اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية أوقفت سباق التسلح النووى بالعالم 

سباق التسلح النووى بالعالم
سباق التسلح النووى بالعالم

صرح د.أحمد محسن  مسئول المركز الوطنى لبيانات نزع السلاح بالمعهد القومى للبحوث الفلكية : أن عدد التفجيرات النووية التى قامت بها كل دولة على مستوى العالم حتى عام 1996كانت الصين 45 تجربة ، بريطانيا 45 تجربة ، فرنسا 210 تجربة ، الاتحاد السوفيتى 715 تجربة أما الولايات المتحدة فأجرت 1032 تجربة ولكن بعد توقيع اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية انخفض عدد التجارب النووية بشكل كبير جدا ، كما لم تدخل دولا جديدة لسباق التسلح النووى إلا دولتين فقط من عام 1996حتى الآن ، و آخر دولة أجرت تجربة نووية كانت كوريا الشمالية منذ سبع سنوات في عام 2017

 

واكد د.أحمد محسن مسئول المركز الوطنى لبيانات نزع السلاح والباحث بقسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية : أن منظمة المعاهدة الشاملة لحظر التجارب النووية تمتلك مجموعة من المحطات لرصد أى موجات زلزالية أو موجات تحت صوتية أو الموجات الصوتمائية الناتجة من إجراء التجربة ، كما يتم رصد الانبعاثات المشعة بالجو ، وكل هذه الأنواع من الموجات والانبعاثات تنتشر لمسافات طويلة ولا تضمحل إلا بعد فترات طويلة جدا ، كما يتم رصد موجات الصوتمائية التى تكشف حدوث أى تفجيرات بالمياه و بعد ذلك يتم تبادل المعلومات بين المنظمة و الدول، فهذا النظام وتلك التقنيات توفر قدرا كبيرا من المعلومات التي لها كثير من التطبيقات السلمية والعلمية فعلى سبيل المثال تساعد هذه البيانات فى التحذير من احتمالية وقوع تسونامى عبر محطات الزلازل ، كما أن استخدام تلك التقنيات من الموجات الصوتية يساعد فى دراسة سلوك الحيتان ومتابعتها أثناء فترة هجرتها ، وتساعد تلك التقنيات فى رصد مشكلات الغواصات مثلما حدث وتم رصد انفجار غواصة الارجنتين التى انفجرت تحت الماء وتمكنت محطات المنظمة من تحديد موقع هذه الغواصة الغارقة 

 

رصد العواصف :

 وأوضح د.محسن : أن منظومة قياسات الموجات التحت صوتية تم الاستفادة منها فى دراسة ورصد العواصف والأعاصير والرياح الموسمية ، كما يمكن استخدام تلك الموجات فى دراسة النيازك والشهب التى تخترق الغلاف الجوى ، كما يمكن رصد الطائرات التى تخترق سرعة الصوت 

 

دراسة الزلازل :

وكشف د. أحمد محسن مسئول المركز الوطنى لبيانات نزع السلاح والباحث بقسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية : أن هناك تطبيقات كثيرة للاستفادة من قياسات منظومة الرصد، فمن خلالها يتم رصد الزلازل عبر منظومة متكاملة على مستوى العالم ولذا يعطى رصدا دقيقا ومتكاملا ، فهذه القياسات تعطى دراسة لتأثير أى زلزال يحدث بالعالم وذلك حدث مع زلزال تركيا المدمر ، كما يتم دراسة سلوك الموجات على سطح القشرة الأرضية ولذا يمكن دراسة الزلزال وشدته والمناطق التى تتأثر به

 

اتفاقية حظر التجارب النووية 

وأكد د.محسن : أن اتفاقية حظر التجارب النووية لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن ، إلا أن تلك الاتفاقية تتخذ التدابير لبناء الثقة بين الدول الأعضاء بمعنى أن الدولة التى تجرى تفجيرا غير نوويا شديد يجب أن تخطر الدول الأعضاء بإجرائها لتلك التجربة وتعلن عنها وأن ترسل للمنظمة تفاصيل المواد التى تستخدمها وأن توضح الدولة صاحبة التجربة نيتها وأغراضها من هذه التجربة وذلك يخلق الشفافية ، اما في حال اتهام الدوله بكون التجربه ذات طابع نووي و أنكرت الدولة صاحبة التجربة إجراءها لهذه التجربة النووية ،فإنه يمكن التأكد من عدم إجراء الدولة لأية تجارب نووية وذلك من خلال التفتيش الموقعى أي اجراء تفتيش لموقع التجربة النووية 

 

موقع التجربة النووية :

وأشار د.محسن أن تحرك المنظمة بهذا التفتيش لموقع التجربة لا يتم إلا بناءا على طلب من احد الدول الأعضاء لإجراء التفتيش لقيام دوله ما بإجراء تجربة نووية ويتم التحرك عبر المنظمة لإجراء هذا التفتيش عبر مفتشين دوليين وذلك يستلزم بعض الشروط ويتم عرض الطلب على مجلس المنظمة وإذا تمت الموافقة على طلب التفتيش لموقع التجربة النووية بموافقة ٥١ دولة من الأعضاء بأغلبية ٣٠صوت ولا يوجد فيتو إذا تمت الموافقة على قرار التفتيش 

 

عملية التفتيش 

وأشار مسئول المركز الوطنى لبيانات نزع السلاح : أن الاتفاقية لم تدخل حيز التنفيذ لأنه توجد ثمان دول وقعت على الاتفاقية ولكن لم تصدق عليها ومن ضمنها أمريكا والصين 

وأوضح د.محسن أن عملية التفتيش تتم بتصوير موقع التجربة النووية ،و يقوم بذلك فريق التفتيش والمتكون من ٤٠ عضو يذهبون للدولة المتهمة بإجراء هذه التجربة واجراء التفتيش بها وهى أعمال غير تقليدية ، فالتفتيش لا يكون بصرى فقط بعمل زيارة للموقع المتوقع للتجربة النووية ، وإنما يتم باستخدام أجهزة استكشاف والحصول على عينات من سطح الأرض ومن الهواء المحيط بها ومن المياه ، كما يتم أخذ عينة من التربة من تحت سطح الأرض

 

وكشف د.محسن : أن محيط التجربة يكون بطبيعته كبير ولذا فمساحة التفتيش لا تزيد عن ألف كيلومتر مربع ويستخدم قدر كبير من الأجهزة ويحق للمفتش أن يستخدم الرصد بطائرة عبر عدد محدد من ساعات الطيران نصت عليها الاتفاقية ويتم استخدام كاميرات وتسجيل بالفيديو لرصد كافة الانبعاثات والإشعاعات 

 

التفتيش وحقوق الدول :

وأكد مسئول المركز الوطنى لبيانات نزع السلاح : أن اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية تحافظ على حقوق الدولة التى يتم تفتيشها ، وإذا كانت منطقة التفتيش بها اعمال وانشطة بهدف تطوير اقتصادى وخلافه وليس لها علاقة بالتسلح النووى ففى تلك الحالة يحق للدوله تتحت التفتيش حظر اعمال التفتيش في بعض الأماكن الواقعة داخل منطقة التفتيش ، ولكن يحق للمفتش أن يقيس حول هذه المنطقة وإذا رفضت الدولة الطيران بمنطقة ما فهناك أساليب أخرى للتفتيش والرصد خاصة وأن الأدوات المستخدمة قادرة على القياس تحت الأرض لأعماق كبيرة تحت سطح الأرض فالمفتشون يستخدمون أجهزة حديثة للغاية وبتكنولوجيا متطورة جدا