بيان قمة سويسرا للسلام بأوكرانيا يطالب بمشاركة جميع الأطراف لوقف الحرب

القمة
القمة

اختتم مؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا اليوم الأحد في منتجع بورجنشتوك في وسط سويسرا؛ بإصدار مسودة البيان الختمامي.

وأفادت مسودة البيان الختامي الصادر عن قمة رفيعة المستوى للسلام في أوكرانيا استضافتها سويسرا بأن «الحرب المستمرة التي تشنها روسيا الاتحادية على أوكرانيا تواصل التسبب في معاناة إنسانية ودمار واسع النطاق وخلق أزمات ذات تداعيات على العالم».

وجاء في المسودة أن القمة عُقدت من أجل تعزيز حوار رفيع المستوى حول مسارات نحو التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا على أساس القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

 

وأكدت المسودة على التزام الدول المشاركة بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي ومبادئ السيادة وسلامة أراضي جميع الدول ومنها أوكرانيا.

 

 

وأوضحت المسودة أن أي استخدام للطاقة النووية والمنشآت النووية يجب أن يكون آمناً ومحمياً وسليماً من الناحية البيئية.

 

وشددت على أن تعمل محطات الطاقة النووية الأوكرانية ومنها محطة زابوريجيا تحت السيطرة السيادية الكاملة لأوكرانيا وبما يتماشى مع مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، كما طالبت بضمان استخدام كييف لموانئها المطلة على بحر آزوف.

 

وأضافت أن «أي تهديد أو استخدام للأسلحة النووية في سياق الحرب الجارية ضد أوكرانيا أمر غير مقبول».

 

وشددت على ضرورة «إطلاق سراح جميع أسرى الحرب من خلال التبادل الكامل وإعادة جميع الأطفال الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا وجميع المدنيين الأوكرانيين الآخرين الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني».

 

وعبّر الزعماء في المسودة عن الاعتقاد «بأن التوصل إلى سلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف والحوار فيما بينها».

 

وأشارت المسودة إلى أن «ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبادئ احترام سلامة أراضي وسيادة جميع الدول يمكن أن يشكل أساساً لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا».

 

 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد قمة استمرت ليومين حول السلام في أوكرانيا بمشاركة زعماء أكثر من مائة دولة بمدينة بورجنشتوك السويسرية إن دعم الزعماء الغربيين وغيرهم أظهر إمكانية استعادة سيادة القانون الدولي.

 

وقال أمام الحضور: آمل أن نتمكن من تحقيق نتائج في أقرب وقت ممكن .. سنثبت للجميع في العالم أن ميثاق الأمم المتحدة يمكن أن يستعيد فعاليته الكاملة.

 

واجتمعت قوى غربية ودول من بقية العالم اليوم الأحد، في ثاني أيام قمة كبيرة في سويسرا، للعمل على التوصل لتوافق بشأن التنديد ما وصفوه بغزو روسيا لأوكرانيا وإبداء المخاوف إزاء التكلفة البشرية للحرب.

 

وتشير مسودة البيان الختامي للقمة إلى غزو روسيا بوصفه “حربا”، وهو وصف ترفضه موسكو، التى تؤكد بأنها تقوم بعملية عسكرية لتأمين أمنها القومى ضد جلب أوكرانيا لأسلحة حلف الناتو على حدودها كما تدعو المسودة إلى استعادة أوكرانيا السيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية والموانئ المطلة على بحر آزوف.

 

وتعد موسكو ما تصفها بأنها عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا جزءا من صراع أوسع نطاقا مع الغرب الذي تقول إنه يريد إخضاع روسيا. وتقول كييف والغرب إن روسيا تشن حربا استعمارية غير مشروعة.

 

وتجمع قادة العالم، ومن بينهم كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي وأولاف شولتس المستشار الألماني وإيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، مطلع هذا الأسبوع في منتجع جبلي في محاولة لحشد الدعم العالمي لإنهاء الحرب.

 

وأدان كثير من زعماء الغرب الغزو واستشهدوا بميثاق الأمم المتحدة في الدفاع عن وحدة الأراضي الأوكرانية ورفضوا مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحصول على أجزاء من أوكرانيا كشرط من شروط السلام.

 

وتقول كييف إن نحو 20 ألف طفل أُخذوا إلى روسيا أو إلى أراضٍ تحتلها روسيا من دون موافقة أسرهم أو الأوصياء عليهم منذ اندلاع الحرب. وترفض موسكو هذا وتقول إنها تحمي الأطفال الضعفاء في منطقة الحرب.

 

وتحث مسودة البيان المؤرخة في 13 يونيو  على إعادة جميع الأطفال المُرحلين بصورة غير قانونية.

 

روسيا تطالب بضمانات

 

بدوره، أعلن الكرملين، اليوم، إنّ "الرئيس بوتين لا يستبعد إجراء مُحادثاتٍ مع أوكرانيا، لكن ستكون هناك حاجة إلى ضمانات من أجل مصداقية أيّ مفاوضات".

 

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أنّ "مؤتمر سويسرا نفسه لن يتحدّث عن السلام، ولن يكون هناك بحث عن تسوية سلمية تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف".

 

كما لفت إلى أنّ "مبادرة السلام التي طرحها بوتين ستتم دراستها دون أدنى شك بكلّ عناية، حتى لو حاول السياسيون مثل زيلينسكي تجاهل مثل هذه المبادرة بشكلٍ علني، ومن المحتمل أن يكون هناك بعض الأشخاص الأكثر عقلانية".

 

وأشار بيسكوف إلى أنّ "روسيا ستدافع عن مصالحها وستحقق أهداف العملية العسكرية الخاصة بكل الوسائل الممكنة".

 

وعلى صعيد متصل ، أثار غياب الصين عن مؤتمر السلام الدولي، الذي بدأ أعماله أمس السبت في سويسرا، بشأن أوكرانيا، تساؤلات حول مقاربة بكين الأزمة الأوكرانية، خصوصاً أنها دأبت على تقديم نفسها لاعباً أساسياً في جهود الوساطة وإنهاء الحرب وتحقيق السلام بين موسكو وكييف. وكانت الصين قد بررت، في أواخر مايو الماضي، رفضها المشاركة في مؤتمر السلام لأسباب تتعلق بعدم استيفاء شروط المشاركة، بما في ذلك مشاركة كل من روسيا وأوكرانيا على قدم المساواة.

 

 

 

ترشيحاتنا