ينافس النجوم الشباب بشراسة على القمة ضمن الماراثون الرمضاني في الأسبوع الأول له، تأتي المنافسة من خلال قضايا اجتماعية معاصرة وروح مصرية جذبت شريحة كبيرة من المشاهدين، أبرز تلك التجارب قادها أحمد داش وعصام عمر في مسلسل "مسار إجباري"، تأليف باهر دويدار وإخراج نادين خان وإنتاج المتحدة ومشاركة النجوم بسمة وصابرين ومحمود البزاوي.
تخضع تلك التجربة لفكرة إلتقاء نموذجين من الشباب الكادح بواحدة من أكبر الكوارث التي تقلب حياتهما رأسا على عقب، فلكل منهما مشروعه الذي يبذل طاقته لإنجاحه، يواجهان صدمة مشتركة تضطرهما إلى التكاتف والمضي في مسار إجباري، تبدأ العلاقة بينهما بأسلوب وتنتهي بآخر دون أن يخل أي منهما بدوره فيها.
الشقيقان علي وحسين يعملان بحرف زاد انتشارها مؤخرا، فالأول يمتاز بعبقرية قانونية تتفوق على الكثير من المحامين الممارسين وهو لا يزال يدرس بكلية الحقوق، رافضا التخرج حتى لا تتغير خططه في صنع مستقبله، بل ويقوم بالتدريس ومساعدة زملائه الممارسين من الباطن، والثاني يدير مشروعه الخاص في بيع المأكولات السريعة على سيارته الخاصة التي تعج بها شوارع القاهرة والأقاليم بل ودول العالم أيضا، تجد رواجا يصعب معها التغيير لمهنة أخرى، إذ أن عددا غير قليل من ممتهني هذا المشروع خريجي جامعات فلم تعد قاصرة على غير المتعلمين.
ارتباط الشابين بعائلتهما كبيرا وهو ما يجعلهما في ارتباك شديد يؤثر سلبا إلى حين على عملهما، إلا أن الأحداث لا زالت تحمل الكثير من المفاجآت تكشف تباعا في الحلقات القادمة، خاصة وأن سرا كبيرا كشفه والدهما قبل ساعات من وفاته زلزل الأرض تحت أقدامهما، وأصبح خيارهما إجباريا لتجاوز تلك المحنة.
عصام عمر وأحمد داش من النجوم الشباب الذين استطاعا أن يضعا بصمتهما الخاصة في عدد من الأعمال التليفزيونية، ويتميز كل منهما بحضور وسلاسة في الأداء، ظهر جليا حالة من النضج الفني في خطواتهما الأخيرة، تعد مشاركتهما في مسلسل "مسار إجباري" تأكيدا لهذا النضوج وذكاءا في الاختيار وتثبيتا لمكانة يستحقها كل منهما.
التجربة تستحق المتابعة لكونها تستند على عناصر شابة في الاخراج والتمثيل والقصة والحوار، وتمثل تحديا في آلية استمرار جذب المشاهد لمتابعة باقي حلقاته، خاصة وأنه ينتمي لمسلسلات الحلقات القصيرة المكثفة التي تحظى برواجا كبيرا خلال السنوات الماضية، وتتغلب على أزمات المط والتطويل للأحداث في مجملها، فهل يربح المسلسل هذا التحدي ويستمر على وتيرة حلقاته الأولى للنهاية؟ هذا ما تكشفه الأيام المقبلة.
