شعوب تعلن عن قدوم رمضان بأشعال النار على رؤس الجبال .. عادات غريبة

أشعال النار على رؤس الجبال فى اليمن
أشعال النار على رؤس الجبال فى اليمن

 

مع تنوع الثقافات والموروثات الشعبية تظهر عادات غريبة فى أستقبال شهر رمضان الكريم والابتهاج به في شتى الدول ، لذلك تنتشر بعض العادات الغريبة لدى بعض الشعوب في شهر رمضان ، وهناك بعض الدول التي ما زالت تحافظ على العادات الرمضانية المتعلقة باستقبال شهر الصيام، وربما منها عادات غريبة، ومنها ما هو مبهج ويدعو للتسامح والتأمل، ومنها ما هو قد يكون غير محبب لدى البعض.

فاليمنيون يحتفلون بقدوم شهر رمضان بأغرب العادات على الأطلاق، حيث يضرمون النيران في كومة من القشّ والحطب على رؤوس الجبال، كوسيلة لإعلام السكان بالمناسبة ، وهذه عادة قديمة تسبق ظهور الإسلام، استلهمت من حضارة المملكة السبئية، حين كان إشعال النار على قمة جبل "اللوذ" بمحافظة الجوف، من الطقوس الدينية في مراسم تنصيب الحكام "المكاربة".

وتختلف تسمية هذه العادة باختلاف مناطق اليمن، فتسمى في بعض المحافظات "تشعيل" و"تشاعيل"، فيما يطلق عليها في مناطق أخرى "التناصير"؛ إذ كانت طريقة لإعلان انتصار الجيوش في المعارك ، وهى أيضا وفق كلام المؤرحون ، وسيلة القبائل اليمنية في التداعي العاجل، لمواجهة الأخطار الداهمة، وهي عادة قبلية متوارثة منذ ممالك حِميَر وسبأ.

ومع وصول الإسلام إلى الأراضي اليمنية، أصبحت عادة إشعال النار في قمم الجبال والمرتفعات بمثابة إعلان للمواقيت، انطلاقًا من جبال مركز الأهلّة، مدينة زبيد التاريخية، المطلّة على البحر الأحمر، ومنها يتم تناقل الإعلان بين جبال المناطق والبلدات والمدن القريبة، عبر هذه الطريقة البدائية.

ورغم التراجع الكبير لهذه العادة مع تطور وسائل الإبلاغ وانتهاء وظيفتها، فإنها لا تزال حاضرة حتى اليوم، في بعض المدن والأرياف اليمنية، وتحولت إلى تقليد شعبي يحتفي به الأطفال والشباب بحلول المناسبات الدينية.

وخلال العقود الأخيرة، بات الكثير من ممارسي هذه العادة، يقومون ليلة اليوم الأول من رمضان، بإضرام النار في إطارات السيارات التالفة وغير المستخدمة، بدلًا عن استخدام القشّ والحشائش والحطب، سواء في المرتفعات الجبلية أو في السهول قرب المدن والتجمعات السكانية ، مما يسبب إزعاجا للكثير من اليمنيين، جراء استنشاق أدخنة المطاط المتصاعدة المضرّة بالصحة العامة، خاصة المرضى والمصابين بمرض الربو.

ترشيحاتنا