.. ونجح «نعمة الأفوكاتو» رغم الهجوم عليه! ونجحت مي عمر رغم «الأفورة» في الأداء! 

نعمة الأفوكاتو
نعمة الأفوكاتو

هناك قاعدة نقدية تقول إن العمل الفنى السئ الأفضل تجاهله، لأن الناقد لو أمسك بالقلم، وبدأ يكتب عن هذا العمل سواء بالسلب أو بإلايجاب، فهذا يعنى أن هناك من استفز ملكات هذا الناقد أو ذاك ليكتب عن العمل، إذن فهذا العمل (فيه حاجة حلوة)، فما بالك لو كل الجمهور أو أغلبه أصبح يتناول النقد والكلام عن هذا العمل، بل وأصبح مادة خصبة للكلام والانتقاد لكثير من (البلوجرز) و(اليوتيوبرز)، ما يعنى بالتأكيد أن هذا العمل (فيه حاجة كبيرة ومهمة) جذبت انتباه النقاد والجمهور و(البلوجرز) و(اليوتيوبرز) وغيرهم، وجعلتهم ينتقدون العمل وصناعه وأبطاله، سواء بالسلب أو بالإيجاب.

فما هي هذه الحاجة أو الظاهرة التى لفتت انتباه كل هؤلاء لمسلسل «نعمة الأفوكاتو»؟ لماذا تحول إلى (ترند) سواء على (السوشيال ميديا) أو فى الشارع أو في البيوت؟ 

هذا يعنى كما أشرنا من قبل أن (فيه حاجة حلوة) استفزت كل هؤلاء، أو أن فيه حاجة مستفزة جداً جعلت كل هؤلاء يتابعون المسلسل بكل هذه الجدية التي ظهرت في الهزل، الذى قدموا به نقدهم عن هذا العمل.

الأغلبية يهاجمون مي عمر وأداءها و(أفورتها)، ولكنهم يتابعون المسلسل بكل اهتمام وتركيز. فهل هذا معناه أن أداءها استفزهم بالشكل الذي يبعدهم عن متابعتها؟ طبعًا لا، لأن لو كان ذلك كذلك، فإنهم ولا شك سوف يعزفون عن متابعتها.

هل القصة مثلا لا تعجبهم؟ بالتأكيد لا، لأن القصة لو كانت سيئة، كانوا عزفوا عن متابعتها منذ البداية، ولم يتابعوها للنهاية. هل السيناريو ملفق؟ جائز، هل الحوار سطحي وساذج؟ جائز جدًا، ولكن الأكيد أن كل هذه التوليفة من السذاجة والسطحية والأداء (الأوفر) أعجب الناس التي تهاجم العمل، لدرجة وصلت إلى تهكمهم، وإلا لماذا تابعوه بكل هذا التركيز والاهتمام، فالنقاد من الممكن أن يتابعوه لأنه عملهم، ولكن لا يجب أن يكتبوا عنه ويتجاهلوه لو لم يرتق لعمل فني أو يقدم حتى الحد الأدنى من الفن المقبول كصناعة.

أما الجمهور، فلماذا يتابعه بكل هذه الكثافة؟ لأن الأكيد أنه أعجبهم بشكل عام، ومي عمر بشكل خاص، حتى لو هاجموها. أما (اليوتيوبرز) و(البلوجرز) فمن المؤكد أن أكل عيشهم من الهزار والتهكم على الأشياء والأعمال والأبطال يحتم عليهم ذلك، لأن (البلوجر) لا يستطيع مدح عمل أو الحديث عنه بالإيجاب، وإلا انصرف عنه الجمهور والمتابعون، فشهرتهم تأتى من الهجوم والهزار، لا العقلانية ولا المنطقية.

إذن يبقى الجمهور هو عامل الحسم فى مثل هذه القضايا الفنية، والذى بالتأكيد بسبب النقاد و(البلوجرز) والذى منه ذاع صيت هذا المسلسل، وحوّله إلى (ترند) على كل المواقع والسوشيال ميديا، فجعل الناس تبحث عن المسلسل، بل ومتلهفة لمشاهدته، ومن ثم متابعته بشكل يومى وصل لدرجة الحماس، مما يعنى ببساطة أن هذا العمل نجح جماهيريًا بغض النظر عما يقدمه من تفاصيل في صناعة العمل الفنى وعناصره بداية من القصة والسيناريو والحوار مرورا بالأداء التمثيلى وصولاً إلى الإخراج.

وهذا ليس العمل الوحيد الذى ينجح للمخرج محمد سامى جماهيرياً، فى الوقت الذى يرى فيه النقاد وليس وحدهم بل المتخصصين فى الفن أن العمل لم يكن بالجودة الفنية المتميزة التى يجب ان يكون عليها العمل الفنى..ولكنها تنجح بل والاكثر غرابة ان حتى الحد الادنى من التميز الفنى والابتكار والابداع لم تكن موجودة ولكن اعماله تنجح سواء مع محمد رمضان او مع غيره..ولا يقول احد انها لجان السوشيال ميديا التى تدفع لها فتنجح هذا العمل او تسقطه..فالجمهور فى الشارع والبيت ليس بالسذاجة والطيبة الذى يمشى وراء السوشيال ميديا طوال عرض الحلقات طالما ان ليس بها ما يشده ويجذبه ويجعله يتوحد ويتعاطف مع العمل ومع ابطاله.

فعادة تيمة الصعود او الانتقام هى ماتعجب المشاهد على مر العصور والتاريخ..فهذا سر نجاح الزعيم عادل امام منذ بداياته..وكذلك فى السينما الهندية مثلا نجح اميتابتشان وشاروخان وتخطوا حدود بلدهم بمثل هذه التيمة ..وطبعا الان محمد رمضان سواء مع المخرج محمد سامى اوغيره يلعب وينجح بهذه التيمة..ولكن يبدو ان محمد سامى كمخرج وقبلها ككاتب للعمل او مشارك فى كتابته اصبح يعرف حريف فى اللعب بهذه التيمة..فكما يقولون رغم اداء مى عمر الاوفر..وإن كنت ارى ان مى عمر تستحق هذا النجاح لان لانجاح يأتى من فراغ  ولكن سنمشى مع من يقولون ان ادائها اوفر..كما ان القصة والسيناريو والحوار به تطويل ومط فى لاحداث والتناول ولكن فى النهاية تلعب القصةعلى فكرة الانتقام والصعود فغض الجمهور طرفه او عمل نفسه مش واخد باله او واخد باله بس مش مهتم بهذا المط والتطويل فى الحوار المهم عند امتى وازاى ح تنتقم البطلة من الشرير..فهذا من وجهة نظر سر خلطة النجاح لدى سامى الذى عرف كيف يتعامل مع الجمهور او كثير من الجمهور ويجذبهم لأعماله ويجعلهم يلتفوا حوله بل ويستفز النقاد والبلوجر ليتكلموا عن المسلسل ويحدث لغط ويتحول لتريند سواء فى الواقع..او فى الواقع الافتراضى والسوشيال ميديا.

كما ان فكرة ان الجمهور نفسه يعجب بمثل هذه الاعمال رغم سطحيتها من وجهة نظرالبعض هذا يحتاج دراسة خاصة بفكر وثقافة المتلقى وليس القاء اللوم على من يلقى..فهو عرف السر ولعب عليه ونجح به.وهذا يحسب له لا عليه..فالفنان يجب ان يتعامل مع جمهوره على قدر عقولهم لا ان يتعالى عليهم او يتكبر بفكره فيظن انه يسمو بمايقدمه ليرتقى بفكر وعقل المشاهد كما يقول البعض ان الفن يجب ان يرتقى بذوق المشاهد وهذه حقيقة يرتقى بذوق المشاهد لا عقله الذى يؤثر على تكوينه وعليه عناصر اخرى كثيرة يجب ان تتعدل هى اولا قبل ان نطلب من الفن ان يرتقى بالمشاهد والهما الاسرة والتعليم فإن ارتقيا سهل على الفن ان يرتقى معهم بعقلية المشاهد ولكن ان يرتقى الفن بعقلية المشاهد دون ان يكون للمشاهد عقلية تعتمد على التعليم والثقافة والفكر والاسرة فهذا موضوع كبير لايجب الخوض فيه الان ولكن فقط يجب ان نشير ان سامى نجح ان يتعامل مع الجمهور بسر الخلطة الدرامية التى مادائما ينجح بها. 

ترشيحاتنا