بكره الوقفة وبعده العيد ..أشهر الأختلافات بين الدول حول رؤية الهلال

تعبيرية
تعبيرية

مع كل عام، ينشأ جدل شديد حول موعد بداية رمضان وشوال وذي الحجة، وحينما تختلف الدول العربية عن بعضها البعض يتطور الجدل بين الجمهور ليتخذ طابعًا سياسيا ، وبشكل عام فإن علم الفلك لا يحدد ما تعنيه الرؤية، وإنما يقدم البيانات المناسبة إلى أهل الاختصاص الشرعي.

كل عام تسود حالة من الأرتباك والحيرة والكل يتساءل: متى العيد؟ هل ثبتت الرؤيا ؟ هكذا تختلفت الدول العربية والأسلامية في رؤية هلال شوال، حيث لا يعتبر الاختلاف في رصد هلال العيد أمرا جديدا في الدول الإسلامية ، ويتواصل الالتباس والجدل بعد أن أنقسم مواطنون في نفس الدولة حول تحديد يوم العيد، إذ بدأ بعضهم الاحتفال به فى يوم ، فيما قرر البعض الآخر استكمال صيامه ، مثلما حدث فى سنة من السنوات وتحديدا عام 2019 بين مواطنين الدولة الواحدة.

ففي اليمن، أفادت وزارة الأوقاف، التابعة للحكومة المعترف بها دوليا، بأن الثلاثاء هو أول أيام العيد ، ولم تمض دقائق حتى أعلنت "لجنة الأهلّة" التابعة لجماعة الحوثي أن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر.

وتكرر الأمرفي العراق، حيث أكد مكتب المرجع الشيعي أن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان ما يعني أنّ العيد سيحل يوم الأربعاء ، في حين أعلن ديوان الوقف السني في العراق بأنه سيحتفل الثلاثاء بعيد الفطر.

ويتشابه الأمر في السودان وسوريا، إذ يبدو أن الخلافات السياسية قد تلقى بظلالها حتى على الاحتفالات الدينية ، فقد تباينت آراء السودانيين إزاء دعوة تجمع المهنيين السودانيين للاحتفال بأول أيام عيد الفطر الثلاثاء، مخالفة بذلك قرار "مجمع الفقه" الذي أعلن الأربعاء يوم عيد.

أما في سوريا، فقرر المجلس الإسلامي السوري، التابع للمعارضة، الاحتفال بالعيد يوم الثلاثاء مثل باقى الدول المجاورة لسوريا ، غير أن وكالة الأنباء السورية الرسمية، أعلنت تعذر رؤية هلال العيد الاثنين، وأن الأربعاء هو أول أيام العيد.

في ليبيا وفى الساعة الرابعة فجرا، اضطر الليبيون إلى تغيير مشاريعهم لليوم التالي، بعد أن تراجعت دار الإفتاء عن إعلانها السابق بأن الأربعاء هو أول أيام العيد ، وجاء التغيير بعد ساعات من الإعلان بأن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان وأن أول أيام العيد سيكون الأربعاء ، وسادت حالة من الجدل في ليبيا في أعقاب انتشار بيانين، أحدهما للهيئة العامة للأوقاف، التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، والآخر لدار الإفتاء التابعة للحكومة المؤقتة بشرق ليبيا.

ويرجع الاختلاف في تحري هلال شوال إلى الوسيلة المتبعة في تحديده ، فالبعض يتبع الحسابات الفلكية بينما يعتمد آخرون الرؤية بالعين المجردة في حين يستند آخرون إلى المناظير الحديثة ، وتأخذ بعض الدول بأكثر من وسيلة.

فعلى سبيل المثال تعتمد دول كالسعودية وليبيا على رؤية الناس بالعين المجردة وهي طريقة تقليدية في استطلاع الهلال ، وتتبع دول أخرى الحسابات الفلكية كما الحال في ماليزيا وتركيا فضلا عن المجلس الفقهي الشمالية ، إذا يعتبرون ظهور قمر جديد في الأفق يعني بداية شهر جديد.

وفي بداية الألفية اتفقت الدول المشاركة في مؤتمر جدة على تأسيس مرصد إسلامي موحد لتحديد رؤية الهلال ، لكن ذلك لم يتحقق لتفضيل بعض الدول الاحتفاظ بسيادتها في تحري رؤية الهلال بشكل مستقل ،  وفي حال اختلاف نتيجة تحري هلال العيد بين الدول، يتعين على المقيمين في كل دولة الالتزام بنتيجة تحري الهلال فيها وفق ما أكده بعض العلماء.

و قال حنا صابات، أستاذ الفيزياء الفلكية في الأردن: "يمكن تحديد بداية الأشهر القمرية وثبوت أهلتها بكل سهولة لآلاف السنين لا لعام أو لعامين فقط ، وعلوم الفلك تعتمد في رؤية الأهلة على الاقتران المركزي بين السماء والأرض قبل غروب الشمس، والاقتران المركزي أمر لا يختلف عليه اثنان في إثبات رؤية الهلال.

ترشيحاتنا