كندا تعلن عن استمرار تقديم المساعدات لسكان غزة  

الأونروا
الأونروا


 
 
أكدت الشؤون العالمية  الكندية أن  كندا  تشعر بقلق عميق إزاء الحالة الإنسانية الكارثية في غزة والتي تزداد سوءا ساعة بعد أخرى. وعليه، يجب أن يتم إيصال المساعدات إلى السكان المدنيين بأسرع وقت ممكن. وفي هذا الصدد، تعمل كندا على التغلب على التحديات التي تواجه وصول المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة الساعية لإنقاذ حياة السكان لحين التمكن من إيصال المزيد من المساعدات إلى ذوي الحاجة. 

لقد كانت كندا أول دولة من دول مجموعة السبع التي قدمت الدعم لغزة بعد 7 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وهي إحدى أكبر الجهات المانحة للمساعدات والعاملة على مواجهة الأزمة الحالية في العالم. وعليه، فقد أعلن  السيد أحمد حسين، وزير التنمية الدولية، أن كندا سترفع حجزها المؤقت عن تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لأن الأخيرة تلعب دورا حيويا في غزة، حيث انها توفر مساعدات الإغاثة الإنسانية لأكثر من 2 مليون شخص، بالإضافة إلى تنفيذها عمليات حيوية تدعم من خلالها 4 ملايين شخص في أماكن أخرى من هذه المنطقة. كما أن منظمات أخرى تعتمد أيضا على خبرة الأونروا وبنيتها التحتية في تقديم المساعدات الإنسانية في غزة. 
وفي أعقاب المزاعم التي افادت بأن بعض موظفي الأونروا متورطون في هجمات حماس الإرهابية البشعة ضد إسرائيل في 7 تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، قامت الأمم المتحدة بوضع بعض السيناريوهات المهمة للتعامل مع موضوع الادعاءات هذا، وبالتالي تعزيز مبدئها بعدم التسامح مطلقا مع مبدأ الإرهاب داخل منظمات الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا. وقد راجعت كندا التقرير المؤقت لمكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية (OIOS) بشأن هذه المسألة وتتطلع إلى استلام التقرير النهائي. كما انها تشيد بالمراجعة المستقلة للأونروا الجارية حاليا، والتي جرت تحت إشراف كاثرين كولونا، حيث تأمل بأن تتضمن مراجعة التقرير هذه، تقييم الآليات التي تشير الى حيادية الأونروا. وفي الوقت الذي تستمر فيه عمليات التحقيق، قامت الأونروا باتخاذ تدابير فورية لتعزيز الرقابة والمساءلة والشفافية.
كما تلتزم كندا بضمان المساءلة الكاملة والعمل الجاد وتنفيذ الإصلاحات الضرورية داخل منظمة الأونروا. وستعمل جاهدة مع الجهات المانحة الأخرى ومع الأمم المتحدة ومع الأونروا ذاتها لضمان التنفيذ الكامل للتوصيات المنبثقة عن تحقيق مكتب خدمات الرقابة الداخلية والمراجعة المستقلة. وتعتقد كندا بأن الأونروا ستفي بالتزاماتها وستتمسك بقيم الأمم المتحدة ومنها "الحياد"، والذي يعتبر مكّوناً أساسياً من مبادئ عمل منظمة الأونروا. 
وتتحمل النساء والأطفال العبء الأكبر من تبعات هذه الحرب بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة؛ فقد نزح ما يزيد عن 1.7 مليون شخص من سكان غزة الى رفح، يعيش معظمهم في اوضاع صعبة وغير صحية للغاية تحتم عليهم الازدحام في العيش والسكن. كما يعاني معظم السكان من الانعدام الشديد للأمن الغذائي، وهناك خطر متزايد من انتشار المجاعة على نطاق واسع. وقد أصبح الوصول إلى الخدمات الطبية المنقذة للحياة شحيح للغاية. 
إن كل قدر من المساعدات لهو أمرٌ بالغ الأهمية، ولهذا السبب تسعى كندا إلى اتباع جميع السبل الممكنة لإيصال المساعدات إلى غزة؛ منها مثلاً دعم الأردن وبرنامج الأغذية العالمي في القيام بعمليات إنزال جوي لإيصال المواد الأساسية التي يحتاجها المدنيون الفلسطينيون بشدة في غزة الآن. 
وقد لعب الأردن دورا رئيسيا في إيصال الإمدادات الضرورية التي تشتد اليها الحاجة برا وجوا إلى غزة. ولتعزيز هذه الجهود، قدمت كندا تمويلا بقيمة 100,000 دولار للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لشراء الإمدادات اللازمة مثل المواد الغذائية والبطانيات والملابس الشتوية، والتي سيتم تسليمها للسكان المحتاجين في غزة، بما في ذلك عمليات الإنزال الجوي الأردنية. إضافة إلى ذلك، خصصت كندا تمويلا كبيرا لبرنامج الأغذية العالمي، سيتم استخدام جزءاً منه لعمليات الإنزال الجوي.