متى يجب على ذوي الهمم «الصيام»؟                      

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

منذ أيام كان احتفال الدولة بأولادها من ذوي الهمم "قادرون بإختلاف"، فهم جزء أصيل ولا يتجزأ من أى مجتمع، لذا كان الاهتمام بهم وبحياتهم في مختلف المجالات التربوية والتنموية والتوعوية والتعليمية والتثقيفية وغيرها من الأمور الهامة جدا، وإلقاء الضوء على حياة هذه الفئة التى كانت مهمشة لعقود طويلة أمر واجب لا يمكن أغفاله.


ومع بداية شهر رمضان المبارك كان علينا إلقاء الضوء على كيفية صوم هؤلاء الأشخاص؟ وهل هم مكلفون بالصيام أم لا؟ حيث تقول أحد الأمهات أن لديها طفل من  الـ "داون" وهي دائما تسعى ان تجعله مثل من حوله في كل شئ، لذا فهى تجعله يصوم شهر رمضان، رغم أنه غير متقبل هذا، ولا يرى سبب حتى يمتنع عن الأكل طوال هذه الساعات، وتتسائل " هل أجبره على الصوم، أم أتركه كما يريد هو؟ وهل هو شرعا عليه أن يصوم أم أنه من الفئات غير المكلفة؟ وكيف يمكننى تعويده واقناعه بالأمر؟".


وتقول أم لطفلة عمرها 11 عام من أصحاب الإعاقات الذهنية ولكنها ليست بالاعاقة الكاملة، أنها تريد أن ترى ابنتها مثل اخوتها واقرانها، وتحاول دائما أن تشجعها على الصيام والصلاة، وما يساعدها في ذلك أن ابنتها تفهم وتعي بعض الأشياء، ولكنها تواجه صعوبة فى الاستمرارية، وتتسائل هلى ما تفعله صواب أم خطأ؟. 


أشار دكتور عبد الغني هندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن تحديد ما إن كان الفرد يمكنه الصيام أم لا أمر يحدده الطب، ولكل حالة وضع يختلف عن الأخرى، والطبيب المعالج هو من يمكنه تحديد ما إذا كان الإنسان يمكنه الصيام أم لا.


أما من الناحية الشرعية فأوضح هندي أن التكليف يكون على المسلم البالغ العاقل القادر، حيث الأصل في الصيام القدرة والاستطاعة، سواء كانت قدرة جسدية المتمثلة بقوة البنية والتحمل والبلوغ، أو قدرة عقلية متمثلة في القدرة على التمييز والإدراك، قائلا "الصوم عبادة لم يفرضها الله لتعذيب الناس، ولكن هذه العبادات من أجل تنقية الناس، ولا يجب علينا ان نتعنت أو نتعسف".


"ليس كل ذوى الاحتياجات الخاصة يمكنه الصيام، وليس كل ذي إعاقة يمكننا تدريبه على الصيام" هذا ما بدأت به دكتورة إيمان عبدالله أستاذ علم النفس واستشاري العلاج الأسري ، وأوضحت أن أصحاب الإعاقات الشديدة لايمكنهم الصوم، ومن يتدرب على الصيام من لديه إعاقة حركية أو سمعية أو بصرية ولكن قواه العقلية سليمة، ومن لديه إعاقة ذهنية بسيطة، ويكون مدرك للصيام ومعنى الصيام، وكذلك أصحاب التعلم البطيئ ومتوسطى الذكاء، وأيضا أصحاب متلازمة داون والمصابون بالتوحد يمكن لبعضهم الصيام حسب مستوى المرض لديه. 


وصيام هؤلاء يكون وفق قدرتهم على التحمل كما أشارت دكتورة إيمان، ومن الممكن أن نتدرج معهم في الصيام ، فنبدأ بعدد ساعات قليلة ونزيدها تدريجيا، إلى أن يصل ليوم كامل حتى لو يوم واحد في أخر رمضان، ومؤكدة "لا يجب إطلاقا الضغط على الأولاد من أجل الصوم".


وإشراك هؤلاء الأطفال في مثل هذه العبادات فرصة عظيمة من أجل دمجهم في المجتمع كما أوضحت عبد الله، منوهة أن الصيام مع الأسرة نوع من أنواع الدمج، ويحسن نفسية الطفل وحالته الصحية والإجتماعية، وهنا يقع على عاتق الأسرة دور كبير في تأهيل طفلها لهذه العبادة، كما أن للصوم الكثير من الفوائد لذوي الإعاقة طالما أنه مدرك للصيام ولديه القدرة على الصيام حتى لو لبضع ساعات، فهنا يدرك الوقت، ويزيد من قوة الإرادة لديه ويعلمه الصبر والتعاطف والرحمة والمقدرة.


وأضافت أن الصيام يعزز الثقة في نفس الأطفال، وخاصة ذوى الاحتياجات الخاصة، ويجعله يشعر أن لديه قدرة مثل أقرانه الأصحاء، وهنا يوجد جانب سيكولوجي خاص ببرمجة الدماغ بان الصيام يوميا مع تكرار سماع الآذان في نفس الوقت يعلم الطفل ان يحفظ الآذان، ويعزز عنده الطاقة الروحانية ويزيد الجانب التنموي واللغوي، ويكون معبر أكثر.
 

اقرأ أيضا : أستاذ تغذية بالقومي للبحوث: لصيام صحي لـ «مريض السكري» نصائح وقواعد هامة يجب اتباعها

ترشيحاتنا