، أوضحت أن أكبر مشكلة تواجههم هي إعداد الطفل وأبويه لمواجهة المجتمع، سواء من الأطفال أو الكبار.


لافتة إلى أن هناك من يتدخل عن جهل وعدم وعي ويقولوا للطفل "لازم تصوم" ويخلطوا بين السكر من النوع الثاني المعتمد على الحبوب، والسكر من النوع الاول المعتمد على الإنسولين، وهذا لايمكنه الصيام.


وأضافت أن العبء الأكبر في هذا يقع على عاتق الأم، فهي المسئولة عن تنظيم أكل طفلها السكري، وفي أي عزومة، تجد تدخل من الجميع وتوجيه الأم أمام طفلها بقول "سيبيه ياكل براحته"، او يقدمو له هو حلويات وعصائر دون مراعاة معدل السكر لديه، قائلة " توجيه النصائح للام في اي تجمع عائلي بيضغط عليها نفسيا و كذلك الطفل فأتمنى من المجتمع الا يتدخل فيما لا يعنيه".


مستكملة "أطفالنا لهم رخصة بالإفطار وهذا حسب المجمع العلمي الإسلامي، إذن لماذا التدخل الذي يأتي بنتائج نفسية سابية تفقدنا و تفقد أطفالنا بهجة رمضان".


دكتورة عنايات عزت استشاري أمراض الباطنة والسكر أشارت إلى أن هناك بعض الأمراض أعطى الله اصحابها رخصة للإفطار حفاظا على حياتهم، ومن بينهم بعض مرضى السكر، موضحة أن مريض السكر من النوع الأول والذي يأخذ أنسولين ثلاث مرات يوميا ويصيب غالبا بالأطفال وأحيانا الكبار، من الصعب جدا أن يتحمل الصيام، فهذا ممنوع من الصيام.


متابعة "أما مريض السكر النوع الثاني إن كان في العادي لا يأخذ الأنسولين، وارتفع سكره بشكل كبير أو ظهرت لديه بعض المضاعفات الشديدية فجأة يستلزم وقتها أن يأخذ أنسولين فعليه الإفطار.


وأضافت دكتورة عنايات أن هناك مرضي سكر يمكنهم الصيام، وهؤلاء عليهم الالتزام بالانسولين الخاص بهم، والجرعة التى كانت تأخذ صباحا يأخذها قبل الإفطار، والجرعة المسائية يأخذ نصفها قبل السحور، لافتة إلى أن الأنسولين ممتد المفعول "لانتتوس" أنسب للصائمين من مرضى السكر، ويفضل عمل مقياس سكر قبل الإفطار بساعتين لضبط كمية الانسولين.


مختتمة أنه لابد من عدم الإكثار من الحلوى، وتقسيم الوجبات، فلا نكثر في الإفطار ونتناول وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور.


وأشار دكتور حسام حسنى اخصائي الغدد الصماء والسكر بالمعهد القومي للسكر إلى أن هناك بعض العادات الصحية الخاطئة لمرضى السكر في رمضان، يجب الإبتعاد عنها وتصحيحها، منها كثرة تناول العصائر والمشروبات المحلاة بالسكر أثناء فترة اﻻفطار، والصحيح استبدال تلك المشروبات بكميات كافية من المياه بمقدار 8-10 أكواب على أقل، موزعين على مدة الإفطار، مع عدم تركيزها في وقت واحد، أو تناول اللبن عوضا عنها، وإمكانية تناول العصائر الطبيعية غير المحلاة بالسكر مع مراعاة الكمية مثل عصير البرتقال. 


لافتا إلى خطورة كثرة تناول الحلويات الشرقية والغربية أثناء فترة اﻻفطار، ويجب اﻻمتناع عنها أو الإقلال منها بقدر الإمكان، منوها أن القيام بمجهود بدني عنيف أثناء الصيام أو القيام بالتماريين الرياضية، وخاصة بين العصر والمغرب غير مرغوب فيه لمريض السكر الصائم، ويفضل وتأجيل التماريين الرياضية إلى ما بعد الإفطار بساعتين وامكانية الإكتفاء بصلاة التراويح.


وأوضح دكتور حسام أن فكرة البعض بأن تناول كميات كبيرة من الطعام على الإفطار والسحور يحميه من التعرض للهبوط، فكرة خاطئة وتعرض المريض لارتفاع السكر والوزن، وكذلك فكرة النوم لساعات طويلة خلال النهار قد تعرضه للهبوط أثناء هذه الفترة دون دراية، منوها إلى أن تأخير السحور أفضل من التبكير فيه.


كما نصح بالإبتعاد عن الأغذية المحفوظة والمخللات في السحور، واستبدال ملح الطعام بالليمون حتى لايتعرض الجسم لإحتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم، وأكد على عدم توقف أدوية السكر أثناء الصيام، والرجوع للطبيب المعالج لتحديد امكانية الصوم من عدمه، وضبط الجرعات.


 اقرأ أيضا : دكتور عاصم  ابوعرب: التمر والعسل والتفاح والسمك والمكسرات .. روشتة صيام وتفوق الطلاب في رمضان

ترشيحاتنا